زراع البطاطس.. طورتك في الطين مرمية

ود حامد: سارة الحسن محجوب
لا يصدق أحد أن وفرة إنتاج البطاطس في ود حامد لا تفرح المزارع، وهو في الحالتين إن كان محصوله وفيرا أو قليلا سيواجه مصيرا متشابها، ملاحقات من البنك الزراعي والدائنين وأصحاب برادات تخزين البطاطس..
ثلاثة مواسم والإنتاج بخير ولكن المزارع حاله لا يتبدل، في أيام الموسم لا يفي سعر البيع بنصف كلفة إنتاج الجوال، ولا مناص من البيع أو على الأقل بيع كمية مقدرة من المحصول لسداد ديون الموسم والمفارقة أن أكبر الدائنين هو البنك الزراعي، والمزارع المغلوب على أمره مكره لا بطل في استدانته من البنك أي أن الدين يتم عن طريق الإذعان.. أبو العباس مزارع في الثلاثين من عمره من ود حامد ريفي المتمة يكاد يندب حظه الذي ارتبط بزراعة البطاطس وقال في حديثه لليوم التالي: “مجبورين على الاستدانة من البنك الزراعي ولكن يجبرنا إن كنا نريد ملح- سماد- أن نأخذ معه الجازولين والعكس صحيح”..
الزراعة تحتاج إلى عمالة وفي أول الموسم لا يملك المزارع المال ليدفعه لفلاحة أرضه، كانت هذه بداية القصة التي يرويها لنا الفلاحون في الأرض..
ومن أين لكم المال؟
الإجابات التي ادلى بها الزراع كانت تدعو للحسرة في بلد يتشدق مسؤولوه بالتنمية وسمع الناس فيه حكايتين عنوانهما “النهضة الزراعية والنفرة الخضراء” بكري محجوب أعاد علينا قصة التمويل من البنك الزراعي وكيف أنه عليك أن تذعن وتأخذ الملح إن كنت تريد الجازولين والعكس صحيح.. كما يمكن أن يقرض مبلغ كاش وهو قليل ولكن من يتأخر في السداد فسيجد نفسه وراء القضبان وقال: إن تأخرت في السداد فستكون من المعسرين والبنك لا يرحم وهناك عدد من المزارعين في السجن بسبب الإعسار، ومزارع ود حامد وكل مزارعي ريف المتمة الغربي ينطبق عليهم هذا الحال، غير أن المزارع هناك لا يذعن للبنك الزراعي وحده فهنالك ما تعرف بالشركة الفرنسية وهي الشركة الوحيدة التي تحتكر برادات التخزين، والشركة الفرنسية أيضا تقوم بتسليف التقاوي، وتمنحك 100 جوال تقاوي بـ”خمسة آلاف” وعليك تسديد نصف قيمة التقاوي بشرط أن تخزن محصولك لديها في نهاية الموسم مهما كان سعر التخزين..
قبل أن نقف على حال المزارعين في ود حامد وما جاورها كنا نظن أن الإعسار دائما يسببه فشل الموسم الزراعي وقلة الإنتاج، غير أننا تأكدنا أن نجاح الموسم الزراعي ووفرة الإنتاج أيضا طريق سهل في هذا البلد نحو الإعسار
“وفرة المحصول تعني التدني في الأسعار” وتدني الأسعار يعني الإعسار، ولكن لماذا لا يقومون بتخزين جزء من الانتاج؟
السؤال هذه المرة كان مدعاة للضحك والسخرية، أجاب بكري: “المزارع محتاج ومدين للبنك الزراعي وللشركة الفرنسية ولزام عليه أن يسدد ديونه وإلا سيسجن” ثم هنالك مشكلة أخرى وهي عدم وجود مخازن مبردة والموجودة قليلة جدا ويتحكم هؤلاء في السوق ويستفيدون أكثر من المزارع دون جهد أو مغامرة..
طلبنا من المزارعين أن يوضحوا معاناتهم أكثر مع التخزين، فقالوا إن التخزين يبدأ من شهر مارس، وعليك أن تحجز مسبقا حتى قبل أن تحضر محصولك إلى الثلاجة وإن لم تفعل فقد لا تجد مكانا تخزن فيه ويتلف المحصول، وأصحاب المخازن يتقاضون أجرتهم قبل استلام جوالات البطاطس، والمشكلة لا تنتهي عند هذا الحد ولكن إن كنت من المحظوظين وحجزت مكانا لمحصولك فعليك أن توقع على عقد إذعان جديد وهو أن المخزن أو الثلاجة غير مسؤولة عن تلف المحصول..
بكري يقول: “نوقع على هذا العقد ودائما ما يتلف المحصول ولا يمكن أن نطالب بحقوقنا والثلاجات مصنوعة من الزنك وتتكدس فيها الجوالات مما يتسبب في التلف”
الناس هناك في ود حامد تزرع وتحلم، والأحلام لا تتعدى كهرباء في مزارعهم ومخازن لمحصولهم، الناس في ود حامد لم يسمعوا عن الماركسية أو الكنزية، أحدهم قال بسخرية: “الناس في أقاصي الشمال الكهرباء المنورة شوارعكم في الخرطوم كان لقيناها كان ملينا البلد بطاطس” الحكومة ورجالها من على المنابر وأمام الكاميرات في الخرطوم قريبا سيحدثونكم عن “سلة غذاء العالم والتنمية والإنتاج
اليوم التالي
مشاكل الزراعة واقعها ومستقبلها يحتاج لبحث معمق من الحكومة، فالمشكلات كثيرة ومتشابهة سواء فى المناطق المروية والمطرية والمزارعين يعانون الأمرين.
بإمكان حكومة واعية وعصرية يقودها مسئولين ذوى ضمير ورؤية ثاقبة وبصيرة أن يحولوا الزراعة لعامل جذب وإنتاج حقيقي وذلك حين تقوم الحكومة بإستثمار حقيقى فيها بدل دورها الحالى المقتصر على الجباية، الأرض موجودة والموارد كبيرة فقط المطلوب (حلول متكاملة) لا تستطيع توفيرها إلا الدولة.
يجب أن لا يكون موقف الزراعة والمزارعين بائسا كما هو الآن والسبب الحكومة ولا أحد غيرها، أوقفوا الحروب وحققوا الوفاق فهما مدخل للتنمية وهدر الموارد.
من الخطل رهن دولة كاملة وشعبها من أجل نزوة حاكم وخوفه على سلامة الشخصية وإحاطته للنفوس المجرمين والنفعيين الذين يزينون له أفعاله.
بمناسبة البطاطس واحد يكون عارف يفسر لى ظاهرة البطاطس الامر من الحنظل خاصة البطاطس السمحة اللامعة كبيرة الحجم صادفتها مرتين والبعض ايضا صادفها يكون السماد ؟؟ وليه البطاطس العادية طعمها طبيعى غايتوا يطرشنى من قمت لمن بقيت حاجة نجاة ما سمعت ولا ذقت بطاطس مر البطاطس ده مر مرارة حكم الكيزان