مشروع مصطفى سيد أحمد الغنائي

حمزة علي طه
الحديث عن مصطفى سيد أحمد لا يعني الحديث عن فنان وغناء وإبداع ، فهذا أمر عادي في إطار شخصية مصطفى سيد أحمد الغنائية، ولو كان مصطفى يريد أن يصير فنانا لما استطاع أن يبذل مجهوداً كان فوق طاقته الصحية..لأن مصطفى فنان رسالي، وجاء للفن تربالا ومعلما وفي تلك المهن دلالات للشخصية السودانية الأصيلة والتي صاغها الشاعر حميد شعراً في شخصية (عم عبدالرحيم) وهوالتربال الذي يتخطى الصعاب والحواجز لتكون مهنته هي مصدر عيشته ويكون التربال هو الشخصية التي يقاس عليها المواطن السوداني لأنه الذي يوفر العيشة للآخرين ويمثل القيم الأصيلة وكل ذلك كان ضمن إطار شخصية مصفى الغنائية، فمصطفى بدأ يتحسس شخصيته الفنية بين الجداول والسراب واللبقة والطورية وكليقة القش للبهائم عند العودة ثم الخرج بضم (الخاء) وهو ما يحمل فيه القش عند العودة وبعض خيرات الحقول من خضارات.. في وسط هذا الجو المشحون بعرق الشخصية السودانية الأصيلة خرج مصطفى فناناً فكان لا بد أن يخرج فنانا صاحب رسالة ومشروع غنائي جديد ضد الانهزامية والقهر والتضعضع والانفلات وقد حدد مصطفى آلية تنفيذ المشروع الغنائي من خلال منظومة شعرية تعبّر عن الواقع وتضع الرمزية الواقعية شرياناً يحمل الدم في الأغنية.. ثم إن مصطفى بعد أن عاد من بورتسودان من المدرسة الصناعية عمل بالتعليم المتوسط وقد تعلم من الصناعية صناعة الغناء في قوالب تعكس مشروعه وأغنية (غدار دموعك) التي شهدتها عروس البحر لم تكن فكرة المشروع لكنها عكست الموهبة في الكتابة والتلحين والأداء ولو كان مقتنعاً بها لما احتاج لشعراء محددين وبكاريزما شعرية معينة فهو قادر على أن يكتب لمشروعه لكنه أشرك شعراء كانوا مكبوتين في عهد حكومة نميري وأخرجهم مصطفى في مشروعه دون أن يحس الساسة بذلك لأن طريقة الأداء عند مصطفى تخرج النص طروباً وتدس المحظورات داخله ويفهمها المثقفون والمعنيون بذلك.

الوطن

تعليق واحد

  1. اعتقد ان الصاح ليس مشروع مصطفى سيد احمد وانما مصطفى سيد احمد كان هو نفسه ذلك المشروع الابداعى
    واعتقد انه بمواصفات لم تتوفر لاى فنان سودانى حتى الان ولقد قلت سابقا انه ضخ العبقرية فى شرايين الفن السودانى.انه الفنان المحترم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..