مقالات وآراء

العبث بازياء القوات النظامية وسمعتها !!!!

اصحى يا ترس – بشير اربجي
نشرت وسائل الإعلام المختلفة والوسائط المتعددة صورا مع خبر يقول إنها صلاة العيد لقوات نائب قائد الإنقلاب العسكري المشؤوم، وكان أغلب حديث المراقبين يدور عن كثافة عددية هذه القوات المنشورة صورتها وتواجدها كمهدد للجيش بمنطقة كرري العسكرية، خلافا للحديث الذي ظل يكرره قائد الإنقلاب البرهان بإستمرار عن تواجدها خارج العاصمة الخرطوم، وخطورة ذلك الأمر على التحول الديمقراطي والحكم المدني والتغيير المنشود بالبلاد كما تحدث المشفقين على البلاد، ورغم أن عددية القوات فى الصور المنشورة لها واضح أنها تعرضت لمعالجة ببرنامج الفتوشوب الشهير، إلا أن خطورة الصورة لم تكن في العدد المقدر لهذه القوات غير النظامية فقط، إنما كان فى جزء من الصورة لم يجد حظا من النقاش للمراقبين لمآلات الحال بالبلاد الآن وما ستكون عليه فى مقبل الأيام، فقد كان يجلس على يمين وشمال نائب قائد الإنقلاب العسكري المشؤوم طفلان فى سن الروضة أو أكبر قليلا، وللمفارقة كان الطفلين فى كامل زيهم العسكري المشابه لزي هذه القوات نفسها، وربما لو أخذت الصور وهم وقوفا أن يكونا متمنطقين بببعض الأسلحة الخفيفة، بينما كان يجلس خلف الرجل من يضعون على أكتافهم رتبة اللواء والعميد وغيرها من الرتب الكبيرة والصغيرة، وتواجد عن شمال ويمين الطفلين ثلاثة لواءات من خريجي الكلية الحربية السودانية وكأن شيئا لم يكن ، وهي إشارة مفجعة جدا لكل من يقول ويكرر أن هذه القوات غير النظامية تعتبر جزء من القوات المسلحة السودانية، فليس فى تقاليد الجيوش المحترفة والجيش السوداني منها بحسب قانونه ما يجعل أطفالا فى هذه السن الغضة يرتدون زي القوات النظامية ويجلسون أمام ضباطها وكأنهم أعلى منهم رتبة، لكن ربما هي رسالة أراد قائد هذه القوات غير النظامية أن يرسلها للجميع بأنها قوات أسرية خاصة ولن يرثها إلا أبناء قائدها، وحتى إن قبل وهو الممانع بدمجها داخل القوات المسلحة السودانية لن يقودها غير أسرته وأبناءه، وهو ما يبدو واضحا من الترقيات المتسارعة التي حصل عليها شقيقه حتى وصل رتبة الفريق والفريق أول فى مخالفة للوائح وضوابط الخدمة العسكرية المنضبطة مثل قائدها نفسه.

ومهما يكن المراد من الظهور الأول لأبناء قائد هذه القوات غير النظامية، فإن ما حدث يوضح مقدار الفوضي التي يدار بها ملف هذه القوات غير النظامية والمليشيات المسلحة الأخري التي تجوب العاصمة الخرطوم بلا زي موحد أو لوحات لسياراتهم الكثيرة، وهو نذير خطر لا يخفي على أحد من الناس يجب أن تتم مكافحته وبتره ووضع حد لمثل هذه الأمور الضارة بمستقبل البلاد كلها، كما إن الذي يحدث الآن من فوضي قائد الإنقلاب ونائبه هو تلاعب بمستقبل البلاد كلها ومستقبل جيشها الموحد الذي يطالب به الجميع، إضافة لأنه يمثل استهتارا بتقاليد القوات المسلحة السودانية التي يفاخر قادتها بانضباطها ويغضبون لأي حديث ينتقدها مهما صغر، بل يحاولون وضع قانون يجرم منتقديها قبل أن يضعوها هي نفسها فى مسارها الصحيح ويحترموا زيها المعروف وقواعدها المرعية على مر الأزمان، ويبعدون بها عن التدخل بأمور السياسة والحكم وأحلام الآباء والأجداد وأطماع أنفسهم الشحيحة، وقد أصبحنا بحيرة من أمرنا ولا ندري بعد أن وصل بهم الحال تقديم أطفال يفع على ضباط من ذوي الرتب الكبيرة، هل سيعودون لرشدهم والقانون العسكري المعروف أم ينتظرون أن تتقدمهم زوجات القادة بالطوابير العسكرية فى العيد القادم؟، وهم لا هم لهم إلا تقديم الدعاوي فى كل من ينتقد صمتهم على ما تفعل المليشيات المسلحة بالبلاد من إستباحة.
الجريدة

‫5 تعليقات

  1. ماشاء الله عليك… اوفيت وكفيت يااستاذ… مقال رائع وشجاع جداً كالعادة ، ولكن للأسف : لقد اسمعت اذ ناديت حياً … ولكن لاحياة لمن تنادى

  2. هونحن ماعندنا جيش ولو في جيش لكانو قضو ع هذا الارعن بكل سهولة؟ هذا الارعن تاكد بعدم وجود جيش لذلك تمدد؟ اي جيش يملك هذاا الهمبول دوشكات وتاتشرات؟ اقل جيش غير مدرب قتاليا يستطيع ابادتهم في ساعات؟ علي شباب الترب وتكوين جيش والا ع السودان السلام؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..