السعف في الوجدان الجمعي لأهل السودان

الخرطوم:عايدة ناجي
يتميز السودان بتراث ثقافي متفرد عن بقية بقاع العالم، كما يشتهر بصناعات يدوية من معطيات الطبيعة ، وتمتاز هذه الصناعات بخلوها من المواد الكيميائية التي تضر بصحة الانسان، لكن هذه الاشياء بدأت تندثر شيئا فشيئا، شأن كل شيء جميل في الشعب السوداني وعاداته وتقاليده بانسحابه وراء بساط العولمة والانفتاح على العالم الخارجي.
السعف من الاشياء البسيطة التي يزخر بها السودان فرغم بساطته الا انه تصنع منه اشياء مفيدة جدا للانسان منها البروش والتبروقة والقفة التي تستخدم في حفظ الخضار عند جلبه من السوق وغيرها من الاشياء المفيدة.
«الصحافة» طرحت موضوع استخدامات السعف وفوائده التي تعود على الانسان والتقت عددا من الخالات لمعرفة آراهن حول هذا الموضوع.
التقت «الصحافة» الخالة فاطمة التي ابتدرت حديثها قائلة ان معظم جيل هذا الزمن لا يعرفون الموروثات السودانية الاصيلة والمرتبطة بالانسان السوداني منذ نشأته، واضافت ان السعف او الزعف من الاشياء البسيطة الا انه بالامكان ان تصنع منه عدة اشياء مفيدة للانسان ويستخدمها بشكل يومي في حياته.
وبينت ان السعف الذي تستخدمه يأتي من حلفا في شكل عقل ومربوط بالرحل، وتقوم هي بتشقيقه وتستخرج منه ما يسمى «بالحنقوق» والذي يستخدم في صناعة المكنسة البلدية وكذلك تستخرج منه السعف اللين «النتاية» وتقوم بعد ذلك بضفره في ما تريد عمله سواء أكان بروشا، مصالي سباتة..الخ، وتؤكد ان هذه الاشياء لم تعد متوفرة كما في السابق وعزت ذلك الى التطورات التي شهدها المجتمع لاستخدامه الوسائل التكنولوجية الحديثة التي جعلت الانسان يستغنى عن الوسائل التقليدية على الرغم من فوائدها ومميزاتها الكبيرة ، وجيل هذا الزمن لا يقدرها، وتضيف ان هذه الاشياء اندثرت مع اصحابها ومن يقومون بعملها سواء بوفاتهم او بعجزهم عن القدرة على هذا العمل ، مبينة صعوبته وانه يأخذ وقتا طويلا وان هناك اناسا يفضلون استخدام الالوان على السعف حتى يعطي منظرا جميلا للشيء المصنوع، مبينة ان التلوين يكون بـ «التفتة» حسب اللون الذي يفضله الشخص ويكون بعد الضفيرة.
وفي ذات السياق يقول ربيع ان هذه الاشياء المصنوعة من السعف لها وقع خاص في نفسه هو عايش زمن المشلعيب الذي يحفظ فيه الطعام ودائماً ما يكون مرفوعا في اعلى الراكوبة، ويقول ان امه عندما يسألها عن الطعام تقول له شوف المشلعيب فيه شنو يا ولدي.
ويضيف انه يتمنى استمرارها الا انها الآن ليس لها وجود واختفت تماما، قال هذه العبارة وتبدو على وجهه علامات الاسف على اندثار مثل هذه الاشياء الجميلة التي تعتبر من السمات المميزة للسودانيين والتي لا بد من الحفاظ عليها بل وابرازها للمجتمع الخارجي للتعرف عليها.
ومن جانبها تقول آلاء عمر طالبة بجامعة الخرطوم ان هذه الاشياء المصنوعة من السعف لم ترها ابدا في منزلهم لكنها تعرفت عليها بكل انواعها من خلال الاسابيع الثقافية التي تقام في الجامعة واعجبت بها كثيراً خاصة تلك التي تصنع للزينة مثل القفة الصغيرة.
وتقول عائشة عامر – ربة منزل ان الصناعات اليدوية من السعف كثيرة جدا واستخداماتها اكثر، وتؤكد انها سهلة الاستخدام مع بساطتها وانها تتماشى مع بساطة الشخصية السودانية بصورة عامة.
مضيفة ان معظم البيوت السودانية اليوم تخلو من هذه الاشياء الجميلة، والبسيطة كغيرها من الاشياء التي لم يصبح لها أثر مثل القربة التي تصنع من جلود الحيوان والماعز خاصة وتستخدم في تبريد المياه والتي يكون طعمها حلوا، بالاضافة الى برودتها وكذلك البخسة التي تستخدم لصناعة الروب.
مؤكدة ان كل هذه الاشياء الآن توجد في بعض مناطق الريف اما في العاصمة فان وجدت تكون نادرة جداً وفي مناطق معينة لا زالت تحافظ على الارث السوداني.

الصحافة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..