هل تمت مفاصلة في العام 1999 ؟؟

بقلم: مصطفى عبده داؤود

لم أندهش، بل كان أمراً طبيعيا موقف قيادة المؤتمر الشعبي بتلبية الدعوة للاستماع لخطاب البشير، ثم الموافقة على المشاركة في الحوار حاملا معه أطروحات الإجماع الوطني، والدليل على ما ذهبت إليه أقوال الترابي منذ انقلاب(1989) ومن أقواله: ( إذهب إلى القصر رئيساً وسأذهب إلى السجن حبيساً )و( نحن حزب صغير مثل الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي والبعث في العراق وسوريا، فليجربنا شعب السودان).

كذلك هناك أعضاء في الحركه كانوا يعتقدون أن هناك خلاف حقيقي، وفي نهاية الأمر أصبحوا جزءاً من السلطة ومحاولة أخرى من الفاتح عبدون، والذي ذكر بعد مقابلته الترابي أنه لن يبوح بكلمة. ونذكر عندما هاجم البشير الترابي بكلمات نابية، علق عبدالله حسن أحمد : (أنها زلة لسان)!. عندما اُعتقل الترابي وأضرب عن الطعام، وكان يتناول التمر والماء ، زاره كل رجال السلطة في مستشفى ساهرون.!!

إن الطبخه لا يعرفها إلا نفر قليل، والعضوية معظمها لاتدرى وتحملت السجن و التشريد والسجون.

ما هو مؤكد أن العام1999 كان العزلة والحصار الخانق حول النظام من كل جانب من الأقليم البلاد ومن الخارج، فترجل الترابي، وأصبح خارج السلطة، فأعتقد العالم أن أخطاء النظام في الداخل والخارج من الترابي، فأنفتح العالم من جديد على النظام، وألغى الحصار الإقليمي، وبهذا كتب عمر جديد للنظام.

وتبنى الترابي أطروحات المعارضة فأصبح الإسلاموي الوحيد في السلطة والمعارضة.

الملاحظ أن الترابي وحزبه لم يدينوا الممارسات غير الإنسانية من قتل وتعذيب وتشريد التي تمت في العشر سنوات الأولى أي قبل1999، بل كل مايقولون: (توبه من الإنقلاب العسكري) (سنوات سجننا كفاره) (لا اعتذر للشعب بل أتوب إلى الله) وكذلك في مظاهرات14ديسمبر وجدنا الراحل المقيم نقد، ولم يجد المتظاهرون الترابي والصادق.

الملاحظ كذلك طيلة فترة عمل حزب الترابي مع الإجماع الوطني لم يعلن صراحة بمدنية الدولة، وعدم استغلال الدين في السياسة. ويتحدثون عن الدستور الإسلامي، والسؤال: ماذا كان دستور1998؟ نفس الأسباب التي أدت إلى إلغاء دستور1998، باسم الدين قائمة الآن. ومهما تجمعوا باسماء مختلفه( أهل القبلة) والذين لايدرسون التاريخ ويجربون المجرَّب فاشلون ويدفع الشعب الصبور ثمن فشلهم، وتكون مقولة عمر مصطفى المكي في خطابه الشهير أمام الجمعية التأسيسية عند مناقشة حل الحزب الشيوعي خالدة: ( لن تحكموا هذه البلاد) إن إستمرار نظم إستبدادية لفترات طويلة نهب لخيرات البلاد وليس حكماً، اليوم بدأت الهرولة من جديد لانقاذ السلطة من السقوط المدوي، والفشل في كل مرفق وفساد وإفساد تنخر في كل مفاصل الدولة وإنهيار إقتصادي وعجز عن حسم الحروب عسكرياً أو سياسياً فمهما تجمع الفاشلون(58)عاماً لن يستطيعوا إنتشاله من القاع. إننا نرى الفجر المشرق الباسق قريباً والأمل معقود على شبابنا الذين نذروا حياتهم من أجل غد جميل.
الميدان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..