مقالات وآراء

رسالتي للأمهات

محمد فضل ابوفراس
 تناولت في مقالي السابق عن الحصاد وألة النورج وذكرت حادثة لأحد الصبية بجزيرتنا الحبيبة موسنارتي / وحدة أرقو وتلك الاحداث التي زالت عالقة في ذهني وأنا ابن أربع سنوات وقد ذكرت التفاصيل في المقال السابق وكانت هنالك مداخلة من الدكتور الاستشاري كمال محمد أحمد وذكر أنه تعرض لحادث نورج في صغره وأن حوادث النورج كثيرة جدا واعتقد أن ماحدث لذاك الصبي هي الأخطر ومن قبيل الصدف أن يتواصل معي الصبي وهو ابن العمة الأخ ابراهيم عوض وذكر لي تفاصيل الحادث والشخصيات التي كانت حضورا وقتها والدي رحمه الله وعمنا انور سيداحمد رحمه الله والراحل سيف عنتاقي رحمه الله وهو كذلك كان صبيا وقتها والغريب في الحادثة ومارواه لي شخصيا الأخ ابراهيم أن الحادثة في العام ١٩٧٨م وقتها كان في الصف الثالث ابتدائي وذكر ان يوم الجمعة احدث بعد الفوضي والخراب في منزله فلم ترضي والدته اطال الله في عمرها وارادت ضربه فهرب منها فكان يسمع صراخها ودعواها فقالت (ان شاء الله ماترجع سالم للبيت) وكانت حادثة النورج في نفس الساعة وافقت دعوة الأم ووافقت ساعة استجابة سبحان الله ، فنرجو من الأمهات الإنتباه لذلك وعدم الدعوة علي أبنائهن في ساعة غضب وأن تعود لسانها علي دعو (الله يهديك) وكثيرة هي القصص التي بينت دعوة الوالدين وسرعة استجابتها ،، الشيخ / السديس ذكر أنه عندما كان ولداً صغيراً ، كان يلعب بالتراب بيما والدته تستعد لتحضير وليمة أقامها أبوه ، وقبل حضور المعازيم وبيديه الصغيرتين يأخذ من التراب ويرمي فوق الوليمة ، فغضبت منه أمه ودعت عليه قائلة:«إذهب جعلك الله إماماً للحرمين وبالفعل كبر الصبي وصار إماما للحرمين إنها دعوة الأم وما ادراك مادعوة الأمهات وروى المقري التلسماني في كتابه أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض ، قال : كان الزمخشري مقطوع الرِّجل ، فسُئِل عن ذلك .. فقال : بدعاء أمي! ذلك أني كنتُ في صباي أمسكتُ عصفوراً وربطته بخيط في رجله ، فجذبته ، فانقطعتْ رجله! فتألمتْ أمي لذلك وقالتْ : قطع الله رجلكَ كما قطعتَ رجله! فلما كبرتُ ، وكنتُ في سفرٍ إلى بُخارى لطلب العلم سقطتُ عن الدابة ، فانكسرتْ رجلي ، ووجب قطعها! لا شكَّ عندي أنَّ أم الزمخشري ، كحال أمهاتنا اليوم ، عندما دعتْ عليه إنما كانت تدعو بلسانها لا بقلبها ، وأنها لو عاشتْ حتى رأتْ رجل ابنها تُقطع وخُيِّرتْ بين قطع رجلها هي أو قطع رجل ابنها لاختارتْ أن تُقطع رجلها ويسلم ابنها! ولكن الدعاء سهم صائب ، وقد يوافق ساعة استجابة ، ولاتَ ساعة مندم! لهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما في صحيح مسلم: «لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم ، ولا تدعوا على أموالكم ، لا تُوافقوا من الله ساعة استجابة يُسأل فيها عطاء فيستجيب لكم» اللهم وفق أبناءنا الي مافيه الخير وجنبهم اصدقاء السوء واحفظهم من مصائد الشيطان واجعل لهم من أمرهم رشدا ، ووفقهم لطاعتك وارزقنا برهم،، واحفظ أمهاتنا وارزقنا برهن ، وارحم واغفر لمن رحل من والدينا،، برحمتك يا أرحم الراحمين.

تعليق واحد

  1. استاذ محمد فضل لك التقدير والشكر على هذا الأجتهاد
    وفقط من باب إثراء النقاش أود أن أطرح بعض الاسئله فأذا تكرمت بالاجابه لك شكرى والا يظل الأمر كما ذكرت من باب نشر المعرفه.
    اولا. إبداء بحديث ربط استجابة الدعاء بوقت معين هل هذا يتوافق مع قول الله تعالى ( وأذا سألك عبادى عنى فأنى قريب أجيب دعوه الداعى أذا دعان فاليستجيبوا لى وليؤمنوا بي) هل ذكر الله عز وجل بأن هناك أوقات معينه لإستجابه الدعاء أم انه شرط فقط استجابة الدعاء بشرطين ؟
    ثانياً . إلا يتناقض ماجاء فى مقالك مع قوله تعالى
    ( كل نفس بما كسبت رهينه) وقوله ( لا تزر وازرة وزر أخرى)
    وغيرها من الايات التى توضح دون لبس أن الأنسان مرهون بأفعاله وليس بأقوال الغير
    ثالثاً. إلا تتفق معى فى أن الله كتب على نفسه الرحمه وان رحمته سبقت غضبه فكيف يستقيم أن ينزل عقابه وهو الرحيم الرؤوف على طفل لم يبلغ سن الرشد وهو شرعاً غير مكلف وبالتالى غير محاسب؟؟
    رابعاً. قال الله تعالى ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) وهذه الأيه مقدمه إذا صح التعبير لنظرية السبب والمسبب أو العله والمعلول فالله قد ذكر كلمه( لنا) ولم يقل علينا ثم استخدم الجمع ليشير إلى ما يصيب بنى ادم منذ بدء الخليقه والى يوم البعث فقد كتب الله الاسباب فى اللوح المحفوظ فأذا كان السبب كانت النتيجه فأذا سقط احدهم من ارتفاع وكسر رجله فالسبب هى الجاذبيه
    واذا مات أحدهم بمرض عضال فالسبب هو الأعتلال فى نظام أجهزه الجسد وعليه كيف يمكنك أن تربط بالبرهان أن حدثا ما وقع بسبب دعاء الام او الأب على ابنه؟؟
    خلاصة القول استاذى الكريم هو محاوله فقط لوضع النقاط على الحروف كمدخل لفهم ديننا الحنيف الفهم ألذى يقرّبنا اكثر وأكثر إلى الله تعالى كما قال عز وجل (انما يخشى الله من عباده العلماء) وكما قال رسولنا الحبيب ( العلماء ورثة الأنبياء) وانا هنا لا ادعى العلم والمعرفه ولكنى أجتهد كثيراً فى تحصيل الحقائق وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بديننا ألذى أصابه ما أصابه من تشويه بعضه متعمد والبعض الأخر بسبب عدم فهمنا لمضمونه وأهدافه وتأويلها الخاطئ لكثير من الوسائل التى تؤدى به لأن يكون دين صالح لكل زمان ومكان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..