مقالات وآراء

إن اردتم ان تحيوا فعليكم بالاخلاق قبل الخُبز

خليل محمد سليمان
ما كشفته حرب 15 ابريل من تدني في الاخلاق ، والقيّم شيئ مؤسف للغاية.
طبعاً شماعتنا الاولى هي الدعم السريع ، وتناسينا انفسنا! .
القاعدة عندي ، من الشاذ ان يأتي احد افراد هذه المليشيا بمكرمة ، او عمل خير ، في الاصل هم عبارة عن لصوص ، وقطاع طرق إستأجرهم النظام البائد للقتل ، والنهب ، والسلب ، والإغتصاب ، وتهجير المواطنين من بيوتهم ، ومزارعهم ، وقراهم..
عندما جارت بنا الايام يأتي هؤلاء الرجرجة ، والدهماء من اطراف الصحاري ، ومجاهيل افريقيا ليبشروننا بالديمقراطية ، والدولة المدنية..
*عمليات النهب ، والسلب ، والحرق ، والتدمير لم يقم بها الدعم السريع وحده..*
من منّا لم يرى طوابير المواطنين “اللصوص” يدخلون بيوت المواطنين، والمحلات التجارية ، والبنوك ، نهباً ، وسلباً ، نساءً ، واطفالاً ، ورجالاً؟ .
تحدثت مع احد الاصدقاء لم يغادر الخرطوم حتي تاريخ كتابة هذه الاسطر ، فقسم عمليات النهب المنظم ، والممنهج بصورة طبقية حسب ما رأى..
الطبقة الاولى من النهاية ، واللصوص هم قادة الجنجويد من الصف الاول حيث يحملون ما خف وزنه ، وغلى ثمنه من مال، ومجوهرات ، واشياء سمينه ، وغالباً تكون تحركاتهم بمعلومات دقيقة عن المقرات ، والبنوك ، ومنازل المواطنين..
ثم تأتي الطبقة التي تليها من صغار الضباط ، والجنود ، حيث الاجهزة ، وما لم تحمله طبقة النبلاء، ثم عامة الشعب “اللصوص” وهؤلاء لا يتركون وراءهم لا حلة ، لا صحن ، ولا ملاية ، لم تسلم ملابس المواطنين ، ومتعلقاتهم ، حتي الابواب، والشبابيك ، والمكيفات ، ومتورات المياه ، لم تسلم من هذه الطبقة ، وجميعنا رأينا بأم اعيننا ما حدث بالصوت ، والصورة.
الكثيرين منّا كانوا يخشون مصير العراق ، وسوريا ، وليبيا ، واليمن..
اتحداكم فرداً ، فرداً هل منكم من رأى في كل الحروب التي كنا نخشاها احداً إحتل منزلاً لمواطن ، او نهب ممتلكاته ، او استباح عرضه مثل الذي حدث في حرب الخرطوم؟
مُحبط حد الإستياء..
بالامس تكلمت عن جانب الاخلاق في دخول الدكتور خليل ابراهيم الي ام درمان ، فوردتني عشرات الرسائل ، عبارة عن سب ، وشتم ، لمجرد الإختلاف مع خليل ابراهيم..
تحدثت عن جانب لا علاقة له بفكره ، او إنتماءه ، فقط تحدثت عن الاخلاق التي رآها كل الشعب السوداني في تعامل هؤلاء الجنود عندما دخلوا ام درمان.
الغريبة لحظة دخلول خليل ابراهيم الي ام درمان كنت خارج السودان فسمعت عن تفاصيل هذه العملية من عامة الناس ، والذين لا تربطهم بخليل صلة لا تنظيمية ، ولا قبلية او إثنية..
شئنا او ابينا لم يسرقوا ، ولم ينهبوا احداً ، ولم يغتصبوا ، فان تكن الحرب نفسها ، فتلك قضية اخرى يطول الحديث عن مبرراتها ، ودوافعها .. فهذا الجانب لا يعنيني عندما اتحدث عن اخلاق الحرب، وضرورة التمسك بها ، بغض النظر عن دوافعها ، واسبابها ، خطأها ، او صوابها..
البعض وصفني بأن مقال الامس هو دفاعاً عن خليل ابراهيم ، والكيزان..
السؤال..
هل قوات خليل كانت متهمة بإرتكاب ايّ عملية نهب ، وسلب ، او إغتصاب لأدافع عنها؟
هل نسيتم ان خليل ابراهيم من مؤسسي الجبهة الثورية ، كأكبر كيان ثوري إلتف اغلب الشعب السوداني حوله ، وكان احد اركان المعارضة الرئيسيين وقتها؟
نعم تم قبوله ، ووجد الدعم ، والتصفيق ، والثناء عندما اعلن انه قائداً لحركة مطلبية ، لا علاقة لها بالفكر ، او الايديلوجيا ، هنا انا لا اتحدث عن الحركة في راهنها ، تحت قيادة فكي جبرين ، فقط اتحدث عن الدكتور خليل ودخوله ام دومان.
لسان الحال يقول “الشريعة ليها بالظاهر”
للحروب اخلاق ، وقواعد إشتباك ، وقوانين..
ما شاهدناه في حرب الخرطوم شيئ مخجل للغاية ، لقد حطمنا الارقام القياسية في تدني الاخلاق والقيّم.
لو ان ابو لهب قاد حرباً ، ولم يدخل بيتاً ، او ينتهك حرمة مواطن ، او يغتصب النساء فمن حقه علينا ان نشيد به ونذكر هذا الجانب ليكون درساً للمؤمنين لأن الاصل في الإيمان هو حسن الخلق ، وإحترام مبادئ الإنسانية ، حتي في الحروب الجاهلية كان من دخل بيته فهو آمن ، لا احداً يجرؤ ان يدخل بيتاً ، او ينهب متجراً .. فالحرب لها ميدان ، وقواعد ، وقوانين.
إن اردت ان تعرف ان خليل ابراهيم ضرب مثلاً في الاخلاق ، فانظر للجنجويد الخيبانين وهم من داخل غرف نوم المواطنين ، وبيوتهم يبشروننا بالمساواة ، والديمقراطية ، والدولة المدنية..
كفانا سطحية ، وكراهية عمياء .. فمن احسن فعلينا ان نشكره بغض النظر عن دينه ، او لونه ، او طائفته ، لنثبِت قواعد في المجتمع ، لنضع خطوطاً لا نتجاوزها مهما بلغت بنا مرارات العداوة ، والإنتقام ، والكراهية..
اخيراً..
نسينا الاخلاق ، فكانت حرباً بلا اخلاق .. سيكتبها التاريخ في وجه البشرية المظلم منذ نشأتها الاولي الي ان يرث الله الارض ، وما عليها..

‫12 تعليقات

  1. اي اخلاق يتمتع بها خليل ابراهيم وهل سمعتم ان الكيزان اي اخلاق
    فخليل وجبرين ومناوي كلهم بيبسي كولا وكوكاكولا تختلف العبوات والمنتج واحد انهم يعدمون جنودهم من غير بني القبيلة في الميدان دون ان يطرف لهم جفن

  2. هذا الكوز يجزم ان الاخلاق مصدرها الدين فهل اخذ السبايا اخلاق؟
    هل بيع البشر اخلاق؟
    هل زواج الاطفال اخلاق؟
    هل قتل المرتد اخلاق؟
    هل فرض الجزية اخلاق؟
    هل كراهية غير المسلم اخلاق؟
    هل ارضاع الكبير اخلاق؟
    هل ضرب الزوجة اخلاق؟

    1. فرض الجزيه بتعرفوا شنو كان كان في دوله اسلاميه لكن السلفيين وعبدة البخاري ومسلم ما خلو لينا جنبه نتكي عليها

    2. بالاصح السلفيين اخوانك هم بيفتروا على الله الكذب وانت بتكذب بالله

  3. أولاً يا خليل فإن سميك الكووووز المأفون هذا الذي تدافع عنه، جنوده حار بيهم الدليل ودا السبب الرئيسي وهمهم كان المخارجة بس من الورطة. أما من تقول أنهم مواطنين يقومون بالسرقة، فبلاي راجع الفيديوهات وشوف سحنات هؤلاء اللصوص وحتعرف هل هم مواطنين ولا نفس ملة الجنجويد المرتزقة؟ المواطنين هجروا بيوتهم وهؤلاء اللصوص أنت أدرى بهم والصور خير برهان يا خليل

  4. كان احسن ما نشروا ليك لانو كلام فارغ وسطحي.. اذا اردت ان تجادل فجادل بالتي هي أحسن خاصة في أمور العقيدة وفهمك السطحي لها.

    1. انا اريد اجابات على الأسئلة و ليس قلة ادب و تهديد يا بتاع عنتل بعد ذلك زنيم 😁

  5. أما أنت فقد صدقت في ما قلت في خليل وجنوده عند دخولهم أم درمان، والفيديوهات موجودة على يوتيوب لمن أراد الثبت.
    أما الذين سبوك وشتموك فهم معذورون بالجهل والجاهلية.
    بدات أفقد الأمل في مستقبل السودان وأهله بسبب الجهل والجاهلية التي رأيتهما في كتاباتهم ومنشوراتهم، ولطالما تفاخرت بأصولي السودانية، ولطالما شمخت بأنفي مفاخراً بالشعب السوداني حتى أتت هذه الحرب لتكشف عوار “وعوارة” هذا الشعب العجيب الغريب. وظهر لي أن هذا الشعب لا يتمتع حتى بالذكاء الفطري البشري، خذ على سبيل المثال تعليقاتهم على مقالك بالأمس (واليوم أيضاً)، هل هذه تعليقات تخرج من إنسان عاقل أو حتى نصف عاقل؟ أخشى أن يكون هؤلاء هم “صفوة ومثقفي” ذلك الشعب! أيضاً تأمل كتابات السودانيين الذين يكتبون بعنصرية بغيضة تتقاصر دونها عنصرية هتلر وهملر وآيخمان، يكتبون كأن في السودان شعبين أبيض وأسود، وليس لديهم من الذكاء الفطري ما يؤهلهم للانتباه لحقيقة أن كل الشعب السوداني أسود سواد الليل البهيم بلا استثناء حتى الذين ينتحلون العروبة! أليس في بيوتهم مرايا؟ ألا ينظرون في وجوه بعضهم البعض؟
    صدق الشاعر محمد إقبال حين قال: “من فقد ذاتيه كان أولى الناس طراً بالفناء” والشعب السوداني الذي رأيته بعد سقوط الأقنعة هو أولى الشعوب طراً بالفناء، ولا أسفاً عليه

    1. في قصة ان هناك واحد من العائلات المعروفة في السودان و التي تدعي العروبة و لأن بعض هذه العائلة تزوجوا من بعض ذوي اللون الاحمر , أصبح هذا الشخص صاحب القصة يعتبر نفسه أبيضا في السودان و لسوء حظه فانه ذهب للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية و عندما قدم في احدى الجامعات كانت هناك خانة للعرق ( Ethnic group) فاختار هو العرق الأبيض white و عندما قدم الطلب الى الموظف المختص , كان الموظف من العرق الابيض و نبه صاحبنا السوداني ( الأبيض) بأن هناك خطأ في المعلومات التي في الطلب , فنظر السوداني ( الابيض) الى الطلب و قال : لا يوجد خطأ , فأشار الموظف الابيض ( بخبث) الى خانة العرق , فرد صاحبنا بأن لا خطأ هناك و هنا رد عليه الموظف : so ,you are white! اي ( اذن أنت أبيض) و صار الكل في الجامعة يناديه بمستر وايت Mr.White تهكما

  6. المرفود دا شبكتو طشت مع قيام حرب الكيزان دى

    الظاهر انطبق عليهو المثل بتاع الكلب بيدور خناقو

    وعجبي

    قال شنو قال الهالك خليل ابراهيم عندو اخلاق؟؟ هو لو عندو اخلاق كان بقي كوز ياوهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..