دلوكة الكسمبر .. في مشروع الجزيرة عاضة شمبر

@ دلوكة الكسمبر.. لم يرد ذكرها في كتاب “الإنداية” للاستاذ الطيب محمد الطيب ولكن يتداولها البعض في مشافهاتهم و حكاياتهم وتعود القصة الي ازمنة قديمة أنه و في قرية الكسمبر ريفي الكاملين انداية شهيرة يرتادها الكثير من اهالي المنطقة من الكاملين و حتي ابي عشر جنوبا مرورا بام دقرسي والترابي والحليلة حتي تخوم المسيد شمالا وكذلك مناطق المحس في الضفة الشرقية للنيل وبعض افراد القبائل الاخري.. والمعروف عن هذه الانداية ان بها(( جوقة )) من المغنيين والمغنيات المشهورين الذين سبقوا عصر المطرب الشعبي قسم السيد أدفريني المعروف في المنطقة .
@ دلوكة الكسمبر لا تتوقف إيقاعاتها ابدا ومهما كان الطارئ من الصبحية و حتي العشية ، موعد انزال البوارك بأمر السلطات . يرتاد هذه الدلوكة كل طالبي المتعة من كل الاجناس ولا يخلُ رواد هذه الدلوكة من الممارسات اللاقانونية وقد اشتهرت الدلوكة كطقس منفرد له ارتباط برواد الانداية لما للدلوكة من خاصية (بط السكرة) وزيادة طين الطشمة .. يقال ان مجموعة من تجار المواشي من محس الضفة الشرقية كانوا عابرين بمواشيهم فسمعوا صوت الدلوكة التي لا تتوقف, تلهب الحماسة و تبعث علي الفنجرة (( وفك الآخر)) وهاك يا شبالات ونقطة و((حاجات تانية)) وعندما افاق المحس وهموا بمواصلة المسير لم يجدوا ماشيتهم التي سطا عليها حرامية دلوكة الكسمبر.
@ جوقة الدلوكة عندها نصيب في السرقة , ولهذا يتواصل ايقاع الدلوكة بمصاحبة الغناء والرقص دون توقف وصارت مضرب للامثال للالهاء والاستغفال و (( التدقيس)) بمعني بسيط ،كما يقال عند العامة ، “لو داير تغش ليك واحد دق ليهو دلوكة الكسمبر”.. حوادث السرقات والنهب والنشل والتي تحدث جراء حالة الطرب التي تسري من ايقاع دلوكة الكسمبر ونتيجة للخروج من وصايا الانداية العشرة وأهمها ” ماتنوم في الانداية ، حمارك قصاد عينيك ، ما تتكلم كتير ، ما توزع الكاس ، أدي ضهرك الحيطة .. الخ ) ، كانت دلوكة الكسمبر قد فرضت واقعا لا يمكن تجاوزه وصار لها رواد و راندوك و اساليب ، مثلا أذا شك أحدهم في زميله أو صديقه بأنه سوف يشربه مقلب كان يقول له ” اوعك تدق لي دلوكة الكسمبر .”
@ حكومة الإنقاذ مع البيان الاول ، (دقت ) للشعب السوداني دلوكة الكسمبر حتي ذهب البشير الي القصر رئيسا وشيخ حسن حبيسا في سجن كوبر وبعدما (نقش ) الشعب المقلب و بدأ ايقاع دلوكة الكسمبر يتواصل علي انغام “لا بديل لشرع الله ” أوهموا الشعب بحجز الصفوف الامامية في المساجد لينفردوا بإحتلالهم الاسواق وفي كل مرة تتغير نوتة دلوكة الكسمبر ولا يتوقف ايقاعها حتي بلغوا سدرة منتهاهم هذه المرة علي انغام وايقاعات ” دخلوها و صقيرا حام”. حتي فرض اهل الانقاذ سياسة التمكين . انتقلت دلوكة الكسمبر الي مشروع الجزيرة علي انغام ” سنعيده سيرته الاولي” ولكن ، لم تعد ايقاعات دلوكة الكسمبر ( جاذبة ) لان اللصوص صاروا مكشوفين ولم يعد هنالك ما يمكن سرقته غير الارض التي تبقت من المشروع و انسان الجزيرة عِرضَهُ مصان لم يُكْلْم و في دفاعه عن ارض المشروع ستسيل دماءه و سيكشف خيانة بعض أعضاء لجنة الملاك الذين رقصوا علي أيقاع دلوكة الكسمبر ” سنعيده سيرته” بعد أن أخذوا (شبال ) من الشريف بدر و (نقطة) من بنك المال المتحد ورقصني يا جدع .
يا كمال النقر .. أرقص ترقص الدنيا معك ..

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ( دلوكة الكسمبر هي تعرض وبقرا كتل ) الامثال والكراكتير وغيرها من ضروب الفنون والادب , هي اسرع وسيلة لتوصيل المعنى واختصار كثير من السرد .

    تعرف ي حسن وراق … آفة الجزيرة في ابنائها الذين ارتضوا ان يكونوا موزعين بين الكتل والمجموعات في الحزب والدولة …. يستعين بهم هذا في صراعة مع ذاك . هم ليس اصيلين في معادلة الحكم والسلطة … هم كومبارس يكبر بهما كل واحد كومه …
    بعد ان ادى مشروع الجزيرة دورة واستنفد أغراضه التي امتدت منذ 89 وحتى ظهور النفط في نهاية التسعينات …. وفر العملة الصعبة لاستخراج النفط ووفر العملة الصعبة عبر انتاج القمح …. اذن لم يعد مطلوبا ولا مرغوبا فيه بالنسبة لهذا النظام … مثل مشروع الجزيرة لا ينظر اليه بميزان الربح والخسارة …. ينظر الى بعده القومي والاستراتيجي (فهو لليوم الاسود ) سنين جفاف – تعرض النفط لأي طارئ (اليس من الممكن توقف النفط نهائي لأسباب امنية وغير ذلك …. )_ – اليس في وجوده وتطور خدماته وما يوفره من فرص عمل عبر الحقل والصناعات المرتبطة به , اليس في ذلك تخفيف للضغط على العاصمة بسبب الهجرة — تتناسب الهجرة نحو العاصمة والضغط عليها طرديا مع تدهور الجزيرة في مشروعها وخدماتها … رفعت الدولة يدها عن المشروع وصفت الاصول بما فيها الري والسكة حديد … الخ ….. الغرض من ذلك ان يفشل المزارعون عن ادارته وزراعته لتجد الحكومة المبرر لتحويله للقطاع الخاص وتقاسمه …. لكن لما للمزارعين من تراكم خبرات ووعي استطاعوا ان يحافظوا عليه … مشروع الجزيرة ليس مربح للمزارعين ولكن بالنسبة لأهل الجزيرة فهو الهوية والجنسية والقومية والعنوان والتاريخ … هو عشق الارض بالرقم المشاكل التي جلبها لأهل الجزيرة واولها الامراض المرتبطة به وحرمهم من فرص المدن الا انه حقق لهم نقلة في الوعي وحياة الاستقرار التي الحقتهم بركب التعليم

  2. ( دلوكة الكسمبر هي تعرض وبقرا كتل ) الامثال والكراكتير وغيرها من ضروب الفنون والادب , هي اسرع وسيلة لتوصيل المعنى واختصار كثير من السرد .

    تعرف ي حسن وراق … آفة الجزيرة في ابنائها الذين ارتضوا ان يكونوا موزعين بين الكتل والمجموعات في الحزب والدولة …. يستعين بهم هذا في صراعة مع ذاك . هم ليس اصيلين في معادلة الحكم والسلطة … هم كومبارس يكبر بهما كل واحد كومه …
    بعد ان ادى مشروع الجزيرة دورة واستنفد أغراضه التي امتدت منذ 89 وحتى ظهور النفط في نهاية التسعينات …. وفر العملة الصعبة لاستخراج النفط ووفر العملة الصعبة عبر انتاج القمح …. اذن لم يعد مطلوبا ولا مرغوبا فيه بالنسبة لهذا النظام … مثل مشروع الجزيرة لا ينظر اليه بميزان الربح والخسارة …. ينظر الى بعده القومي والاستراتيجي (فهو لليوم الاسود ) سنين جفاف – تعرض النفط لأي طارئ (اليس من الممكن توقف النفط نهائي لأسباب امنية وغير ذلك …. )_ – اليس في وجوده وتطور خدماته وما يوفره من فرص عمل عبر الحقل والصناعات المرتبطة به , اليس في ذلك تخفيف للضغط على العاصمة بسبب الهجرة — تتناسب الهجرة نحو العاصمة والضغط عليها طرديا مع تدهور الجزيرة في مشروعها وخدماتها … رفعت الدولة يدها عن المشروع وصفت الاصول بما فيها الري والسكة حديد … الخ ….. الغرض من ذلك ان يفشل المزارعون عن ادارته وزراعته لتجد الحكومة المبرر لتحويله للقطاع الخاص وتقاسمه …. لكن لما للمزارعين من تراكم خبرات ووعي استطاعوا ان يحافظوا عليه … مشروع الجزيرة ليس مربح للمزارعين ولكن بالنسبة لأهل الجزيرة فهو الهوية والجنسية والقومية والعنوان والتاريخ … هو عشق الارض بالرقم المشاكل التي جلبها لأهل الجزيرة واولها الامراض المرتبطة به وحرمهم من فرص المدن الا انه حقق لهم نقلة في الوعي وحياة الاستقرار التي الحقتهم بركب التعليم

  3. ولكن من يداوى لنا سكرة البشير التى لم ولن يفيق منها ولايمكن له ان يخرج من الدلوكة التى برعت فيها بطانته ليرقص فى دارتها ويستقلون فيها هبالته وعدم رشده

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..