RD

منصات حرة

نورالدين محمد عثمان نورالدين
[email][email protected][/email]

للإقتصاد السوداني قصص وحكاوي وأساطير فى ظل حكم الإنقاذ وكثيراً ما نسمع عن إنلاع ثورة الإنقاذ من أجل إنقاذ الجنيه السوداني وسمعنا أن الحركة الإسلامية قامت بإنقلابها العسكري حتى تنقذ الشعب السوداني من مآسي الصفوف فى كل شئ صفوف العيش وصفوف السكر وصفوف اللبن فكل حياة الشعب كانت صفوف فى صفوف وعندما يسمع المواطن العادي هذا الحديث دون شك سيقع فى براثن التصديق والتأييد فقد جاء نظام ينقذه من الصفوف وينقذ الجنيه السوداني من الغرق ولكن عندما يسمع الإقتصاديون هذا الحديث يصابوا بحالة إنعدام فكري كيف يعقل هذا !! فنظام الإنقاذ عندما جاء للحكم أتى بروشتة صندوق النقد الدولي وطبق نظام رأسمالي مباشر حتى إنه لم يفكر فى ذلك النظام المختلط ، أطلق للسوق العنان ومن التجار اللجام وهذه طبعاً فى نظر الإقتصاديين كارثة إقتصادية فى بلد كالسودان يحتاج لطريق تنموي محلي يحتاج للنهوض بإقتصاده الداخلي من خلال الإنتاج الزراعي ودعم الصناعات وفتح الإستثمارات فى المجالات الصناعية مع تضييق لتلك الأنشطة المخربة للإقتصاد كالإستيراد لكل شئ من الإبرة حتى الجمل كل شئ يتم إستيراده فى ظل نظام مماثل لنظام الإنقاذ وهذا ماحدث ووقعت الكارثة .. جاءت الإنقاذ بليل ونفذت تعليمات الرأسمالية العالمية فى وضح النهار وهى تكذب وتكذب على الشعب والشعب يصدق .. وفجأة يرى الشعب العمارات تطول والحكومة ترصف بعض الطرق لتسير فيها عربات الهمر والمرسيدس واللكزز والشعب يشاهد كل هذا من على البعد وفى الحقيقة لاناقة ولاجمل له فى كل مايحدث فأهل النظام هم فقط المستفيدين من هذا النظام الذى يسيره السماسرة .. فحينما كان يقف الشعب فى صف العيش كانت تلك الرغيفة التى يشتريها يدفع نصف ثمنها فقط والنصف الآخر تدفع قيمتها الحكومة وكان رطل السكر الذي يأتيه عبر البطاقة التموينية يدفع المواطن نصف ثمنه والباقى تدفعه الحكومة من أموال الخزينة العامة التى كانت تأتى من مؤسسات الدولة .. وهذا هو دور الحكومة الحقيقي دعم المواطن .. وكذلك الدواء والعلاج والتعليم المجاني كل هذا كانت تقوم به الدولة فى الوقت الذي كانت هناك صفوف طويلة وكان الجنيه له قيمة محترمة بين عملات العالم وكان المواطن السوداني له قيمة محترمة بين مواطني العالم ، واليوم بعد أن جاء نظام الإنقاذ وباع تلك المؤسسات العامة وخصص الصحة والتعليم وخصص الخدمات وفتح السوق لمصراعيه للمغامرين والسماسرة الذين خربوا ودمروا الإقتصاد فهجر المزارعون الزراعة وأغلقت المصانع وسخر رأس المال للإستيراد فقط .. أصبح المواطن يدفع أضعافاً مضعفة فوق السعر الأصلي لذلك توفرت السلع ولكن للمستطيع فقط .. وحينها طار الجنيه وسقط ثم عام وتعب والآن غرق تماماً ، فرصيد الشعب عند الدولة أصبح خالي تماماً فكل شيكات الشعب مرتدة .. ورصيد الحكومة اللآن لدى الشعب خاوي تماماً وشيكات الحكومة كلها مرتدة فلا قبول شعبي للحكومة ولارصيد للشعب عند الحكومة فالختم الوحيد المتبادل بين الطرفين هو ( آر دي ) مرتدة بسبب عدم توافر الرصيد أو إغلاق الحساب .. والمدهش مازال البعض يتحدث عن إنجازات الإنقاذ ومازالت الإنقاذ تتحدث عن نفسها ، فهل نقول لهؤلاء البركة فيكم ، والجاتكم سامحتكم ..
مع ودي …

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..