لكي تنجح والي الشمالية الجديدة عليها تفكيك الدولة العميقة!!

لا شك أن الولاية الشمالية أو ثغر السودان الشمالي تعتبر من الولايات الحدودية الهامة، لأنها تربط السودان مع أهم دولتين جارتين هما مصر وليبيا بحدود جغرافية مشتركة ، وبطرق برية ومائية ومنافذ تجارية وجمركية.
الغريب في الأمر أن هذه الولاية التي بهذه الحيوية والأهمية، عانت من التهميش طوال سنوات حكم الانقاذ بالرغم من أنها تعتبر من الولايات المفرِّخة للكيزان، الذين حكموا البلاد طيلة ثلاثة عقود ، فغالبية أهل الولاية وبصفة خاصة الجزء الجنوبي من دنقلا حتى ديار الشايقية والجعليين، اغلبهم من انصار الحركة الإسلامية ، عدا المناطق الشمالية التابعة لوادي حلفا والتي أشير اليها بالدائرة الجغرافية رقم 58 (حلفا السكوت والمحس) في عهد الديمقراطية الثانية ، حيث صوَّت كل المواطنين بالاجماع لصالح المرشح المستقل آنذاك الراحل محمد صالح ابراهيم، ولم تجد باقي الاحزاب المنافسة وخاصة الجماعات الاسلامية أصواتاً تذكر .ولهذا عندما دان الحكم للاخوان تم تهميشها عن قصد، وذلك تماشيا مع سياسة التمكين لانصارهم ، وعلى غرار الإقصاء الذي مارسوه بتصنيف من ليس معهم فهو ضدهم أوعدوهم . وحاولوا تجفيف هذا الجزء الشمالي من الولاية، ولقد قاموا بعدة محاولات منها نقل جمارك حلفا الى دنقلا ولكنهم فشلوا بسبب المعارضة الشرسة من قبل مواطني المنطقة ، وكذلك محاولة إقامة سدي دال وكجبار ليس بغرض توليد الكهرباء بل لتهجير وافراغ المنطقة من السكان ،كما جاء ببيان اللجنة الشعبية لمناهضة سدي دال وكجبار.
ودليل آخر لما ذهبنا اليه وهو سياسة حرائق النخيل الممنهجة المتعمدة التي تعرضت لها النخيل المزروعة تحديدا بكافة القرى في المنطقة الجغرافية المذكورة،حيث تم حرق ما يقارب المليون نخلة بقرى الجزء الشمالي التابعة للوحدة الادارية حلفا، والفاعل مجهول ولم تشكل الحكومة لجنة تحقيق واحدة.
أنصار النظام البائد سيحاولون بشتى الطرق وضع كوابح وعراقيل في طريق الوالي الجديدة الدكتورة آمال عز الدين، ولا سيما انها أول تجربة لكنداكة تقود الشمال وسط هذه العواصف و الأنواء .
في تقديري أولى المشاكل في طريقها هي الدولة العميقة، ولهذا عليها أن تضع أسس وخطط مُحكمة ومدروسة مستعينة بلجان المقاومة، والمجتمع المدني وخاصة المثقفين في تفكيك منظومة الدولة العميقة التي ما تزال تعمل سراً وعلانية ،لانها إذا لم تنجح في تفكيك هذه الدولة كما يقول الأستاذ وجدي صالح ( صامولة صامولة )، فان كافة خططها التنموية ستفشل، وسترتفع الأسعار وستحدث ندرة في السلع الأساسية ، وستشتد نقمة المواطن على الحكومة وأداءها، وربما تؤدي الى سقوطها المبكر، لأن الكيزان لا يؤمنون بالديمقراطية، وسيكون شغلهم الشاغل إسقاط النظام الذي أطاح بهم وكنسهم بشتى الطرق .
فاذا نجحت في تخطي هذه العقبة الكأداء ،لا شك سوف يكون الطريق أمامها ممهداً وسالكاً وستشهد الولاية الشمالية تنمية ورخاءا وطفرة لانسان الشمال وباقي السودان، لان هذه الولاية غنية بمواردها الذاتية ، واراضيها الزراعية الخصبة الواسعة ، بجانب انها تعتبر أكير ولاية انتاجاً للذهب ،وعليها ان تنظم عمل التنقيب الاهلي العشوائي للذهب، وكذلك بالولاية ثروة سمكية ضخمة خاصة ببحيرة النوبة، وعليها أن تفكر في تطوير مصنع اسماك حلفا ليقوم بتعليب الاسماك بدل تجفيفها وتسويقها. أيضا تتميز الولاية بمناخها الملائم لزراعة الكثير من أنواع الخضر والفواكه، والحمضيات المختلفة التي بوسعها أن تغذي أسواق المنطقة والعاصمة ، وهي غنية بانتاج القمح والفول المصري والبلح، هذا بجانب التجارة الحدودية والدولية التي تربطها بتلك الدول .
نتمني ان تشهد الولاية نهضة زراعية وصناعية كبري في ظل الحكومة المدنية، وعلي جميع مواطني الولاية الوقوف خلف واليهم الجديدة. وما التوفيق الا من عند الله.
أ/ عوض كفي
[email protected]
هي الوالي زاتو من النظام القديم
فعلاً اوضحت ما اغبرتها النظام الظالم البائد لتلك البقعة الجغرافية من الولاية واشعلت الضوء على طريق المدنية والنجاح للدكتورة، علينا أن نقف جميعا لكي ننتصر للوطن قبل المواطن.