أغاني الزار.. الغياب عن الوعي في ظل سيادة الهيستيريا

الخرطوم ? رزان سلامة

ملابس مصنوعة من جلود الحيوانات المفترسة أشهرها )لبسة النمر(، هيستيريا الرقص على إيقاعات الطبول والكشكوش وسط ترنيمات تقوم بترديدها شيخة الزار استعارتها منها لاحقاً مغنيات المناسبات الأسرية والحفلات الخاصة أو من يعرفن (القونات). وفي إحدى المناسبات الخاصة صدحت المغنية بإحدى توشيحات الزار فانتابت أربعاً من النساء الحاضرات حالة غريبة من الرقص الهستيري حتى غبن عن الوعي وفعلن الأفاعيل.

(1)

انتقدت المغنية أريج بخيت الملقبة بالشيخة مغنيات الحفلات وطالبتهن بالكف عن أداء ترنيمات دق الزار في المناسبات الأسرية، لأن بعض النساء ربما أصبن جراها بحالة من الهيستيريا والغياب عن الوعي. وأضافت أريج: إن أغنيات الزار تؤدي في مناخ خاص بغرض التفريج عن حالة نفسية ما، إنها لحظة للترويح عن الذات وهناك نساء يعتبرن أنفسهن مصابات بالريح الأحمر و(اللولية) أو بالدستور ويؤدين الرقص السريع المنتظم المصاحب بالتلويح الدائرى بالأيدي. وأردفت أريج: الاستحسان والقبول الذي تجده أغاني الزار في مناسبات الأفراح يجعل بعض المغنيات يرددن أكثر من أغنية، خاصة إذا كانت المناسبة مغلقة على النساء فقط كحنة العروس مثلاً، حيث تجد المدعوات راحتهن في التعبير عن أنفسهن بالرقص وإن دخلن مرحلة اللاوعي التي عادة ما تصيب إحداهن. وختمت أريج قائلة: الأغاني الشهيرة الخاصة بالزار التي تحب ترديدها هي (بشير لومي) و(أزرق بندة) اللتان لهما وقع خاص على قلوب النساء المصابات بالدستور.

(2)

من جهته، قال محمد السنوسى – مصور فيديو لحفلات الأفراح – إنه في سيبل ممارستهم تصوير المناسبات الخاصة بالأفراح يشاهدون وبشكل ثابت الكثير من الغرائب، خاصة عندما تصدح المغنية بإحدى أغنيات الزار، فحينها ينقلب على إثرها حال النسوة من حالة الرقص الهادئ إلى الرقص العنيف الذي يؤدي بالراقصة إلى أن تجثو على ركبتيها وتسدل ثوبها على وجهها دونما وعي، فيما بعض الراقصات يشرن بأيديهن مطالبات الأخريات بمدهن بالسجائر والمشروبات الكحولية. وأضاف: مرة تعرضت إحدى النساء لما يشبه (المس) وظلت تصدر أصواتاً عالية بكلمات غير مفهومة مصحوبة بتحريك الأيدي من أعلى إلى أسفل مع الانحناء قليلاً. واستطرد مصور الفيديو قائلاً: فشلت جهود الحاضرات في احتواء حالة هذه المرأة (المدسترة) وفزع الأطفال منها فتحول المكان إلى صخب عجيب فيما لم تتوقف المغنية من ترديد الأغنية حتى تدخل أحد الحاضرين وطالبها بالتوقف الفوري، فسكتت الجلبة التي عمت المكان.

(3)

إلى ذلك، صنفت زهراء الأمين – الخبيرة التربوية – الزار على أنه من المعتقدات الخاطئة لدى بعض الأشخاص قليلي الإيمان. وأضافت: الدين الإسلامي لا يسمح بذلك لأن هناك مبادئ وقيماً وحدوداً لابد لنا من التقيد بها، وعدَّته ظاهرة سالبة، قبل أن تضيف: من المؤسف أنها بدأت تنتشر حتى بين الأولاد وليس الفتيات فقط. فلماذا تسمح الأسر بذلك وأين دورها؟ نحن مجتمع سوداني مسلم ولابد لنا من التزام مبادئ ديننا الحنيف، وكما قال الإمام البصيري “النفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم”. ثانيا: مسؤولية الأسرة في التربية الصحيحة وغرس مبادئ الإسلام. ثالثا: مسؤولية السلطات في دحر وبتر هذه الظواهر ومحاربة العادات الضارة بالمجتمع. وأخيرا: يجب أن لا نستجيب للشيطان

اليوم التالي

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..