احتار فينا إبليس

خلوها مستورة

احتار فينا إبليس

طارق عبد الهادي
[email][email protected][/email]

رأيت في ما يرى النائم أن الناس يحكون إنه إبليس نوى يهج و يسافر من السودان و إنه عندما كان يلملم متعلقاته وحاجياته و يدس تذكرة سفر إلى جزر برمودا داخل حقيبته سأله البعض عن سبب هجرته للسودان و قد هالهم ما رأوه من حاله، من هزال بائنا، وضمور في بطنه، وصف لهم إبليس الوضع في البلاد و كانت ملامح وجهه تنطق بالحزن وقلة الحيلة، قال لهم انه راحل عن بلادنا هذه، سألوه إلى أين يا رجل؟ ولماذا؟ ووو.. قاطعهم …والله ما قاعد عندكم وراحل عن بلادكم هذه إلى غير رجعة قربت أموت من الجوع يا أخي و بعد ده كله عاطل عن العمل، كنت أوسوس للواحد منكم ينسى يقول بسم الله قبل ما يأكل، الآن الواحد فيكم بقى ما يلقى شي يأكله! و لما يلقى شي يأكله! يقول الحمد لله لقيت أكل وبعد ما يخلص الأكل يقول بسسسسسسم الله مالو خلص بدري كدا! رضيت بالهم. قلت أتحمل ياريته رضي بيا، أنا إبليس ذات نفسي تسممت بالسندوتشات المبيوعة في السوق العربي، السوق الشعبي امدرمان والسوق المحلي. مرات تقاطعه الأكل ذات نفسه، جمعيات حماية المستهلك وخلافه، حاوسوس لي منو تاني عشان ينسى البسملة، وهو أصلا 40% منكم ما قاعدين ياكلو وكنت راضي بي نص دوام! تقومو تقاطعو الأكل عدييل كدا لزوم التوفير وكدا وبعضكم زعم انه الأكل بسبب الكلسترول والجلطات و حقو نقاطعه او انه الأكل ألفي السوق دا مسرطن، هم أصلا ما قادرين يشتروا الأكل يعني متلقين حجج، اعمل شنو أنا في بلدكم دي تاني، الفساد و الرشاوى والحاجات الكنت بوسوس بيها للناس بقوا يسو أفظع منها لأنه بصراحة الجوع كافر، لما حكيت لي أبوي و أمي في برمودا انه في البلد دي الفساد وصل حتى أكل أموال دفن المقابر وحسن الخاتمة وكدا! و أموال بعثات الحج قالو لي تعال نحن خايفين عليك إنت ذاتك يأكلوك! بقيت أخاف علي نفسي منكم يا ناس! ، اقعد اعمل شنو في بلدكم دي؟ قلت اخذل الناس ما يمشو حج و عمرة، شفت هيئة الحج والعمرة في السودان هي ذااااااتها بتكفت في المال وبحجة البحث عن حوش الفور في مكة نهبت ملايين الدولارات، قامت بالواجب عني وزيادة بصراحة كدا نحن بنتعلم منكم في السودان ، بقيتو تعينونا نحن الأبالسة ذات نفسنا بي وسائل الفساد! شان نعممها في بلاد المسلمين، تاني اقعد اعمل شنو عندكم، قلت اخذل الناس ما يكتبوا عقاراتهم كوقف شان نمنع البر ، وزارة الأوقاف والإرشاد حقتكم ذااات نفسها الفساد ضربها وجابت ليها عقد بين اثنين، أنا إبليس ذات نفسي ما اقدر ابتكره، اعمل شنو في بلدكم دي تاني كلموني، في بلاد الدنيا كلللها العقد بكون بين الطرف الأول والطرف الثاني، الوزارة والمصلحة الحكومية من جهة ومقدم الخدمة من جهة أخرى، إلا في السودان، الطرف الأول ياهو ذااااااتو الطرف الثاني، الوزير او المدير ياهو صاحب المباني! التي استأجرتها المؤسسة التي يديرها هو نفسه! وياهو صاحب شركة تأجير السيارات التي استأجرت سياراتها المؤسسة التي يديرها هو نفسه! وياهو صاحب محلات المواد الغذائية البجيب منها للوزارة ديييييك التي هو نافذ فيها، محلات فيها حتى ماء (زمزم) وتنقصها روح (زمزم) ، يا زول بقينا نتعلم منكم في السودان، قلت أشجع المسئولين والوزارات يبعثروا الأموال التي يصرفوها من وزارة المالية بقت الأموال عندكم ما بتجي المالية أصلا!، (يجنبوها) هنااااك في وزارة الكهرباء والدفاع والداخلية والباقي بيها حصل! كما غنى فنانكم ترباس! لكسلاوي، او يجنبوها في الولايات وتتلهف في مكانها! وده ما شفنا حتى في زمن المهدية انتو بترجعوا للخلف، أنا بقيت عاطل في بلدكم دي، ثم تلفت و بدت منه نظرة مودع حانية على أهل السودان وما هانت عليه العشرة وأضاف: أقول ليكم سر قبل ما أودعكم بقيت في الآونة الأخيرة دي أوسوس بالمقلوب! للمسئول أقول ليه ارحم شوية، خلي عندك إحساس في ناس تعبانه، و للبينهب خفف شوية خلي حاجة للبعدك، تاني دي بلد بقعد فيها اعمل شنو، ثم وقف بصعوبة متحاملا على هيكله العظمي قبل أن يطير ويختفي.

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..