مقالات وآراء

العزيمة والتسامي هل كثيرة على تحقيق ما تبقى من شعارات الثورة ؟ 

بسم الله الرحمن الرحيم
د . الصادق محمد سلمان
شعارات الثورة ( السلمية – الحرية – السلام – العدالة ) هي الشعارات التي رفعها الشعب كأهداف لثورة ديسمبر ودفع ثمنها من خرجوا في ديسمبر دماء ذكية ، ومن قبلهم قدم مواطنون أرواحهم ثمنا لهذه الشعارات في 2013 ومن قبلها آخرون في مواقف مختلفة ، ثم اولئك الذين استشهدوا في العمل العسكري المعارض للنظام منذ سنواته الأولى وتلك الأرواح التي أزهقت في مناطق النزاعات في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق والشرق ووالذين عارضوا مخططات النظام في الشمال ومن عذبوا في بيوت الأشباح ومن وشردوا من قراهم وأصبحوا بلا مأوي لاجئين ومن سجنوا في المعتقلات ومن تم قهرهم وإمتهان كرامتهم وإنسانيتهم من جموع الشعب ومن فصلوا من عملهم وأصبحوا بلا مورد رزق  وغيرهم جميعا كانوا ضحايا لنظان الإنقاذ البائد ، وكانوا وقودا لهذه الثورة .
السلمية التي أنجز بها الشعب الثورة وكتب بها أعظم شهادة لهذه الثورة كانت عملا وجد الإحترام من كل العالم  ، السلمية كانت وراء نجاح الثورة ، حيث سيطر الذين خرجوا في الإحتجاجات على غضبهم و كظموا غيظهم  أثناء وبعد الثورة ، فلم يحدث تخريب لممتلكات الدولة والمجتمع ولم يلجأوا للإنتقام ، ومن بعد الثورة صبروا على تباطؤ العدالة حيث ظل سدنة النظام البائد يمرحون طلقاء ، يشدون الرحال أينما شاءوا وكل ما هناك تم إعتقال حفنة من الرؤوس الكبيرة ، فهل هؤلاء وحدهم الذين أفسدوا وخربوا ودمروا كل شيء جميل وصالح في البلد ؟ والأكثر إيلاما أن الشعب يشاهد من أستباحوا الوطن وانتهك حقوقه وقتلوه وعذبوه وأفقروه وأهانوه ومارسوا عليه الظلم وتعاملوا معه بكل أنواع الصلف والإستعلاء إبان حكمهم البائد يمدون ألسنتهم له وهم لا يزالوا في مواقعهم التي جاءوها بالتمكين ، وكم هو موجع أن ترى من ظلمك لا يتم القصاص منه ليس ذلك فحسب ، بل ظل من تجبروا على الشعب  يتآمرون ويخذلون الناس في صحفهم التي أسسوها من أموال الشعب ولم يتبرع أحد بسؤالهم ، وهذا كان هذا هو ثمن السلمية وهو ثمن لو تعلمون عظيم  تحمله الشعب على مضض ، لكن كان المقابل الحرية التي يهون في مقابلها كل شيء . لكن  هل السلمية تعني عدم العقاب  ؟ و أن يغيّب القانون !

وماذا عن السلام الذي هو من شعارات الثورة والذي أصبح يمثل أكبر التحديات للثورة وحكومتها بشقيها السيادي والتنفيذي ، وكما يعلم كل حريص على إستقرار الوطن أنه  يتطلب تضحيات جسام  فهو يتطلب التسامي وأن تأتي كل الأطراف على نفسها ، فالذين قدموا التضحيات كانت تضحياتهم من أجل الوطن ، فالسلام مثل الحرية عندما تحققت كانت للجميع ولم تستثي أحدا حتى الذين حرموها على الشعب . فالتضحيات من أجل السلام من كل الأطراف المشاركة في عملية السلام تعكس إحترام التضحيات التي قدمها الشعب ، وتقديم الوطن على الأشخاص لأن السلام في النهاية هو الطريق إلي الإستقرار وإذا لم يتحقق فكل تلك المكاسب التي حققتها الثورة ستذهب هباء

أما العدالة فهي بيد الذين جاءت بهم الثورة في حكومتها المدنية الإنتقالية ومجلسها السيادي وسيسجل التاريخ مواقفهم إذا توانوا عن تحقيقها فهي البسلم الشافي لكل الجراح.

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..