مقالات سياسية

سودانيون في امريكا (51): استثنائية أمريكا

واشنطن، محمد علي صالح

هذه حلقات انشرها في قروب “الصحفيون المتحدون” (عدد كبير منهم هاجر الى أمريكا).  وفى قروب “يوكانا” (خريجي جامعة الخرطوم في أمريكا الشمالية).

حذفت الأسماء.

=========

الجزء الأول: فصل الدين عن الدولة.

بدأ هذا النقاش في قروب “يوكانا”. وانا كتبت عن عدم احترام القرآن في القروب:

اولا، شيوعيون لا يعترفون به. 

ثانيا، جمهوريون فسموه الي اول وثاني. 

ثالثا، علمانيون يفصلونه عن الدولة. 

وانا كتبت: اسمحوا لي ان اقول ان الاسلام وامريكا يعارضان فصل الدين عن الدولة. أمريكا تفصل الدين عن الحكومة (حتى لا يستغله الحكام والسياسيون).

وشرحت ان إعلان الاستقلال، والدستور، ووثيقة حقوق الانسان، والعملة، كلها “تحت الله”. ايضا، قسم الولاء (اقسم به كل سوداني نال الجنسية الأمريكية).

في الحقيقة، قبل 150 سنة من “فاوندينق فاثرز” (الآباء المؤسسين) الذين وضعوا هذه الأسس الدينية، جاء الى أمريكا من أوروبا “الحجاج” (بيلقريمز) المسيحيون، ووضعوا أسس هذه الأسس.

في الجانب الاخر، لا يفصل القرآن بين الدين والدولة، والاقتصاد، والعلوم، والآداب، والفنون. حتى الجنس. يدخل القرآن فراش الزوجية، ويأمر الزوج ألا يمارس الشذوذ مع زوجته.

لماذا يريد بعض السودانيين في امريكا فصل الدين عن الدولة السودانية، بينما أمريكا لا تفصله؟

حتى بريطانيا، الأقل تدينا، لا تفصله.

انظروا الى كنائسها، وصلبانها، وتراتيلها، واعلامها الدينية، عندما توفيت الملكة اليزابيث. وعندما خاطب ابنها، الملك شارلز، البريطانيين.

الملك هو الراعي الأعلى للكنيسة الأنجليكانية. ويأتي بعده كبير أساقفة كنيسة كانتربيري.

وفي مجلس اللوردات، الذي لابد ان يوافق على قرارات مجلس العموم، يجلس 26 قسيسا، من بينهم كبير أساقفة كانتربيرى، وكبير أساقفة يورك.

الاسم الرسمي لهؤلاء هو “اللوردات الروحانيين”. ومقعد أسقف كانتربيري له شكل خاص لا يشبه أي مقعد أخر.

لماذا يريد بعض السودانيين في أمريكا فصل الدين عن الدولة، وامريكا وبريطانيا لا تفصلانه؟

لماذا يريدون فصل القران، وهو كلام الله، وهو كتاب كل الكتب السماوية؟

الا نحتاج الى القرآن ليكون أساس هويتنا، ومصدر فخرنا، لنا، ولأولادنا، وبناتنا؟

خاصة في هذا البلد الذي تتصارع فيه انتماءات الدين، والعرق، والاثنية، والجندر، والجنس.

والذي يتعرض فيه أولادنا وبناتنا في مدارسهم الى تيارات الشذوذ الجنسي، وتغيير الجنس، والتعري، والاباحية، والمخدرات، والعنف،

نواصل.

تسلموا كلكم.

وجمعة مباركة.

محمد على صالح، واشنطن.

======

الجزء الثاني: استثنائية أمريكا

الجمعة الماضية، اختلفت مع الأخ (…) في موضوع “فصل الدين عن الدولة”.

هذه الجمعة، اتفق معه في موضوع “استثنائية أمريكا”.

كان كتب: “حكاية ان الاسلام لا يتعارض مع الدستور الأمريكي دي جديدة”.

وانا كتبت: “اسمحوا لي ان اقول ان الاسلام وامريكا يعارضان فصل الدين عن الدولة. امريكا تفصل الدين عن الحكومة (حتى لا يستغله الحكام والسياسيون)”.

وشرحت ان إعلان الاستقلال، والدستور، ووثيقة حقوق الانسان، والعملة، كلها “تحت الله”. ايضا، قسم الولاء (اقسم به كل سوداني نال الجنسية الأمريكية).

عن موضوع “استثنائية أمريكا” (اميركان اكسبشنالزم)، كتب (…) انها تشمل” الدفاع عن حقوق المضطهدين في دول تطبق الشريعة الإسلامية”.

سأكتب عن الشريعة الإسلامية في أمريكا في حلقة قادمة.

اكتب هنا عن “استثنائية أمريكا.” واسمحوا لي ان أقول الآتي:

أولا، انها ليست عن حقوق الانسان، ولا عن الديمقراطية، ولا عن الرأسمالية، ولا عن الجنس، بقدر ما هي عن الحرية، عن روح الحرية.

ثانيا، يتفق الإسلام وأمريكا على موضوع آخر (غير موضوع فصل الدين عن الدولة،)، وهو موضوع روح الحرية، والتي هي من عند الله، كما شرحها الله في التوراة، والانجيل، والقرآن.

ثالثا، يقول الله في القرآن عن الإنسان: “ونفخت فيه من روحي” (لا نسبا، ولكن إضافة). ولأن روح الحرية من الله، لابد انها في الانسان، في عقله غير الواعي، إذا ليس، أيضا، في عقله الواعي.

كلما أذهب الى مكة المكرمة، وادخل الحرم المكي، وأرى الكعبة. سوداء، وقورة، مقدسة، تصيبني رعشة روحية، لا أدري من أين أتت. واتأمل، واتنفس نفسا عميقا، وتدمع عيناي.

وفي واشنطن، كلما أقف امام مبنى الكونغرس، واشاهد القبة العملاقة تتجه نحو السماء، تصيبني رعشة روحية، لا أدري من اين أتت، وأتأمل، واتنفس نفسا عميقا، وتدمع عيناي.

طبعا مع الفارق الكبير، أحس بأن هناك ما هو اهم من مبنى الكونغرس، ومن أعضاء الكونغرس، ومن الديمقراطية، ومن الحرية السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، وأيضا، الجنسية.

لهذا، اسمحوا لي ان أقول ان “اميركان اكسبشنالزم” (استثنائية أمريكا) أساسها روحها. وروحها من عند الله.

أخيرا، آثار الأخ (…) مواضيع أخرى، وهامة. سنختلف في بعضها، وسنتفق في بعضها، منها: تعليم الشذوذ الجنسي لأولادنا وبناتنا في المدارس الامريكية، وتحول الولد الى بنت والبنت الى ولد، وزواج الشاذين، والاباحية، والتعري، والمخدرات والعنف، ومساواة المرأة بالرجل، الخ …

نواصل.

وتسلموا كلكم.

وجمعة مباركة

والتهاني بعيد ثورة أكتوبر 1964.

محمد علي صالح، واشنطن.

‫4 تعليقات

  1. يا محمد علي صالح الحاصل شنو ؟؟
    ما اكثر رعشاتك .. تقول:
    أرى الكعبة تصيبني رعشة روحية … أقف امام مبنى الكونغرس، واشاهد القبة العملاقة تتجه نحو السماء، تصيبني رعشة روحية !!

    الكعبة و قبة الكونغرس ؟؟؟ وانت الاسلاموي … الفهم قسم يا عمك؟؟

    1. يا اخوانا ما تعصروا علي جبل الرجاف …
      جهل لغوي فاضح الصحيح رجفة او قشعريرة …
      أما رعشة دي حاجة تانية خلاص وفى المحيط هي ذروة ما ينال عند هزةاللقاء
      وهي اقرب الي ما ذهب اليه العلماء فى التعريف الشرعي للمنخوليا قالو:
      “هي ذهاب عقل الفتي من كثرة الجماع …
      او عدمه” 🤣🤣🤣🤣

  2. يقول الكاتب:
    تصيبني رعشة روحية، لا أدري من أين أتت. واتأمل، واتنفس نفسا عميقا، وتدمع عيناي.!!
    متأكد دي روحية يا اللخو ؟؟
    لو سألتني دي رعشة تبطل الوضو وتوجب الغسل !!

    عراقيين راحوا للحج قال لهم المطوف يا اخوان انتبهو راح تشوفون نسوان جميلات من تركيا وايراان وغيرها لا تطيلوا النظر تفسدوا حجكم … واذا رأيت امرأة جميلة قول “يا الله” عشان تتذكر انك فى الحج ..
    اول ما دخلوا الطواف واحد قال “يااا الله!!!”
    الباقيين قالوا: ” وينها …وينها وينها؟؟”

  3. يا سيد الجمل بما حمل
    بمجرد ان اقراء لاي كاتب او شاطح ان يفسر العربي بالإنجليزي اصيب بالاحباط، وهذه دلالات علي الضعف اللغوي وان كنت تدعي التمكن من تلك اللغة…
    فمن لا يلم او يتحدث بالإنجليزية لن ولا يفهم ان تكتب له اميركان اكسبشنلزم لانها مكتوبة بالعربي ولا وجود لها في العربية … طيب انت تخاطب جمع قراء بالعربية فهات المعني المرادف مباشرة …
    اما مايخص المقارنات الوجودية فلا توجد لا كما ولا كيفا….
    يبدوا انك لم تفهم البلد بعد وان طالت اقامتك بها…
    لك التوفيق

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..