فلتعد الذمم المطاطة الى يونيو 89 !

بما أنه في الإعادة إفادة وربما لعمق المعنى الذي يمكن التقاط مدلول الحكمة عنه ، فقد كنت في مقال سابق قد ذكرت مثلا ظريفا حكاه لي الفنان الراحل النعام آدم في لقاء أجريته معه في منتصف السبعينيات ، حينما سألته عن رأيه في ما قاله فنان زميل له إعتزل الفن وقتها بدعوى أنه حرام !
فضحك طويلا وقال لي العم النعام..!
صاحبنا هذا مع فارق المقارنة وربنا يكرم السامعين ، يذكرني بفتاة إمتهنت الرذيلة ثم اكتنزت المال ولبست الديباج والذهب منها وأقتنت البيوت والأراضي ، ولكّنها مرضت مرضا عضالا وأحست بدنو أجلها ، فأرسلت تطلب الصفح من والدها الذي رضخ لضغوط والدتها الرؤوم وجودية الأجاويد بأن يتركها تعود لتموت في بيته ، ولكّنه أشترط أن تدخل عليه ملفوفة في خرقة بيضاء وليس معها من مال الحرام أى شيء كان !
واستطرد النعام وهو يمسح دموعه من الضحك قائلا فأخينا المعتزل ، شيّد من ريع الفن البيت و اشترى السيارة وزرع النخيل ، أوليست حراما ، فليعيدها الى مصدرها ويدخل الى عالم الحلال كما ولدته أمه ؟
فهل أهل الانقاذ وقد دنا أجلهم بعيدون عن حكاية تلك الفتاة بعد طول فساد وعهر سلطوي فيه مجاهرة وتبجح برذيلة الضحك على العقول التي يعتقدون أنهم قد الغوا مقدرتها على التفكير والتقييم ، فتلك التائبة على الأقل اختلفت عنهم في صدق نواياها وهي مقبلة على لقاء وجه ربها بطلبها عفو الوالدين !
فيما هم يزيدون يوما بعد يوم في عقوقهم للأمة التي أذاقوها ويلات الحروب وبددوا ثرواتها تقسيما بينهم ، قسمة من لا يملك مع من لا يستحق ، وهاهم يمدون ألسنتهم في استهبال مكشوف بعد أن شبعوا حتى تقيأوا الحرام خوفا وشتاتا بينهم ، بمحاولة إبراء ذممهم المطاطة التي حملت في تمددها البلاستيكي زيجات متعددة و أموالا وأملاكا فيها من الحرمة ما فيها سواء بصورة مباشرة عند البعض أو غير مباشرة عن البعض الآخر !
فالعميد عمر البشير حينها ، لم يرد ضمن بيانه الأول في الثلاثين من يونيو 1989 وبخلاف سرقته للسلطة أنه كان يملك كذا وكذا تبرئة لذمته أولا أمام الله الذي جاء باعتباره خليفة له على الأرض السودانية الواسعة وفقا لعهده المنقوض ، و ثانيا إخلاصا لأمته التي سخره تكالب القوة والمكرعليها لينقذها من فساد الأحزاب كما قال وتمزّق التراب ، وانفضاض دول العالم من الأغراب أو الأحباب وتقويم عود الأخلاق الذي انثنى ظله في نظره ورفع مستوى معيشة الناس و ترتيق ثقوب الاقتصاد التي وجدها سباعية في جبة ثلاثية وتوفير الخدمات باقل تكلفة مما كانت عليه من المجانية قبل طلة الانقاذ البهية!
وقس على ذلك بقية المسئؤلين الذين جاءوا حفاة عراة يبتغون مرضاة المولى وتكريس شريعته بين الناس ، كما قالوا فلم يفوا بوعدهم..ثم تطاولوا في البنيان طرديا بعد ذلك بقليل .. وتقازمت حيالهم عكسيا بيوت غالبية المواطنين العظمى في الريف الطارد والمدن التي باتت مكتظة بالبشر والحجر فانغلقت كثير من الدور على ستر ساكنيها فاستعانوا على الضيم بالصبر ، إذ تقلصّت فيها الوجبات إن لم يكن الى العدم فإلي واحدة في اليوم لاتشبه الكرامة الانسانية في شكلها ومحتواها أو في طريقة الحصول عليها!
فإبراء الذمم بعد ربع قرن من تسجيل الممتلكات للأقارب والأبناء والزوجات وتهريب ما خف وزنه في الحقائب و تصاعد الأرقام الفلكية في الحسابات الخارجية كقرش أبيض يظنون أنه سينفعهم في يومهم الأسود الذي كانوا يرونه بعيدا ونراه قريبا ..فهو بالضبط مثل التفاف ذلك الفنان على الدين واحتفاظه بمال الفن وقد إعتزله و أفتى بانه حرام شرعا!
وإذا كان السيد وزير العدل المؤلف قلبه بالمنصب الفضفاض قد أخذه تيار الغفلة وسبح في موجة كذب الذين أرادوا أن يشغلوه بفرز الذكور عن الاناث في كل ممالك النمل ويحدد أعداد أبوريش وكم هي جيوش الأحمر والأسود وآكل السكر منه ،حتى يتعب في آخر المطاف من دوخة لفته الطويلة ثم يغادرهم في أول تعديل وزاري مرتقب ويرتاحوا من فهمه الخاطيء لطبيعة مهمته المستحيلة ، فإن هنالك شاهدا فات على السيد الوزير أن يستنطقه حول ذمم من تسلمّ أوراقهم لفحصها بعين عدالة الانقاذ العشواء .. وهو الشعب السوداني الذي يعرفهم جيدا منذ ولادتهم على حبال العناقريب في مختلف الأنحاء وحتى مجيئهم الى الخرطوم طلابا بشنط الحديد ركوبا على غبار اللواري!
وإن كان سيادته لا يستطيع أن يعيد ذممهم الى ماقبل مجيئهم الى السلطة ، فليذهب غير مأسوف عليه ، فهذا الشعب هو القادر على محاسبتهم في الدنيا عاجلا ، حيث الحساب الآجل بعد ذلك عند من لا تخطيء موازين عدالته ..ياوزير العدل الأعوج أو الغائب كذمم الجماعة المعنيين .!
محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]
عمر البشير الذى حلف لاحد موظفي الجمارك ببورتسودان عند عودته من اﻻمارات بعد انتهاء انتدابه انه ﻻيملك خمسون جنيه ليدفعها لتخليص تلفزيون ملون وباقى عفشه مما حدا بموظف الجمارك ان يخفض له التقدير الى اقل من النصف !!!!!!!
يا اخ يا كتكات .. ان صح كلامك ان الرجل حلف انو ما عندو الخمسين جنيه قد يكون صادق زى ما المرحوم وردى عنى : لما يحلف صدّقو .. وصدقنا … بتاع الجمارك يبدو انو ما “تفتيحه” و “ناقش” ان سعادتو كان منتدب .. هل يعقل ان يكون زول – اى زول – جايى راجع من انتداب _ ووين ألأنتداب _ فى ألأمارات – ما عندو حق تخليص التلفزيون اللى جايبو معاه!!! ابحثوا عن زول الجمارك دا حسّا وين ..يكونش هو مدير الجمارك .. محفوظ له جميل تصديق الحليفه مع التخفيض المطلوب .. من يقدم السبت لا بدا يلقى الآحد .. الباقى تمّو براكن..
الله اكبر ياود البرقو والله كم اتمني ان تكون الحاكم القادم للسودان بافكارك النيره ؛
التحية لك يااستاذ برقاوي في تذكير كثير من من ثقبت ذاكرتهم وتناسوا حال منسوبي المؤتمر الوطني قبل مجي ثورتهم الشووم التي كان وقعها على المواطن السوداني كزلزال يفوق اي زلزال تضرررت منه البشرية ، الفساد منتشر في جميع بقاع الارض وباصناف واشكال مختلفة , ولكن فسادنا يختلف عن الاخرين بحكم طليه بصبغة دينية قوية واستقلال العاطفة الدينية الزائدة لشعب يتعامل مع الدين بعاطفة تلقائية تم استقلالها من تلك العناصر الشريرة التى افسدت الحياة العامة باحتوائها على عناصر كان يمكن لها ان تعيش في امان وطهر ، ولكن غاية تلك الجماعة نشر الفساد على الاخرين ، حتى صار الفساد منهج حياة ، وتغيرت كل المفاهيم ، صار اللص من يشار اليه بالبيان واصبح صاحب المبادرة في تزعم المجالس ، ومن المفاهيم الخطيرة التى اصابت هذا الشعب بسبب سلوك اهل الانقاذ المعوج عدم المحاسبة الاجتماعية للذين يجنون اموالهم بتلك الطرق الملتوية ، واصبحنا ننتظر الفرص المناسبة لاقتناصها كالحصول على تصديق لقطعة ارض اوقطعة استثمارية واعفاءات جمركيةاوظيفة معينة بها صلاحيات لجني المال ، والان الانسان الشريف العفيف صار يلفظ من المجتمع ، والبسطاء من حوله يقولون له صاحبك فلان عمل كذا وكذا ،وانت لم تفعل شيئا ، المجتمع صار لايحاسب عن كيفية الحصول على كذا وكذا من الاشياء ،،استرجاع الاموال المنهوبة من قبل قيادات المؤتمر الوطني يمكن استرجاع جزء كبير من تلك الاموال ، ولكن من الصعوبة استرجاع الاخلاق المنهوبة وتغير تلك المفاهيم المغلوطة .
لن يكون هناك عفا الله عما سلف.سنصادر كل ماأمتلكوه داخليا أوخارجيا ومصادرة أملاك وأموال الأقارب الداخلية أو الخارجية كما فعلت الكثير من دول الربيع العربى ونترك الواحد منهم على ثوب وبنطلون ماقبل يونيو89م ولو كان عنده لباس مقدود نرجعه يلبسه بدلا من اللباس وارد ماليزيا أو فرانكفورت ومن كانت لابسة (شمارة) نرجعها لشمارتها ومن كان عنده شنطة حديد نرجعه لشنطة الحديد بدلا من الشنط الدبلماسية ومن كان يسكن بالأيجار يرجع لذات البيت ويصادر منه العمارات والفلل ومن كان ينتعل(تموت تخلى) يرجع للبسه من جديد ومن كان بنطاله بدون قاش يرجع له,ثم يتم بعد الأهانة والذلة لهم نعدمهم فى الشوارع العامة.
والقسم البحلفو ده ما اسر فيهم
عشرين عام وزيد نهبوها مليارات
وغيّروا للهكر بفوارِه العربات
تاركين الشعوب في هم مرض وبيات
وعاد بتفرّوا وين من هادم اللذات
عشرين عام وزيد مليار ورا مليار
يورّدوا في الحساب والجوعى ربطو حجار
وين عدل الإله الواحد الجبّار
وليكم يوم أكيد عند الحكيم قهّار
عشرين عام وزيد تجبوها بالملايين
تعددوا في الحريم وشعوبنا مظلومين
ميعادكم قريب لسداد جميع الدَين
وعاد بتفرّوا وين يوم الحشر والدِين
عشرين عام وزيد لا صحة لا تعليم
وحكّام في نعيم والشعب يمدغ نيم
ظلم الأقربين حرّاق وقاسي أليم
ونلقاكم أمام حاكم بصير وعليم
لك التحية والتقدير أخي العزيز محمد برقاوي .. وهانذا أعيد عليك هذه الرباعيات علها تخرج لنا من بدائع قولك .. نلتقى بهناك إن شاء الله .