في رحاب جامعة الزعيم الأزهري

* تلقينا دعوة كريمة من معهد الدراسات السودانية والدولية لإقامة منتدى حول مستقبل الصحافة الورقية في السودان، وكان من المفترض أن يقدم الدكتور محي الدين تيتاوي شفاه
الله ورقة، والأستاذ الصادق الرزيقي ورقة عن قانون الصحافة الجديد، وورقة ثالثة يقدمها كاتب هذه الزاوية تحت عنوان مستقبل الصحافة الورقية في السودان، ترأس المنتدى البروفيسور علي شمو فيما تغيب الدكتور تيتاوي لأسباب صحية، وتغيب رئيس اتحاد الصحفيين أيضاً، وقدمت البروفيسور سهام الكارب التي عقبت على الورقة، وألقت البروفيسور سهام محمد أحمد بخيت رئيس الجامعة كلمة ضافية ترحيباً بالمنتدى وضيوفه، وربما حيوية الموضوع أكسبت المنتدى حيوية زائدة ومشاركات جمة دفعنا لتناول أجزاء من الورقة عبر هذه الزاوية حتى تعم الفائدة.
* هذه الورقة عن مستقبل الصحافة الورقية تستهدف قراءة متانية لواقع مأزوم وهذا الواقع المأزوم قد طال حياتنا كلها ولأن الموجودين داخل هذه القاعة هم سدنة العمل الأكاديمي القح فإننا استجبنا لإعداد هذه الورقة ونحن نستصحب معنا جل الماسي التي يعيشها إنسان السودان وهو في هذا المخاض الأليم فقد أصاب الصحافة ما أصاب كل الجسد السوداني من جروح، ولأن الصحافة الورقية صارت في وضع بين أن تبقى مع وجود الصحافة الإلكترونية
ووسائل التواصل الاجتماعي أو أن تزول تاركة دورها المرتجى منها في التنوير وسط تحدٍ حياتي صارت معه في وضع تكون أو لا تكون، ولشيء من هذا نحاول الآن مناقشة مأزق الصحافة الورقية.
* ونرى في سطور بعض الدراسات ترجح أن العام ۲۰٥۰ م يمثل الحد الفاصل والتوقيت الفارق في تاريخ الصحافة الورقية وذلك لأن قرارات البيئة العالمية على سبيل المثال، ستجعل من صناعة الورق باستخدام الأخشاب جريمة، وهذا الأمر سيجعل من المتعذر الحصول على الورق وسيكون هذا أحد التحديات التي تواجه الصحافة الورقية عموماً والسودان ليس معزولاً عن ما يجري على هذا الكوكب. فإن السودان حاضر في كل اتفاقات التغير المناخي وموقع على كل الاتفاقيات البيئية.. وعموماً فإن النظرة القاتمة للصحافة الورقية وإنها إلى زوال لمجرد أنه قد لاح في الأفق أن هنالك وسائل تأتي بالخبر والمعلومة قبل الآخرين فإن هذا ليس كافياً لتشييع الصحافة الورقية إلى مثواها الأخير، فإن ابتداع الحلول والخروج من المأزق عبر الأكاديميين والباحثين والجامعات ومثل هذا المنتدى كل عقول الخلص من العلماء والخبراء قادرين على الخروج بالصحافة الورقية إلى بر الأمان. وللحديث مواصلة..
وسلام ياااااااااوطن..
الجريدة