مقالات وآراء سياسية

صبراً.. قليلاً..!ا

حديث المدينة

صبراً.. قليلاً..!!

عثمان ميرغني

أبرزت بعض وسائط الإعلام المسموع والمقروء عبارة قالها د. مصطفى عثمان اسماعيل في ندوة “تحديات الوحدة ومخاطر الانفصال” أمس الأول، والتي قال فيها إنّ الشمال مستعد للتضحية (بكل بترول الجنوب!!) لصالح الجنوب إذا كان ذلك ثمناً للوحدة.. والعبارة بشكلها الذي بثه الإعلام تبدو كمن يقول لآخر (أنا مستعد لأن أتنازل لك عن كل أموالك من أجل إرضائك..).. ورغم أنني ? من سياق المحاضرة ? فهمت شيئاً آخر.. من روح الحديث أن د. مصطفى يريد القول أن لا ثمن للوحدة .. وإنّ حسابات النفط ليست واردة في ترجيح أو (تطويح) الوحدة .. إلاّ أنني موقن بأنّ الوحدة لا تتحقق بـ(المادي) مهما كان .. حتى ولو كان المادي حدوداً سياسية تتمدد إلى تخوم الخرطوم.. وأنّ أحد أكبر الأخطاء التي ارتُكبت تاريخياً وأورثتنا هذا الوضع الإنفصالي.. أنّ المقاييس في علاقة الجنوب بالشمال دائماً محكومة بـ(المُكوِّن المادي) أكثر من المعنوي.. سأعطيكم مثالاً مثيراً للدهشة.. الولاية الشمالية (التي غالباً سنكون فيها اليوم لتدشين طريق كريمة ? ناوا الجديد) ولاية بالكاد يصل عدد المقيمين فيها إلى نصف مليون نسمة.. أفضل ما يقال عنها لمن يزورها (حضرنا .. ولم نجدكم) .. وأهل هذه الولاية موجودون هنا في الكلاكلات.. والأم بدات.. والثورات.. وحزمة الـ(آب) من مثل الدروشـ(اب) والسامر(اب) وغيرهما.. لكنّ هذه الهجرة الدائمة لم تؤثر مطلقاً في ارتباط قبائل الشمال هذه بأرضها في الشمالية.. وأي مساس بشبر منها يمس عدة ملايين في أحياء الخرطوم التي سردتها لكم في الأسطر السابقة.. وقد يأتي يوم يكون فيه دينكا دنقلا أكثر عدداً من دينكا بور.. لكن لن يطمس ذلك العلاقة مع الأرض حتى ولو كانت المسافة عدة آلاف من الكيلومترات بين دنقلا وبور.. المُكوِّن المعنوي في الارتباط بين الجنوب والشمال هو الأهم.. ولحسن الحظ هو الأقل كلفة والأسهل.. لكنه فقط يحتاج إلى ذكاء في التعامل والتداول والتناول.. وإثارة قضية النفط في أي تناول يختص بقضية الوحدة والانفصال يمنح الإحساس السريع المباشر بالمثل الشعبي ( بين البائع والمشتري .. يفتح الله) .. تتحول القضية إلى سيوبرماركت مفتوح لمن استطاع إليه سبيلاً. في تقديري أنّ المفاوضات الجارية حالياً بين شريكي الحكم حول ترتيبات ما بعد الاستفتاء هي الطريق الأقوم الذي يعالج أخطاء الماضي ويجعل للوحدة شكلاً آخر غير عدد براميل النفط المسكوبة في الاتفاقيات.. وليت الجميع يصبرون على هذه المفاوضات قليلاً ليروا نتائجها.. لديّ إحساس كبير أنها ستلد اختياراً إن لم يكن وحدة فهو أيضاً وحدة.. وحدة ضمير.. قبل الحدود..!!

صحيفة التيار

تعليق واحد

  1. استاذ عثمان
    ليس لدي تعليق فقط اردت تذكيرك أنه قبل ابريل كنت تبشرنا بتغيير آت وديمقراطيه وسكبت ما سكبت من حبر لنؤمن بقدومها وأن لا نتهيب الدخول في تلك الانتخابات … انت تعلم بقية الحديث فقد كنت انت هناك ايضا ولكنك لازلت هنا .

  2. شتان مابين الرجل الوطني والدبلوماسي بن السودان البار مصطفي عثمان والمدعو الطيب مصطفي ما اتقول لي شمالي ما تقولي جنوبي بل قل لي سوداني هكذا تغني ابناء الجنوب وطربت لهذا الكلمات ساحتنا بالشمال عزيز انت يا وطن برغم كيد الانفصالين في الجنوب او الشمال

  3. دة كلام بروباقندا. ناس الشمالية الموجودين في الشمالية أكثر من المهاجرين و الذين إستقروا في الخرطوم و غيرها. ماذا يقصد الناس بهذا الكلام؟ ألا يستخق من يعيشون فب الشمالية هذه الخدمات البسيطة من طرق و إنارة؟ أم يقصد من يقولون هذا الكلام إلغاء الشمالية و تهميشها, رغم أنها أصلا مهمشة؟ أهل الشمالية تعلموا و سافروا و تفرقوا في الأنحاء فكان لهم ما أرادوا.

  4. الاستاذ عثمان اصبح من كبار المبرراتية لكل ما يقوم به منسوبى الحكومة وامؤتمر الوطنى . ياربى رجع لى حبو القديم . صحيح المرض بيتاور

  5. وحدة الشمال والجنوب ليس المال او الموارد احد اهم اسبابها وإنما عدم الإخلاص في النوايا واللعب واللف والدوران الكثير الذي تمارسه الحكومة وتتهرب فعلياً من تنفيذه والإتيان به ،،، المشكلة دينية وثقافية ،،، الشمال يريد أن يطبق نموذجاً إسلامياً قهرياً دكاتورياً والجنوب لن يقبل بهذا الطرح أبداً ،،، لم تتفاقم المشكلة إلا بعد أن ارسلتم المجاهدين للجنوب.

  6. اخى عثمان اين نحن من الناس الذين ابسط ما شاهدناه من تميز قدراتهم وتعايشهم السجال المدني الممتع بين فرقهم فى مونديال جنوب افريقيا الاخير اعتقد اننا بعيدين كل البعد عن طبيعة تفكيرهم وممارستهم للحياه انهم اناس متطلعون تجاوزوا العرقيه والعنصريه الى التكامل من اجل مجتمعات تستنهض قدراتها من اجل التنافس الحر والمشروع فى كل المجالات امم تنقب وسط شعوبها عن المميزين ذهنيا وقد تبحث عنهم بطرق اخري من القرين كارد الى التجنيس ونحن نطلب ان يكتب اى واجد اسم قبيلته حتى يذيق بعضنا باس بعض دخلت مره على صاحب معرض لاشتري سياره فقال لاحد ابنائه امش جيب لينا جبنه من الحبشيه ما من الخادم وهى سودانيه . اننا فى مدرسة تعليم اجنبي ندرس الطلاب منهج عالمى من اهدافه العامه ان خريجنا يجب ان يفهم ويمارس ان الناس في هذا البلد وفى العالم كله شركاء فى الانسانيه وشركاء فى الوصاية على هذا الكوكب ولهم حق التمتع سوية بكل فرصه وهو منهج يعالج سعة الاطلاع بلا حدود ويطور الفضول الطبيعى عندهم منهج يزرع فيهم حب التنافس حتى يضحو حب التعلم واستمراريته ثابت يرافقهم طيلة حياتهم–انا على يقين ان هذه القيم هى ما يدعو اليها ديننا لكن كيف ومتى سقطت من معتقدنا –احى عثمان نحن حقيقة نحتاج دستور وقانون يحفظ لكل منا كرامتهوقبل ذلك نراجع تديننا الذي تقلص الى مرحلة العدم احيانا حتى نلهم الية تطبيق مثل هذا الدستور
    لكن لا شي اوجب من الوحدة الان والا نكون نحن فى المعسكرين نتصرف ضد طبيعة الاشياءوكل علماءنا وحكامنا من شاكلة صاحب المعرض.

  7. نعم الجنوب مظلوم و دارفور مظلومة. ماذا عن الشمال؟ عندما أسمع مظالم أهل الجنوب و دارفور يأتيني ظن بأن أهلنا في جبل أم علي و الضيقة و المحمية و الدامر و إنت ماشي إلى أقصى الشمال يعيشون في بحبوحة. إخوتي لمن لا يعلم و أقولها بكل وضوح و صراحة أولى الناس بالتمرد هم من يسكنون من شمال الخرطوم و إنت ماشي و من يسكنون في الشرق الذين يعانون من نسب عالية من السل. و لكن المشكلة أنهم لم يرفعوا لسلاح في وجه كل (حكوماتنا الرشيدة) و هذه (الحكومة الرشيدة) بالتحديد لا تعترف إلا بمن يرفع السلاح وتظل "تلحس قدميه" إلى أن يوقع اتفاق سلام و لكن أهلنا في الشمال لم يفهموا المعادلة ربما في تقديري لسببين: الأول هو الوهم "بأننا أسياد بلد" و الثاني هو عدم وجود غابة مثل الجنوب. و الحكومة الرشيدة بدل أن تفاوض متمردي دارفور في الدوحة و جون قرنق في نيفاشا، كانت تأخذهم في رحلة إلى الشمال و الشرق سيرون بأم أعينهم أن الظلم الواقع بأهل الششمال أكثر من الظلم الواقع على الجنوب و الغرب.

  8. الأخ عثمان ميرغني ينسى سريعاً ما يكتبه بالأمس أو قبله و تراه "يلحس كلامو" بسرعة يحسد عليها. أحاول أن أفهم ما يريد أن يقوله و لكني و الله العظيم لم أستطع إلى ذلك سبيلاً. يا ترى ما الفرق بين عثمان ميرغني و أي من صحفيي الحكومة (الرشيدة). لا أجد فرقاً بين عثمان ميرغني و اسحق أحمد فضل الله أو راشد عبد الرحيم أو ذلك الذي يكتب في سودان فيشن و يشتم الكل و يتحدث حديثاً سوقياً. يبدو أن وراء الاكمة ما وراءها. و أن هنالك أناس يعشقون الدهنسة و مسح الجوخ و "لحس أحذية المسئولين" غير المسئولين و تأليه كبار المسئولين.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..