أخبار السودان

مرض (السرطان) في الشمالية.. حالة استفهام؟!

سعيد دمباوي

تحدثت في مقال سابق عن البرنامج التلفازي (حالة استفهام) الذي تقدمه (قناة النيل الأزرق) وذلك بمناسبة الحلقة التي تم تقديمها بعد حلول العام الجديد 2013م والتعرف على آراء المشاهدين والمتخصصين في تقييم البرنامج في السنة الماضية، وذكرت أن البرنامج من اهم برامج التلفاز، وذلك لتناوله للقضايا الهامة ذات الصلة الوثيقة بالمجتمع،ومشاركة المسئولين عن البلاد والعباد، وتقديم الأسئلة للمسئولين عن ما يدور في إطار تخصصاتهم ومسئولياتهم، وقيامهم بمسئولياتهم نحو واجباتهم.
وذكرت أنه وعلى الرغم من اهمية البرنامج (شكلا، ومواضيعا) ولكن العبرة بعلاج السلبيات التي يتم اكتشافها من خلال اسئلة البرنامج، ومحاسبة من يثبت تقصيره واهماله لمصالح البلاد والعباد، وحالات الفساد التي يتم اكتشافها من خلال الأسئلة والأجوبة والمناقشة التي تتم في البرنامج للمسئولين، وإلا فإن البرنامج لا يؤتي اكله.
وهذا يذكرني بما يحدث في هذه البلاد،من إقامة مؤتمرات في بعض المؤسسات تكلف (المليارات) وربما يتم اشراك علماء من خارج البلاد،وفي اليوم الختامي للمؤتمر،يحضر الأخ/ رئيس الجمهورية أو نائبه ويخاطب المؤتمر، ثم يتم تسليمه (صورة من التوصيات) وبعد اليوم الختامي وتسليم صورة من التوصيات للأخ/ الرئيس يتم الاحتفاظ بالتوصيات في (دواليب) المؤسسة، دون تطبيق أو العمل بتوصية (واحدة) من توصيات المؤتمر، والأخ/ الرئيس لا يستطيع متابعة تطبيق التوصيات بالطبع، ولا الذين شاركوا في المؤتمر ولا الشعب الذي تابع المؤتمر يستطيعون متابعة (تطبيق) التوصيات، وكل ما في الأمر أن تلك المؤسسة تريد أن تقول للأخ/ الرئيس والشعب إنها (تخطط وتعمل) وهذا الظن يتحقق ولو لم يتم تطبيق توصية (واحدة) لما تقدم من إعلانات في الإعلام تكلف ملايين الجنيهات أيضا، وما يبثه الإعلام عن المؤتمر، ولو تم استغلال ما تم صرفه من الأموال في المؤتمر، لكانت تلك الأموال كافية لتمويل مئات بل ملايين الأسر (بالتمويل الأصغر) الذي يتحدثون عنه في الإعلام أيضا، ولكانت تلك المبالغ التي صرفت في المؤتمر كافية في منح (مونة) عدد من السنين من (الفتريتة) لفقراء البلاد.
وعلى الرغم من ذلك نرجو ونطالب القائمين على امر برنامج (حالة استفهام) بإعداد برنامج عن (كارثة) مرض السرطان في الولاية الشمالية، مع افساح المجال بإشراك أبناء الولاية إشراكاً مباشراً وعن طريق الاتصال الهاتفي حتى يحكوا للبرنامج عن هذه (الكارثة)، ليس لأن المسئولين في البلاد سيهتمون بهذا الامر، لأنهم يعلمون ما يحدث في الولاية، وقد بحت أصواتهم من الشكوى، ولكن ربما نجد من (يتعاطف) مع إنسان هذه الولاية المنكوبة، ربما يتعاطف معنا المهتمون بحقوق الإنسان والمؤسسات التي يسمونها إنسانية.
إن الولاية الشمالية هي (أم ولايات السودان)، وقد هاجر إنسان الشمال إلى جميع ولايات السودان حاملا ثقافته وحضارته وخبراته، (والبصير) النوبي هو الذي كان (مهندس) السواقي، يصنعها ويصلح اعطابها، هاجر بخبرته من الولاية الشمالية إلى كل أنحاء السودان وجزره، ووصل النوبيون بخبرتهم في مجال الزراعة، حتى توتي والحلفاية… الخ، وزرعوا وحصدوا لأنفسهم ولأهل السودان جميعا، وهل هذا (الفول) الذي أصبح هو الغذاء الأساسي لسكان مدن السودان واجود أنواعه إلا من الشمال؟ وهم أول من عرفوا القمح وزرعوه.
كيف يهملون إنسان ولاية هذه صفاته ويفعل فيه مرض السرطان فعل النار في الهشيم؟ الم يدخل الإسلام الذي لا يقبل الله دينا سواه بلاد السودان عن طريق الشمال؟ وبنى أول مسجد فيها؟ ثم انتشر الإسلام والقرآن منها إلى الولايات الأخرى؟ بل وإلى خارج البلاد، حتى وصلوا إلى اندونيسيا كدعاة إسلام، حيث هاجر الشيخ سوركتي من هذه الولاية إلى اندونيسيا داعيا الى الله وعبادته حتى أصبح اسوتهم وقدوتهم، وصاروا يطلقون اسمه على أبنائهم تبركا به وتيمنا، والاسم الاندونيسي (سوكارنو) أصله (سوركتي) وأحمد سوكارنو من رؤساء اندونيسيا المعروفين، والشيخ ساتي حاج ماجد، هو شيخ الإسلام في أمريكا الشمالية، وهو أيضا من أبناء الولاية ومن منطقة دنقلا العجوز، وقد اعتنق الملايين الإسلام على يديه من الأمريكان، والجذور النوبية نجدها في كل الأسر السودانية، بحكم أنهم سكان السودان (الأصليين)، عليه فإن الولاية الشمالية هي (أم ولايات السودان) كلها، وكان على الحكومات المتعاقبة على حكم هذه البلاد التدخل السريع والعاجل لإنقاذ إنسان الولاية من هذه الكارثة التي المت بإنسان الولاية، التدخل ولائيا واتحاديا بل وعالميا.
ولكن مما يؤسف له أن هناك (عقوقا) لأم الولايات واهمالا وتهميشا لإنسان الولاية، هذا الإنسان الذي يتعرض (لكارثة) تستدعي التدخل من المسئولين لدرئها، نعم والله إنها (لكارثة) وإن لم تعلنها الحكومة الولائية أم الاتحادية، كارثة تبيد سكان الشمال (إبادة جماعية) انه مرض (السرطان) وما من بص متجه إلى الخرطوم إلا ونجد فيه عددا من المرضى يتجهون إلى الخرطوم بحثا عن العلاج، ويبحثون عن العلاج ولا يجدونه، ويموتون في الخرطوم، حتى امتلأت مقابر الحاج يوسف والكلاكلات والفتيحاب… الخ، بموتى سكان الولاية الشمالية، والبصات العاملة بين الولاية الشمالية والخرطوم لا تخلو من المرضى المتجهين إلى الخرطوم إما بحثا عن العلاج أو المسافرين (للتعزية) على من ماتوا في الخرطوم ممن جاءوا بحثا عن العلاج، فكيف تكون (الكارثة) أن لم تكن كذلك؟ واشهد الله على أن ابنة اختنا وعمتها، توفيتا بمرض السرطان خلال (24) ساعة، حيث توفيت البنت، وتم إعادة نصب خيمة العزاء في نفس (حفر مواسير خيمة) ابنة اخيها، وكلتاهما جاءتا من الولاية الشمالية بحثا عن العلاج في الخرطوم، وتوفيتا بمرض واحد هو مرض (السرطان) خلال (24) ساعة، ويمكن إثبات كل ذلك بشهادة الوفاة التي تحوي تاريخ الوفاة وأسباب الوفاة.
إن الأمر في غاية الخطورة، ومرض السرطان يبيد إنسان الشمال اكثر مما تبيد الحروب، والحكومتان الولائية والاتحادية لا تبحثان عن أسباب الظاهرة لعلاجها أو للحد من انتشارها على الاقل، وكأننا رعايا دولة أخرى ولسنا في ولاية تابعة لهذه البلاد، وكأن الأمر الطبيعي هو إذا عجزت الحكومة الولائية عن حل المشكلة تطالب بتدخل الحكومة الاتحادية، ىوإذا عجزت الحكومة الاتحادية عن حل المشكلة عليها أن (تعلن) للعالم أن (كارثة) قد أصابت جزءا من البلاد ورعايا البلاد، حتى تتدخل الدول الأخرى (بطريقة إنسانية) كما يحدث في حالات الكوارث، لبحث أسباب هذه الظاهرة.
نحن نرجو ونطلب من ابنتنا نسرين النمر مقدمة برنامج (حالة استفهام) بطرح هذه الظاهرة في برنامجها مع المختصين في مجال الصحة، والقائمين على امر الولاية من المسئولين، ربما نجد (بالصدفة) ويقدر الله هذه الصدفة، أن يشاهد البرنامج في الدول الأخرى، أو جمعيات خيرية تعمل في مجال (الكوارث) ويتعاطفون (ويحنون) علينا وعلى حالتنا، وتتدخل وتجرى بحوثا علمية لمعرفة أسباب الظاهرة لإنقاذ إنسان الولاية من هذه الكارثة القاتلة للسكان، مادامت الحكومتان الولائية والاتحادية عاجزتين، بل حتى لا تريدان الاعتراف بوجود الكارثة، بدليل أننا سمعنا أحد الولاة في عهده (ينفي) انتشار المرض في الولاية وكأنه (جهة صحية) ولم يكن النفي من الجهات الصحية، بينما لا يخلو بص من البصات المتجهة إلى الخرطوم من المرضى المسافرين بحثا عن العلاج كما ذكرت فى صدر هذا المقال.
إذاً فنحن أمام كارثة، وفي حاجة إلى تدخل جهات خيرية أو منظمات خيرية (إنسانية) تعامل الإنسان (كإنسان) لإنقاذ إنسان الشمال، وبخاصة فقد أعلن الأخ/ رئيس الجمهورية، وأصدر قراراً يقضي بدخول الأجانب في ولايات دارفور، دون وضع أي عراقيل تعطل الدخول، وعمل المانحين، وعدم رفض منحهم تأشيرات الدخول مما يدل على أن مقدمة البرنامج يمكنها أن تقدم (نداءً، بقلب قوي) للمنظمات الخيرية (الإنسانية) بعد أن عجزت الحكومتان الولائية والاتحادية عن إجراء بحوث للتعرف على أسباب المرض، ومعالجته من جذوره، ولا اظن أن هذا النوع من المطالب (تدخلا خارجيا) بل هو تدخل (إنساني) لإنقاذ إنسان الولاية التي هي أم ولايات السودان، حتى لا يضيع وينقرض إنسان الشمال، كما ضاع تراثه وآثاره وحضارته (بإغراقها بمياه السد العالي)، وسيتم إغراق جزء آخر إذا اقيم سد كجبار الذي ثبت عدم جدواه الاقتصادي، وما تبقى من ارض الشمال اليابسة، سيتم توزيعه على المستثمرين، وكان الله في عون إنسان هذه الولاية، والله وحده هو المستعان والهادي إلى سواء السبيل.

السوداني

تعليق واحد

  1. أولا الشكر كل الشكر للأخ/ سعيد دمباوي على المقال وما سرده الأخ من مواضيع حساسة وحقيقة تفشي مرض السرطان بأنواعها في الولاية الشمالية ومن المستغرب جدا أن وزارة الصحة الولائية لم يتطرق إلى هذا الموضوع من قبل بأي وسيلة كان ونحمل المسؤولية كاملة لوزير الصحة الولائية وإلى حاكم الولاية وثم دولة السودان والتي نحن منها بعدم أي إهتمام لوزيرة الصحة السودانية وحكومته … في الدخول والبحث عن أسباب تشفي هذه الظاهرة المرضية الخطيرة جدا على حياة عشرات الألوف من أبناء الولاية الشمالية ولاية السلم والسلام …. ومن هذا المنبر الحر أناشد طالبا من أبناء الولاية وعلماء المنطقة والمنتشرين في كل بقاء العالم في بريطانيا وأمريكا ودول الخليج العربي وكندا ووو.. ألخ الوقوف صفا واحدا عبر وسائل الإتصالات الحديثة الفيس بوك وتويتر ووألخ بالحديث والبحث عن أسباب تفشي مرض السرطان في الولاية الشمالية ؟.. وهذا واجب وطني على كل سوداني حر يحب وطنه وأهله وواجب وطني وحق مطلوب من أبناء الولاية الشمالية المتخصصين في علم الأوبئة والأمراض وبأخص السرطان وما شابه ذلك .. والله وفق السودان وأهل السودان وأنعمهم بوافر الصحة والعافية وشكرا ..

  2. بسم الله الرحمن الرحيم

    عزيزى سعيد قرأة مقالك عن كارثة السرطان التى ألمت بإنسان الشمالية ولكنك تنفخ فى قربة مقدودة لأن الحكومات الولائية والإتحادية لا ولن تقدم لك شيئا .. لكنى دخلت فى تجربة مع هذا المرض مع أصدقاء أصيبوا به ووجهتهم لتناول علاج جهزه مولانا الشيخ محمد الشيخ إبراهيم الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى والحمد لله تم شفاءهم جميعا من هذا الداء العضال .. عزيزى كل من تعرفه أرجو أن توجهه لمقام البرهانية بالسوق الشعبى الخرطوم جوار سباق الخيل لأخذ هذا العلاج وقيمته المادية ( 50 ) جنيها فقط ولله الحمد لم يستعمله أحد إلا وتم شفاءه وأسأل الله أن يشفى كل مريض من أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وأكتب لك رقم هاتفى إذا أردت الإتصال بشخصى الضعيف وهو 0912186047 ودمت ودام أبناء الشمالية فى عزة ونما …

  3. لابد من الاستجابة لهذة الصرخة الداوية… لابد ان يشمر المتعلمين والمثقفين والباحثين المتخصصصين والخبراء عن هذة الاسباب …اما لوانتظرنا الحكومة.. الحكومة لن تتحرك …
    من الاسباب الرئيسية لهذا الداء الملعون:
    1. الاسبستس: يستخدم بكثرة في شكل مواسير في طلمبات ضخ المياه وفي اسقف المنازل
    2. الاسمدة: تسمد التربة بمركبات غير معلومة وغالبا مايكون بها الكادميوم وهو مسبب خطير للسرطان
    3. المواد المشعة وهي مخلفات المصانع النوويه والالكترونية في الدول الغربية وغالبا مايتم دفنها في الدول النامية ومن امثلتها تلك البراميل التي وجدها المنقبون عن الذهب
    4. الواد الحافظة الموجودة في المعلبات
    5. كما انوه للابتعاد عن المخللات المستوردة
    علي العموم لابد من من بحوث متكاملة في هذا الصدد تشمل
    1. المرضي
    2. الخضروات والفواكه
    3. المياه
    4. التربة
    ربنا يشفي كل مريض

  4. لا استبعد قيام عصابة التدمير (الحكومة) بدفن نفايات بغرض الكسب المادي

    فهؤلاء لا دين ولا امان ولا اخلاق لهم

    ولا استبعد قيام مصر تحديدا بعمل مشابه من اجل اخلاء المنطقة وتتبيعها لها ويمكن ان تكون عصابة الانقاذ متورطة فهم يعشون اسيادهم المصريين وزعلانين في عدم تطبيق الحريات الاربعة وقالها العميل وعدو شعبه البشير من قبل انه يريد تطوين 10 مليون مصري في ارض السودان التي ورثها عن ابيه

    لعنة الله عليك يا بشير الشؤم

  5. حكومة البشير وعصابته مع المصريين هذه خططهم للقضاء علي الانسان النوبي لذلك علي النوبة من حلقا

    ال دنقلا ان يسعوا الي الانفصال واقامة دولة النوبة الكبري

  6. خليكم من البشير وحكومته ماذا فعلتم انتم يا ابناء الشمالية المهاجرين في الداخل والخارج من اجل ولايتكم .. هل منكم من راي مستشفى دنقلا والحالة المتردية التي يعاني منها كمثال فقط .. انتو لو انتظرتو البشير وحكومته واطاتكم اصبحت .. حتى ابناء الولاية المتنفذين في سلطة البشير لا يوجد منهم من حاول حتى مجرد محاولة لتقديم شئ للولاية .. ورحم الله اللواء الزبير محمد صالح .. فيوم أن تم اغتياله تم اغتيال كل طموحات الولاية .. وماتت كل الاحلام .. وشوفوا يا جماعة الخير ولاية نهر النيل .. كل قرش يجي من بره يسخر لهذه الولاية والسبب ما داير ليه درس عصر عشان يتم التعرف عليه.. واذا كان ابناء الولاية المتنفذين في السلطة وغير المتنفذين ما جايبين خبر انت داير ليك حاجة من الآخرين .. يا اخوي زي ما قالوا البكا بيحرروه أهله .. مش الجيران وناس الحلة. حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا الاخرين يا ابناء الولاية الشمالية.

  7. دي اكيد النفايات النووية التي تم دفنها في بداية الثمنينات عن طريق الحكومة الامريكية!!

    ﻻحول وﻻ قوة إﻻ بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون..

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    سبحان الله وبحمده..عدد خلقه وزنة عرشه ورضا نفسه ومداد كلماته

    اللهم صل علي سيدنا محمد وعلي آل سيدنا محمد كما صليت علي سيدنا إبراهيم وعلي آل سيدنا إبراهيم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل سيدنا محمد كما باركت علي سيدنا إبراهيم وعلي آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد..

    اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات..

    ﻻ إله إﻻ الله محمد رسول الله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..