مجرد المقرنة لا تجوز

لو سلمنا جدلا بما يقولون ، بأن قوى الحرية والتغيير تزيل تمكينهم ، وتمارس نفس نهج التمكين .
أقول لهم انتم حقا سذج ولا تستوعبون دروس الأمس وما زلتم في طغيانكم وجهلكم تعمهون ، مجرد المقارنة لا تقع ولا تستوي على أرض الواقع ، فالفرق والبون شاسع كما بين السماء والأرض ، أرفعوا بصركم للأعلى قليلا ألا ترون قرص الحرية يشع نوره في الأرجاء ويحيل سماءنا خضراء مشبعة بالأمنيات والرجاء ؟!
أتشبهون قوما فاسقين مجرمين ونظاما ظالما مغتصبا للسلطة وقاهرا للديمقراطية ، ومذلا لشعبه ، ومكبلا للحريات ، بآنجازات وأهداف ثورة شعبية عاصفة جاءت لتهدم حصون الظلم ، وتزيل الورم الخبيث من جسد الوطن ، وتصحح الأخطاء والمفاهيم المغلوطه ، وتعيد حس الوطنية الغائبة عن الضمائر ، وتسترجع الحقوق المسلوبة والمنهوبة لأصحابها ، بعد ان رفعت عاليا في شعاراتها الأولى قيم الحرية والسلام والعدالة ، وأفرجت في الحال عن حرية التعبير التي كانت حبيسة بأمر قوانينهم والتي تستمتعون الآن بلذتها وتنتقدون الساسة والزعماء كذبا وافتراءا كما شاء لكم دون خوف او وجل من الإعتقال او من طرقات ابوابكم في منتصف الليل !!
أجيبوني هل كان يتجرأ أحد من المعارضين أمثالكم ان يعيب تمكينهم ويعترض عليه ، او يشير لفسادهم الذي طفح وملأ ارجاء المعمورة وازكم الأنوف ، هل استفتيتم من شيوخهم وعلمائهم من اين أتوا بفقه التحلل الذي لا يلزم حتى السارق من مغادرة كرسيه الذي غرف منه “بالكوز” كل تلك الأموال الطائلة ؟!!
أسألتموهم يوما لماذا انتم كروشكم ممدوده من الشبع ورعيتكم وجوههم ساحبة يتضورون جوعا من الفقر وتفتك بهم الأمراض والسرطانات ويبحثون في بقايا موائدكم ليقتاتوا كالكلاب ؟!!
ااااه.. كم هي كثيرة قوائم آلامنا ومآسينا جروحنا ونكباتنا وانفعالاتنا المكتومة !!
كلا ثم كلا لن تستطيعون فتح افواهكم أو لتعليق حتى من خلف الجدران، لأن ساعتها إن حدث ، ستحيط بكم كلاب أمنهم وتتناوشكم بأنيابها ومخالبها ، في بيوت الأشباح وتمزق أجسادكم ، وتبعثر اشلائكم ، حتى يغمى عليكم وتتراءى لكم النجوم عز النهار ، ان بقيت انفاسكم مستمرة قبل مغادرة الدنيا.
ان عقولكم حقا تحجرت وتقف في زمن ما قبل ميلاد العاصفة وانتشار وعي الشعوب.
نعم قطار الحرية والتغيير وجدها مغبرة كالحة السواد ويسير غير عابئ بالتحديات في مساحات جدباء قاحلة تلفح وجوه راكبيه “السموم الحارة ” فلا محطات للراحة من العناء ولا “سندات خفيفة” يقف فيها للتزود بما يحتاجونه لتكملة الرحلة نحو بناء الوطن ،ولكنه حتما سوف يصل غدا او بعد غد للضفاف الخضراء وتنتهي معاناتنا جميعا فإرادتنا أقوى من كل البنادق.
هنا في أرض الحريات والعدالة شروط الإختيار للوظيفة العامة أن تكون مؤهلا ونقيا ووطنيا خالصا ولا تمر بدهاليز السادة ولا تخضع لتزكيات الشيوخ والزعماء ، فزوايا الرؤية والمراقبة للعامة مفتوحة على مصراعيها ، والقوانين حاضرة لكل نفس تستحل اموال الدولة والفقراء، ولا شئ مخفى عن الأنظار ، ولا أحد محصن عن المساءلة والعقاب.
وهذا هو الفرق يامن تفترون وتتوهمون الكذب ، فلا مجال للانحراف بدفة الوطن يمينا او يسارا بعد اليوم ، تكفينا ثلاثون عاما من الدمار والفساد والثراء الحرام والفسق والنفاق وشراء الذمم والمتاجرة بالدين.
بريرالقريش