زوجة الرئيس الأميركي تحتفل ببلوغها سن الخمسين في حفل عائلي

واشنطن: محمد علي صالح
اليوم (الجمعة)، تبلغ ميشيل أوباما، سيدة أميركا الأولى، الخمسين من العمر. وأمس (الخميس)، قالت متحدثة باسمها إن احتفال عيد الميلاد سيكون «بسيطا، وعائليا». يعني هذا أن البيت الأبيض لن ينظم حفلا يدعو له الناس، ولن يسمح لكاميرات التلفزيونات والصحف أن تغطي الحفل. غير أن ميشيل أدلت بتصريحات صحافية في وقت سابق، قالت لمجلة «بيبول» (الناس): «يغمرني إحساس بالهدوء، واليقين، والثقة، وكثرة التجارب». وأضافت: «إنه إحساس أكثر كثيرا من عندما كنت أصغر سنا».

وقال زوجها للمجلة عنها: «تقول ما تفكر فيه. كل يوم، تفعل ما تريد أن تفعل. لا تتردد. أتمنى أن أكون مثلها. وأحاول أن أكون مثلها».

وقالت فاليري غاريت، صديقة الرئيس باراك أوباما وميشيل (صديقة أوباما من قبل أن يتزوج)، ومستشارة أوباما للشؤون السياسية: «ميشيل في قمة نجاحاتها، إنها رائعة في الخمسين».

وقالت أنيتا ماكبرايد، التي كانت كبيرة موظفي وموظفات لورا بوش، إن السيدات الأوائل في البيت الأبيض، في منتصف سنواتهن هناك، يغمرهن إحساس بالإسراع لإكمال مهمتهن. وعن ميشيل أوباما، توقعت أن تركز، خلال السنوات الثلاث الباقية لها، على مشاريع مثل: صحة الأطفال (خاصة انتشار السمنة)، ونظافة البيئة (خاصة أكل الخضراوات الطازجة)، والعطالة وسط الشباب (خاصة السود).

وحتى يوم عيد ميلادها، تريد ميشيل أن تبرهن على أن هناك قضايا كثيرة تهتم بها، مع زوجها. ستحضر اليوم مؤتمرا لرؤساء الجامعات عن تعليم أولاد وبنات الأقليات (مثل السود) وحتى مناسبة الاحتفال الوحيدة بعيد ميلادها، «مؤتمر راقص» في البيت الأبيض، سيكون مؤتمرا أكثر منه حفلا راقصا، وذلك لأنه جزء من نشاطاتها لإعادة الثقة في نفوس البنات (خاصة السوداوات).

صار هذا موضوعا مهما خلال السنوات القليلة الماضية لميشيل في البيت الأبيض، لأنه أولا يرتبط بموضوع مساواة النساء مع الرجال، واحد من برامج الرئيس أوباما الانتخابية، وخاصة بسبب شكاوى كثير من النساء (ربما كلهن) بأن الرجال يستعلون عليهن، بطرق وصور مباشرة وغير مباشرة. وثانيا لأن الموضوع أهم بالنسبة للسوداوات (بسبب بقايا تجارة الرقيق والتفرقة العنصرية)، خاصة لأن كثيرا من السوداوات يشتكين بأنهن يعانين الأمرين: نساء، وسوداوات.

وليست ميشيل جديدة على هذا الموضوع. عندما كانت في الجامعة، كتبت رسالتها عن التفرقة العنصرية داخل الحرم الجامعي.

وفي الشهر الماضي، عاد الموضوع إلى واجهات صفحات النقاش، وذلك بعد أن نشرت صورة لها وهي غاضبة لأن زوجها كان يتحدث، في ود، مع رئيسة وزراء الدنمارك.

في ذلك الوقت، كتبت صحيفة «هافنغتون بوست» أن اتهام ميشيل بأنها «امرأة سوداء غاضبة» ليس إلا إحساسا تحت السطح في المجتمع الأميركي. بل، ليست النظرة العنصرية نحو السود والسوداوات إلا إحساسا تحت السطح أيضا.. «إحساس خفي، أو غير مباشر، أو في العقل الباطن».

وكانت الصورة انتشرت سريعا جدا في الصحف والتلفزيونات والإنترنت: هيلي شميث، رئيسة وزراء الدنمارك وشقراء جميلة، تجلس بين الرئيس أوباما، وديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا. وفي الجانب الآخر لأوباما تجلس ميشيل. وعندما أخرجت الشقراء تليفونها الذكي لالتقاط صورة «سيلفي» (ذاتية) لها وسط الرجلين، ظهرت تعابير الغيرة (وليس الغضب) على وجه ميشيل. وأثبتت ذلك صورة التقطها مصور تابع لوكالة الأخبار الفرنسية، وهي الصورة التي انتشرت حول العالم سريعا. ثم أوضحت صورة أخرى أن ميشيل، بعد صورة «الشقراء المحاطة برجلين»، تبادلت المقعدين مع زوجها، وجلست بينه وبين الشقراء. وهذه المرة، أوضحت الصورة أن أوباما يبدو غير سعيد. أثارت الصورة وسط الأميركيين تعليقين رئيسين: واحد ودي، وواحد عدائي.

قال واحد من الأوائل: «في نهاية المطاف، ليست السيدة الأولى للولايات المتحدة إلا أنثى. تحب زوجها، وتغار عليه من غيرها. وفي نهاية المطاف، ليس الرئيس الأميركي، وزعيم العالم الحر، وأقوى شخصية في كل العالم، إلا رجلا، تجذبه المرأة الجميلة». لكن، كانت أغلبية التعليقات عدائية. وأعادت هذه موضوع أن ميشيل أوباما ليست إلا «بلاك أنغري وومان» (المرأة السوداء الغاضبة).

في عام 2011، أصدرت مليسا بيري، أستاذة الدراسات الأميركية – الأفريقية في جامعة تولين (ولاية لويزيانا) كتاب «سيسترز» (أخوات: العار، والانطباع، والمرأة السوداء في الولايات المتحدة). وكلمة «سيسترز» (أخوات) القصد منها الحديث عن السوداوات مثلها. وقالت في الكتاب: «يظل الانطباع العام بأن المرأة الأميركية السوداء غاضبة (في أغلبية الأحوال) انطباعا مستمرا، رغم انتصارات الحقوق المدنية، ورغم أن في البيت الأبيض سيدة أميركا الأولى، وهي سوداء».

وهكذا، يوم عيد ميلادها الخمسين، تنوه ميشيل (إن لم تتحدث مباشرة) إلى هذه المشكلة الكبيرة في المجتمع الأميركي. وتقول إنها، خلال سنواتها الثلاث الباقية لها في البيت الأبيض، ثم بعد ذلك، ستعمل، ليس فقط على رفع مستوى النساء (في مواجهة كل الرجال)، ولكن النساء السوداوات خاصة (في مواجهة الرجال البيض، والسود أيضا).

الشرق الاوسط

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..