المدينة في الشعر… تحديث حالة (1)

الساعة 25
بين يدي مؤلف د. “أسامة خليل” المعنون بـ(المدينة في الشعر السوداني) وهو ضمن الأسماء بمعرض الكتاب هذه الأيام بمعرض الخرطوم الدولي وهومنجز أدبي مميز يستحق الحوار لسبب انه منحى حديث يعتمد منبت الجنس الأدبي بل معني ببيئته وجذوره أثر منه جنسا أدبيا ومع ذلك هو ضرب شائك وشعاب وعرة لا يسلكها سوى القفاة ذوو الدربة ومنقبي الثقافات والتاريخ والأنثربولوجي وعموم الدراسات الإنسانية، قدم للكتاب د.عبد الله علي ابراهيم مبتدرا بانه منجز عرَّ ف الشعر بانه “كسر قشرة الأشياء السميكة” افرده صاحبه لدراسة اللغة والمكان من زاوية إفتنان أو بغضاء الشعر للمدينة، فالمدن نساء ، أيضا ورجال، وهي كائن حي يؤرق كالحبيبة في حنايا الشاعر ويمضي صاحب التقدمة ومن أكثرمظاهر أناقة هذا الكتاب تقسيمه للمدن في ولع الشعراءالى طوائف غاية في السد، فالمدن في إفتنان الشعراء مدن الحنين والذكريات، ومدن الحضارة والهوية، مدن المواجهة، مدن الفكر والقضية. هي تقديم للكتلب إتلفنا ام إتفقنا مع مقدمه الا ان الطرح موضوع الكتاب عندي يكتسب أهميته من طرقه دروب لم تسلكها خطى النقاد أو البحاثة بذات إتجاهات (المدينة في الشعر السواني) مع تحفظي على إيغال المؤلف في التفاصيل وبما ان الطرح بين قوسيه لا يحتمل حشد اللغة بين دفتي الشعر والمدينة أيا كانت بما فيها ما رد في محكم التنزيل، أو ما مشت عليه الاعراب سالفهم وراهنهم إصطلاحا هي مدينة من مدنية وتمدن أو ما يعني الخروج على حياة البداوة مبنى ومعنى، .. هذه النقلة تغلب عليها الصنعة وبإصطلاح اليوم هي ـ (تحديث حالة) لذلك نلحظ تراجع الشعر بنية وقافية عكس دوران عجاة النماء والتطور وتلك حتمية يقتضيها تحول بيئته من أصل الى فصل من الطبيعة / بادية وخيل وبيد ورمال وكثبان وإنعام ولبن والفروسية وإنحصار الشعر وقتها بداهة في معطيات الطبيعة نساء… وغزل ومراثي، مدح، هجاء.
ولا يعقل إنتاج قريحة هذا الزمان ما اتصل بابادية من من تحريض وبديهي ان نقرأ شعرا عن القطار والطائرات ـ (مطار أثينا) لمحمود درويش وان إحتشدت بنزوح الفلسطيني النازف، أو كما ورد في نص أخر أحسبه (احمد المنسي) كلما آخيت عاصمة رمتني بالحقيبة /فألتجأت الى رصيف الحلم والاشعار/ كم امشي الى حلمي فتسبقني الخناجر… آه من حلمي ومن روما
نلاحظ هنا ورود المدينة في الشعر بحداثتها، عموما الموضوع في حوجة لحوار متأن استبقته بهذه الجزئية تنويها لاهميته وهو حاليا بمعرض الكتاب
ويستحق الإطلاع لإثراء الحوار حول الطرح.
يا للكساد/ولا حتى تعليق واحد وحيد