تسجيلات وفيديوهات عنصرية.. مفخخة

إنتشرت خلال الأيام الماضية في مواقع التواصل الإجتماعي المتعددة، موجة من التسجيلات العنصرية القبيحة، استهدفت تعميق الشروخ النفسية والاجتماعية في المجتمع السوداني التي أحدثتها تجربة حكم الحركة الإسلامية ومؤتمرها الوطني، والتي جعلت من سياسة فرق تسد منهجا وبرنامجا لتمكين كوادرها بسلوكهم وتربيتهم المشوهان،وقد تلقفت العديد من المجموعات المنكفئة والمغبونة والمحدودةالوعي وقصيرة النظر ذلك الطعم المعطون في الدسم، وراحت تتبنى اطروحات شديدةالخطورة على السلام الاجتماعي، تهدف لتفتيت وتجزئة نسيج المجتمع والتناحر القبلي والجهوي، رغم زعمها المعلن أنها تعارض النظام وتسعى لإسقاطه وأقامة البديل وطن الكرامة والعدالة والمساواة، وتدعي حب الوطن وتتغني بمآثر وبطولات شعبه وتاريخه المجيد ،بينما سلوكها العملي من واقع هذه التسجيلات أنها تخدم في مخطط النظام الفاسد لإضعاف وحدة القوى الوطنية وإحباط قياداتها، وهو منع حركة النهوض الجماهيري التي تنتظم السودان في كل مدنه وقراه وفي قطاعاته المختلفه من بلوغ غاياته في اسقاط نظام الجوع والفساد والفشل والتخلف والدجل والشعوذة،الذي هو السبب الرئيس في كل المآسي والمحن التي يشكو منها الجميع.

ولا يمكن فصل موجة هذه التسجيلات النتنة والمضرة بحركة جماهير الشعب السوداني وقواه الوطنية، عن عقلية وممارسات النظام ومؤسساته المختلفة التي جذرت لتلك المفاهيم الشائهة في السودان منذ مجيئها المشؤوم في 30 يونيو1989، وقد برزت تلك السياسة إلى الواقع بأبشع صورها بعد أن تكشفت حقائق الإنقاذ وبانت على حقيقتها كأسوأ نظام يمر علي السودان في تاريخه الطويل،واعترف العديد من قياداته بهذا المخطط الاستعماري الملامح والهوية، ويمكن مراجعة اعترافات المتعافي في أجهزة الإعلام.
إن النظام الذي يفتقر للصدق والحكمة والبرنامج والإرادة والعزيمة، لم يكن سوى مجموعات تم اغواؤها بشعارات الإسلام السمحة في فترة من الفترات وحين وصلت السطة انفضح أمرها وشرهها لألتهام مقدرات السودانيين، وموارد البلد لإشباع غرائزهم وشهواتهم في التسلط والمال والنساء. ولا وجود للوطن ومعانيه في قاموسهم. وتبقى مهمة التصدي لهذه التسجيلات المفخخةالمهددة لوحدة الشعور الوطني وسلام وتماسك المجتمع،مهمة كل المخلصين من أبناء السودان وبناته في الداخل والخارج. فالوطن ليس هو النظام والنظام ومجموعاته لا يمثل إلا مصلحة كوادره والمنتفعين منه.
وشن الحرب على الانتماء القبلي والجهوي هو تنفيذ دقيق لمخطط تفتيت السودان الذي تسعى له السلطه ودوائر إقليمية ودولية عديدة،نشرت خرائطه وحدوده قبل فترة طويلة.
واليوم المقياس الحقيقي والوحيد لوطنية أي سوداني هو الموقف من هذا النظام المهترئ ووحدة تراب الوطن وشعبه وأي موقف غير هذا يضع صاحبه في خندق واحد مع السلطة القائمة بكل سوءاتها وجرائمها.
متى كان الوطن لقبائل محددة ومتى كان الانتساب للشعوب بالألوان و القبائل والجهات،ان التخلف والعنصرية والقبلية والجهوية والفساد ليست لها جنسية ولا لون ولا وطن. والمعركة اليوم محددة وواحدة وبدونها لن تجد تلك المجموعات التي تروج لمفاهيمها المتخلفة التي تجاوزها التاريخ بوعي او بجهل وطناً تزرع فيه احقادها وتروي فيه غليلها. .
ان الوطنيين لا يفرقون بين أبناء وطنهم ولا ينشرون الحقد والكراهية بين سكانه،ولا يبنون برامجهم وسياساتهم على أقصاء الآخرين والتقليل من شأنهم فالحق لا يتجزأ والحرية لا تتجزأ، والوطنية لا توزع بالمزاج ولا يمكن أن ترفض سلوك لنفسك وتقبله لآخرين.
إن بعض أبناء جلدتنا أساءوا التقدير وعرضوا أنفسهم لمرايا الحق والتاريخ فظهروا فيها صغاراً،وهم يتحدثون عن وطن شامخ وعظيم.
علي هذه المجموعات التي أدمنت الصياح في منصات التواصل بلا ضوابط أن تكف عن هذا الطريق الوعر.. ما هكذا تبنى الأوطان وتشيد الحضارات،و الكادحون في الوطن لديهم ما يشغلهم ولا وقت لديهم لملء الفراغ والأثير بما يضر وطنهم وشعبهم..

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..