مقالات سياسية
حريق أميفارما !

مناظير – زهير السراج
أصابني الهلع عندما سمعت بحريق معامل أميفارما للأدوية بالمنطقة الصناعية بحرى وشاهدت تسجيلات مصورة مرعبة للحريق انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية ونشرات الاخبار، فالمعمل من اكبر واقدم معامل الادوية في السودان وهو الممول الرئيسي للسوق بالأدوية ذات النوعية الجيدة والاسعار المنخفضة مقارنة ببقية الشركات، لذلك فان توقفه لأي سبب من الاسباب يعتبر كارثة كبيرة خاصة تحت ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد بالإضافة الى الشح الكبير في الادوية والمعاناة الكبيرة في الحصول عليها، فإذا أضيف إليها توقف معمل مثل أميفارما، فإنها تعد كارثة بكل المقاييس للمواطن وسوق الدواء، ولكنني حمدت الله وتنفست الصعداء عندما بحثت ووجدت أن الحريق نشب في مخزن للأدوية ولم يُصَب أحد أو المصنع بسوء، رغم ان فقدان أي شيء ولو علبة دواء واحدة أو جنيها واحدا في هذا الزمن وهذا العام الذي شهد العديد من الكوارث، يعد خسارة كبيرة يجب أن يتحسر عليها الانسان!
* لم يكن المعمل هو الاول في مجال التصنيع الدوائي السودان، فلقد سبقته ثلاثة أو اربعة معامل صغيرة نشأت في ستينيات القرن الماضي من بينها مصنع الصناعات الكيماوية السودانية بالخرطوم بحري في عام 1961 ومصنع (نيكولاس بدوريان) بمدني عام 1961 الذى كان ينتج عقار (الاسبرو) المعروف، ومصنع الصناعات الصيدلية بالخرطوم بحرى عام 1962، ولحق بهم في حقبة الثمانينيات معمل أميفارما في عام 1983 ومعمل سيجما تاو في عام 1984 وشركة عبد المنعم للصناعات الدوائية في عام 1986 ومصنع وفرة التابع للقوات المسلحة في عام 1988، ثم جاءت لاحقا في اوقات مختلفة مجموعة من المصانع الى ان وصلت الى حوالى 25 في الوقت الراهن، إلا أن معامل أميفارما تعتبر أكبرها وأجودها انتاجا والأقل سعرا!
* ويعود الفضل في هذا الانجاز الى الطموح والمثابرة والنظام الصارم التي تطبقه الإدارة في كل الخطوات بدءا من استيراد المدخلات والتصنيع والتعبئة وكل الاجراءات الأخرى، بالإضافة الى حصول المعمل على توكيل من إحدى كبرى الشركات العالمية في انتاج الدواء وهى شركة (بيتشام) البريطانية، لإنتاج بعض المضادات الحيوية مما اكسب منتجاته سمعة كبيرة في السوق خاصة مع انخفاض أسعارها مقارنة بأسعار الدوية المستوردة وقتذاك، وكان المعمل أول من حصل في السودان على شهادة الجودة العالمية (آيسو) ـ ISO ـ في عام 2006، كما أثبتت التجربة الشخصية لكثيرين الجودة العالية لهذا الأدوية، وقد لا يصدق البعض إذا ذكرت أنى رغم إقامتي في كندا وتوفر الأدوية من أجود الانواع هناك، وتعاقد الجامعة التي أعمل بها مع شركة تأمين لدفع 80 % من قيمة الدواء لمنسوبي الجامعة، إلا أنى أحرص على شراء عقار (الأميدول) الذى تنتجه شركات أميفارما عندما أحضر الى السودان وأخذه معي عند عودتي الى كندا، حيث أثبتت تجربتي الطويلة معه أنه الأفضل لي كمسكن للصداع والحمى ..إلخ، ولقد سمعت من كثيرين نفس الحديث !
* معامل أميفارما نتاج مجهود أسرة كريمة لها يد طولي في عمل الخير هي أسرة رجل البر والخير ورجل الاعمال المرحوم (محمد الأمين حامد)، وطموح ابن شاب فكر في إنشاء معمل أو مصنع للدواء في السودان خلال دراسته للصيدلة بجامعة القاهرة في مصر في حقبة الستينيات من القرن الماضي ودخلت في رأسه فكرة إنشاء مصنع في السودان بمواصفات عالية بعد زيارته لعدة مصانع في مصر، وترك كل شيء من أجلها ما عدا تأهيل نفسه بالمزيد من الدراسة في مجال الصيدلة وغيرها، الى ان جاء عام 1983 وتحولت الفكرة الى واقع بدا بخمسة اشخاص واربعة ادوية وظل ينمو ويتطور بمساعدة والده وشقيقيه ونفر من المخلصين الاكفاء حتى صار احد اكبر المعامل في السودان وافريقيا والشرق الاوسط الآن ينتج العديد من الأدوية، ويعمل به أكثر من ألف عامل في مختلف التخصصات، يتولى تدريب الكثير من الطلاب والخريجين، ويتبرع للكثير من المؤسسات العلاجية والكليات منها على سبيل المثال مركز الخرطوم لغسيل وجراحة الكلى بمبلغ (100 مليون جنيه شهريا) ولمركز القلب بمبلغ مماثل.
* قد يظن البعض أن المقال دعاية شخصية لصديق أو قريب، وأقسم بالله انى لم ألتق في حياتي بأصحاب المصنع ولا أعرفهم بشكل شخصي ومن بينهم الدكتور (أحمد البدوي محمد) صاحب الفكرة والمجهود الأكبر، ولكنني ظللت أتابع عملهم بإعجاب شديد، وأعتقد أن من حق أي عمل وطني ناجح أن يجد الثناء والتقدير والعرفان، والحمد لله على نجاة المصنع من الحريق وهى فرصة لمراجعة الأسباب بدقة والعمل على تلافيها، فلسنا في حاجة مع الظروف التي تعيشها البلاد والأزمات والكوارث المستمرة التي تعاني منها، الى المزيد من الخراب والدمار !
الجريدة
لايمكن ومن المستحيل أن ينشئ شخص فى السودان مصنع أو اى عمل ناجح ويدر المليارات فى ظل حكم الكيزان مالم يطأطئ لهم راسه أو يشاركوه .. السودانيين يعرفون هذه المعلومة وعن تجارب الآخرين
صحيح فقد كان اقرب للمستحيل ان ينجح اي مشروع في عهد الكيزان اذا لم يدعمك كوز أو يشاركك . بدليل ان من صمدوا من رجال الاعمال في حفلة الانقاذ بعدون على اصابع اليد الواحدة وباقي رجال الاعمال فالك يعرف علاقتهم بالكيزان والتسهيلات والشراكات
اسامة داؤؤد لم يرضخ لدناءة الفلول،،وحاربوه وعجزوا ،،لضعفهم وهوانهم وتقاتلهم فيما بينهم واكلهم السحت،،،وفشل مصنع الشفاء وفشلت شركاتهم وعجزت نتيجة للفساد والسرقة،،،ولايزال اسامة داؤؤد مستمر،،اميفارما موجودة قبل الفلول ،،ولا تزال تعمل..ا
الدكتور احمد البدوي رحل مجتهد ومتميز، احيانا يضطر اصحاب الاعمال مسايرة الانظمة السياسية حتي لا تتوقف اعمالهم، نفس الامر ينطبق علي القيادات اااهلية. كلا الفئتين لا يجب محاسبتها علي مثل هذه الامور .