إبليس والكديس

بين الصحافة والأمن حرب استنزاف ، حدها بحر الزراف أو جبل الرجاف .
ويفعل الأمن بالصحافة ما فعلته الرياح بالكداريس ، وتفعل الصحافة بالأمن ما فعله الكديس بإبليس
يسنسر الأمن المقالات والأخبار الصحفية في الصحف الورقية ، فيكتب الصحفيون في الوسائط الإلكترونية
ويمنع آخرين من الكتابة ، فتنفتح لهم أبواب الكتابة في وسائل إعلامية وصحفية دولية
وفي إطار مهمة تقييد الصحافة ومطاردة الصحفيين ، يخصص الأمن للإعلام إدارة ، وفيها ضباط وأفراد يصرفون مواهي وبنزين ويركبون عربات ويستخدمون تلفونات ويصرفون حوافز وإكراميات .
وعندما لا تجدي هذه الأساطيل نفعاً ، يشتري الأمن الصحف أو يساهم فيها ، ويصرف المال علي الطباعة والتوزيع والأجور والتسيير ، فينصرف القراء عن الصحف الصفراء والمسيخة التي تسبح بحمد الإنقاذ ليل نهار .
وتمنع الإعلانات عن الصحف المحترمة بغرض تفليسها ، ولكنها موجودة لأن هنالك ضرورات تبيح وجودها .
وعندما لا يجدي الأمر نفعاً يصادر الأمن الصحف بعد طباعتها ، من أجل إلحاق خسائر فادحة بالناشرين
وعندما تفشل المخططات تصبح المصادرة أمراً دائماً كما هو الحال مع الميدان
ولكن الصحافة تكتب ، وتنشر بألف وسيلة ، والناس يقرأون بطرق عدة ، وليس بالضرورة صحيفة موجودة بالأكشاك .
وبينما المليارات تصرف علي محاربة الصحف ، فالصحفيون قادرون علي العيش بالملاليم
ولم تفلح المؤامرة في تطفيشهم إلي بلاد ما بين النهرين أو تجويعهم في بلاد ما بين النيلين
علي عكس ذلك ظهرت شبكة الصحفيين السودانيين ، وعجبوني كالو العين .
وارتفع صوت المطالبة بحرية النشر والتعبير ، فوصل أسماع العالم ، وهاهي التقارير الدولية تصنف الإنقاذ ضمن أسوأ نظم تتعامل مع الصحافة .
وبينما تدور حرب الإستنزاف هذه ، يظل مجلس الصحافة متفرجاً كالأطرش في الزفة ، ولسان حاله يقول ( أنا مالي والهواء) ، وليس الهوي الذي قتل ذات يوم جميل بثينة .
وبينما تدور حرب الإستنزاف هذه ، يتحدث المسؤولون عن حرية الصحافة أمام الزوار الأجانب وكأنهم يعيشون في كوكب آخر .
ويعرف الصحفيون أن نهاية حرب الإستنزاف هذه لن تنتهي إلا إذا انتهت الحرب بين الشعب وجلاديه .
والصحفيون أبناء الشعب ونبضه ، بينما الأجهزة الأمنية ، صنيعة النظام ، وحائط الدفاع عنه .
الحيطة القصيرة لا تمنع كورة رونالدو من دخول مرمي برشلونة ، والصحفيون ليسوا بالضرورة من سكان طردونا وجبرونا
في كرة القدم الإنتصار للخطة الجيدة والتدريب وحماس اللاعبين ، وليس بالتعليمات وحدها يفوز ( الكوانين) .
في حرب استنزاف العرب واسرائيل ما بعد النكسة قصة مشهورة عن كوهين والسباعي ، هل يفهمها تاجر القطاعي ؟؟
الميدان
* ليت المقال خلا من بعض السجع، و اجتنب استعمال منطق البجع:
#(ويفعل الأمن بالصحافة ما فعلته الرياح بالكداريس ، وتفعل الصحافة بالأمن ما فعله الكديس بإبليس)
يا كيو انت راجل مليان لكن كتابتك اليوم مش ولابد…… دى قرفة زايدة ساى