غاص بلادنا وكبيرنا في الوحل

غاص بلادنا وكبيرنا في الوحل

خالد ابراهيم
[email protected]

كلمازاد النظام ازدهاراً ودعماً وغنى، غاصت البلاد في وحل الفقر والجوع أكثر, المصيبة أن البلد تتفتت وحدته يوما بعد يوم، والنظام يتوهم شيئا غير ذلك. الكارثة في أن البلد بات مرتعا للمشاريع الخارجية والتدخلات من كل جهة، والنظام يتعامل مع ذلك وفق قواعد لعبة البقاء (بقاء النظام وليس البلد).ماذا يحدث في السودان في الوقت الذي تُشرع فيه أبواب العالم لضمه تُقابل هذه التوجهات بالفساد وتخمة الطغمة الحاكمة، وتخوض البلاد حروب على أبنائها ولو كان الحال في بلاد أخرى لما استلزم كل هذه الدماء واستنزاف الثروات في بلد هو شديد الحاجة لها في شؤون أخرى. وفي الجنوب ذاق السكان هناك مرارة الوحدة وكفروا بها، ونحن الذين ننادي بالوحدة في كل شطر عربي أصبحنا نخجل منها في .السودان كيف يمكن أن يستحيل مشروع وحدوي إلى هذه الصورة المقيتة من ظلم الناس وسلبهم حقوقهم، ويأتي بعدها من يتهم المتظلّمين بالخيانة والدعوة إلى الانفصال؟! لقد ضربتم الناس في إيمانهم ووحدويتهم، أمعنوا في الاستغلال تحت راية الوحدة ونبذ الانفصال، وهذا لا ينطلي على أحد. يا سيادة الرئيس لقد ضاقت بكم السبل، ولم تعد تعرف ماذا يجب فعله بالضبط، وأين، وفي أي اتجاه؟!
إننا يا فخامة الرئيس لا نحمل ضغينة شخصية لك، ولكننا نحب السودان أكثر م
نك، فالسودان بالنسبة لنا بلادنا وأهلنا وتاريخنا وامتدادنا الطبيعي والاستراتيجي، وهو بالنسبة لنا ليس حكما أو سلطة أو مالا أو عائلة وابناً يورث، وإذا كنت أنت الذي تحظى بشرعية الثورة والوحدة والتاريخ العسكري قد فشلت في إدارة البلد، فلن يستطيع من يأتي وهو لا يحظى بكل ذلك أن يديره، وأنت يا سيادة الرئيس المسؤول الأول عن هدم البلد وضياعه وتفتته، وهو مشروع شارف على الانتهاء والاكتمال، وأنت وحدك المعني بإيقافه او عليك ان تكتب استقالتك وتترك مجال لغيرك لانغاذ البلد والالتفات لإنعاش السودان من جديد وبنائه. ومهما كانت الصورة سوداوية قاتمة فهناك هامش للفعل والثورة الحقيقية، فقط اعقلها وتوكل، كتاب التاريخ ما زال يحمل صفحات بيضاء شاغرة، فقط إن كنت تبحث عن ذلك

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..