أخبار السودان

فض الشراكة مع الوطني.. الاتحادي الأصل يتململ

تقرير: جاد الرب عبيد

بعد صمت طويل شهدته ساحة الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، عادت قيادات الختمية الى المشهد السياسي من جديد بكل ثقلها، وتحركت جاهدة في سبيل فض الشراكة مع الحزب الحاكم والخروج من حكومة الوفاق الوطني، لأكثر من سبب عدده منسوبو الحزب على صفحات الصحف في الأيام الماضية،  ومضت القيادات الى أبعد من ذلك وكلفت شخصيات بعينها، لإقناع رئيس الحزب مولانا محمد عثمان الميرغني بعدم جدوى الشراكة.. ولم يكن التهميش الذي يجده ممثل الأصل الرجل الثالث في الحكومة مساعد رئيس الجمهورية الحسن الميرغني، هذه المرة هو السبب، بيد أن تردئ الأوضاع الاقتصادية في البلاد كان سبباً أساسياً في المطالبة بفض الشراكة، غير أن الحسن لم نسمع له صوتاً بالتعليق على الوضع الراهن، أو بالسفر الى الخارج تعبيراً عن عدم رضائه كما كان يفعل سابقاً.

تكليف الأعضاء:

التحركات التي شهدتها ساحة (الأصل) مؤخراً، يقودها أعضاءٌ بالحزب خارج السُّودان وبعض نُوّابه بالمجلس الوطني، حيث طالبوا زعيم الحزب مُحمّد عثمان الميرغني بفض الشراكة مع حزب المؤتمر الوطني بُغية الخُرُوج من حكومة الوفاق الوطني المُشارك فيها الحزب بمساعد رئيس الجمهورية وعَدَدٍ من الوزراء، فَضْلاً عن نائب رئيس البرلمان ورؤساء لجان ونُوّاب بالمجلس الوطني، وبحسب (باج نيوز الإلكترونية)  تَمّ تكليف أعضاء الحزب خارج السودان خاصة أمريكا بطرح فكرة الخُرُوج من الحكومة على الميرغني في مقر إقامته بالقاهرة  بعد ترتيب الأمر داخلياً مع أعضاء الحزب المُوافقين على فَض الشراكة، وأشارت القيادات إلى أنّ الشراكة مع المؤتمر الوطني والمُشاركة في الحكومة خَصَمَت من رصيد الحزب الجماهيري، لجهة أنّها لم تُحَقِّق شيئاً حتى الآن، بينما يسير المؤتمر الوطني في تحقيق ما يصبو إليه، وَأَضَافَوا : (قريباً سوف نقنع الميرغني بعَدم جَدوى المُشاركة في الحُكومة) .

إجتماع بالمركز العام:

وتأكيداً لما ورد أعلاه تناولت الصحف بالأمس خبر مفاده (ملاسنات بدار الإتحادي بين مجموعتي الميرغني والحسن)، بسبب مسألة فض الشراكة، ويقول الخبر نقلاً عن صحيفة (التحرير)، إن المركز العام لـ(الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل) بأم درمان شهد مشادات كلامية وملاسنات بين مجموعة تتبع للحسن الميرغني، وأخرى تتبع لوالده رئيس الحزب محمد عثمان الميرغني، وكشف مصدر للصحيفة أن مجموعة الحسن حشدت عدداً من أفرادها للتصدي للمجموعة الأخرى، التي كانت تنوي عقد اجتماع حزبي داخل المركز العام، بهدف الخروج برؤية واضحة حول الوضع السياسي الراهن وإمكانية فض الشراكة مع الحزب الحاكم.

حديث صحف:

وفي السياق يرى ممثل الأصل في الحوار الوطني الزين العوض، إن ما يدور من حديث عن فض الشراكة مع الحكومة، حديث صحف وليس واقعياً، في وقت قطع بعدم وجود مجموعتين داخل الحزب، مشيراً الى أن الحسن يمثل المجموعتين، والأثنان تحت  قيادة مولانا، وقال الزين لـ(آخرلحظة) إن الحسن يعمل جاهداً من خلال اجتماعاته مع مؤسسات الدولة للخروج بالبلاد من الأزمات، وأشار الى أن المجالس التي كونت مؤخراً لا تمثل الحوار الوطني، إنما تعبر عن الحزب الحاكم، وتوقع العوض أن لا تجد تحركات القيادات الاتحادية الداعية لفض الشراكة القبول، بيد أن الميرغني لديه خط ثابت ولن يضحي أو يعرض البلاد لهزة تفقد المواطن استقراره.

تجاوز الحسن:

وفي الأثناء طالبت النائبة البرلمانية عن الاتحادي، مواهب السيد حزبها بفض الشراكة مع حزب المؤتمر الوطني والخروج من حكومة الوفاق الوطني فوراً، وشكت من تجاوز المؤتمر الوطني لمخرجات الحوار والتنصل عن التزاماته فيما يتعلق بتنفيذ التوصيات المتفق عليها، وما اعتبرته محاولة الالتفاف عليها، واستغربت النائبة الاتحادية لصحيفة (الجريدة) من تشكيل مجالس رئاسية في هذا التوقيت واعتبرتها إلغاءاً لمهام واختصاصات مجلس الوزراء القومي، وقالت إن التشكيل تجاوز الحسن الميرغني، رغم أنه يمثل الرجل الثالث في الحكومة بعد الرئيس ونائبه الأول، وأضافت: (تم تهميش مساعد أول رئيس الجمهورية ولم توكل له أي مهام داخل المجالس الرئاسية مثلما فعلوا مع غيره من قيادات المؤتمر الوطني).

تأكيد دعوة الوزراء:

وأكد عضو الهيئة القيادية للحزب ميرغني مساعد بوجود تحركات من قبل مجموعات كبيرة بالأصل تطالبت بفض الشراكة مع الوطني، والانسحاب من حكومة الوفاق الحالية، وأوضح أن المجموعات تعتقد أن الحكومة لم تقدم شيئاً للبلاد منذ تكوينها، بجانب أنها تسببت في خلق أزمات، بينها الميزانية التي أرهقت شعبنا كثيراً، وقال إن الحكومة صادرت الحريات في أكثر من مناسبة حيث امتلأت السجون بالمعتقلين، وأضاف يقال إن هناك أكثر من 400 معتقل سياسي، وهذا يتنافى مع مطالبنا في الحوار الوطني الذي كنا فيه طرفا أسياسياً، وقال مساعد لـ(آخرلحظة) إن الحزب الحاكم خرق المواثيق والعهود وهو يستغل أجهزة الدولة لترشيح الرئيس البشير لدورة جديدة، لجهة أنه يتناقض مع الحكم الديمقراطي، وأضاف هذه أسباب تجعل جماهيرنا تطالب بالخروج وعدم تحمل المسؤولية مع الوطني في الأزمات التي خلقها، وحول استدعاء مولانا للوزراء في القاهرة لتقييم المشاركة بالحكومة، قال ميرغني إن زعيم الحزب وجه دعوة لبعض أعضاء الهيئة القيادية والوزراء، لمناقشة مسألة فض الشراكة، وأشار الى أن وفد الأصل سيغادر بعد أيام قلائل الى القاهرة تلبية لدعوة الميرغني.

آخر لحظة.

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..