مقالات وآراء

 بلدو والاسفاف وسب الشيخ التفاف نبي الله لوط!!

يعتبر علم النفس وعلم الاجتماع وبقية العلوم الانسانية الركزية الصلبة التي تقوم عليها نهضة الدول، وكل من يقرأ أو يطلع على تاريخ النهضة الأوربية يجد أنها قامت أولاً على العلوم الانسانية والفلسفية، ذلك أن بناء الفرد والمجتمع هو مقصود كل عمل سياسي أو اقتصادي، وبدونه لا تحدث نهضة أو تطور. ولن تقوم لنا قائمة مالم ننظر لهذه العلوم بعين الاحترام والتقدير لا أن تكون مجرد ملاذ أخير لكل من تفوته فرص الالتحاق بالكليات الأخرى.

لقد وجد الشيخ التفاف ضالته في هذا البلدو، وصعد منبر رسول الله صلى الله وسلم، وأول ما بدأ به هو الاساءة إلى نبي من أنبياء الله وهو النبي لوط عليه السلام، ونسب الفعل الفاحش للنبي لوط دون حرج منه في ذلك وسط هتاف (مرديه) المغيبين، الذين لا يتورعوا عن ممارسة الفاحشة الأشد وهي تقتيل الناس في الطرقات، أو سبهم ولعنهم، في محاولة منهم (لنفي) سماحة الاسلام ونسخها تماماً، ليصبح الدين مجرد كوميديا سوداء لا تخضع لأي رقابة. ولكننا لا نلوم الشيخ التفاف كثيراً لأن كل فقاء المسلمين، مع كل أسف، ينسبون الفاحشة للنبي لوط عليه السلام، علماً بأن كافة الملل والنحل الأخرى وفوقها القرآن الكريم تنسب الفاحشة لقومه أو مدينته (سدوم).

كنا نأمل من دكتور بحجم بلدو (ذائع الصيت) وله نافذة تطل على كل بيت سوداني من خلال البرامج التي يقدمها والاستضافات التي لا تنقطع والمقالات التي يدبجها، أن يساهم في رفع الوعي وتمكين المواطن من التفكير الواعي، وتمكينه من تطوير وسائل اتخاذ قراراته واستجاباته للتحديات اليومية والاستفزازات التي تعطل قدرة السوداني على التطوير المستمر، واعانته على التعامل مع الاحباطات التي تنهال عليه من فوقه ومن تحته، في ظل التعسُّر السياسي والاقتصادي الذي يخنق الوطن ويطوقه من كافة الجوانب.

ولكننا فوجئنا به يتحدث في موضوع أقل ما يوصف به انه صادم للوجدان العام، مخالف ليقينيات الشعب بمختلف طوائفه ونحله، علماً بأن (طبقة الشواذ) لا يكاد يخلو منها مجتمع، حتى في عهد النبوة الأولى، ولكنه يظل عمل شاذ ومرفوض اجتماعياً ناهيك عن تجريمه وتحريمه دينياً، والفئة التي تمارسه تكاد تؤول إلى الصفر، مقارنة بتعداد الشعب عامة، فإذا تعذَّر اماتته بالسكوت عنه فلا بد من نقاشه في دوائر ضيقة جداً، وبطرق علمية، لا أن يتم طرحه على الملأ وبأسلوب مبتذل. كان يمكن للدكتور أن يتحدث عن كيفيات معالجتهم أو دعمهم نفسياً حتى يتجاوزا هذه المرحلة، لان معظمهم ضحايا المجتمع وقع عليهم الاعتداء في طفولتهم، والبعض الآخر يعاني من اضراب الهوية الجنسية وكل ذلك يمكن التعامل معه علمياً في اطاره المحدد.

نهج الدكتور بلدو لا يختلف عن نهج الشيخ التفاف، كلاهما يفتقر للجدية والعمق الفكري، وكلاهما متطرف في آرائه ومبتذل في طرحه، وكلاهما إن لم نحد من غلوائهم فسوف يكونون وبالاً على هذا الوطن، في هذا الظرف التاريخي الذي بدأت تتخلق فيه مفاهيم الحرية. أعطى بلدو بقصد ونية مضمرة شريرة الشيخ التفاف فرصة (مقنطرة) ليعربد ويسب ويلعن وسط تصفيق وتهليل أتباعه، وهو من على منبر الاسلام.

ألا لعنة الله على الجهل والجهلاء أينما حلوا،،

صديق النعمة الطيب
[email protected]

تعليق واحد

  1. اذا كان علي بلدو يريد اللجؤ الى دولة اخرى فقد نجح في ذلك فهو يستطيع الآن ان يقول بانه مستهدف من المتطرفين الإسلاميين و ان حياته أصبحت في خطر و ان كل جريمته انه كان يدافع عن حقوق المثليين وهي كلها أشياء تمنحه حق اللجؤ على طبق من ذهب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..