
جوبا عاصمة الشق العزيز ولانقول الشقيق فذلك أمر لا يحتاج الى إثبات ..هاهي تحتضن من كانوا فرقاء متناحرين مع سلطة جائرة تريدهم أن يتركوها تحكم مقابل أن تتكرم عليهم بما لا تملك و تغري جيوبهم بالذي تسرقه من أفواه الجياع .
وهاهم يجلسون اليوم في رحاب عاصمة ذلك الجزء العزيز كرفقاء في محبة الوطن و شركاء في أوجاعه التي قسمته و شتت أبنائه في أطراف الدنيا بحثا عن الكرامةعند الآخرين قبل لقمة العيش التي حصرتها جماعة الإسلام السياسي في بطون من يوالون عبثها أو يصمتون على فظاعة جشعها .
الان وضعت جوبا حصان السلام في مكانه الصحيح أمام عربة المرحلة الإنتقالية التي أعلنته كأولولية قصوى في برنامجها المزدحم بالمهام والهموم..بعد أن كانت عصابة الإنقاذ تشده من خطامه مثقوب الأنف ليلحق بها مجهداً في لهثه بين العواصم الأجنبية دون أن يكون له من حظ النجاح في سجال التفاوض إلا بمقدار ما تغزله يدا مفاوضي الكيزان الأثمة لتعودالى نقضه وقد ملاءته بجحافل قمل الهرش المؤذي لجلدة رأسه .
بالطبع لايمكن أن نفرط في التفاؤل من أول جلسة وإن أمها أهل الإقليم من أصحاب المصلحة في استقرار السودان شمالا وجنوباً..لأننا نعلم أن قدراً من سموم الشكوك لابدأن تدسها عرقلات أصحاب الغرض في إستمرارية أزمات السودان قديما وحديثا .إلا أننا لن نركن الى التشاؤم بالمقابل من منطلق ثقتنا في أن الجميع على ضفتي التفاهم قدأدركوا أن لغة العداوة بصوت السلاح لن تزيد المسامع إلا صمماً ..وإن همس التناجي من خلف ضربات القلوب المشفقة على هذا الوطن هو الوسيلة الأسرع في الدخول الى العقول متسللة كانسراب العطر في مسامات الأرواح .
فشكرا جوبا العائدة الى الحضن الدافيء لامحالة وإن إختلفت صيغة العودة .
ولعمري ما ضاقت بلاد برجالها و نضيف أيضاً نسائها ولكن أخلاق البشر هي التي تضمر حينما تتسع أفواه المطامع التي تتبع نرجسية الذات لتعليها ظلماً فوق سمو الشأن العام !
محمد عبد الله برقاوي