سوبرمان الهلال

حافظ محمد أحمد
لم تترك الصحف الموالية لرئيس نادي الهلال أشرف الكاردينال لقبا مموسقا إلا وأطلقته على الرجل، وأظهرته بمظهر المنقذ الذي أخرج الهلال من دوامة الفشل إلى قمة النجاحات، وذهب البعض أبعد من ذلك ووصفوا الكاردينال بأنه أفضل رئيس يمر على تاريخ الهلال وقارنوه بقائد أمة الهلال وزعيمها الراحل الطيب عبد الله على الرغم من أن المقارنة فيها ظلم للكاردينال قبل البابا فالفوارق شاسعة بين رئيس بذل الغالي والنفيس وعمل سنوات وسنوات وكان يحترم منافسيه قبل احترامه لناديه وبين آخر لا يتورع أن يوزع الاتهامات يمينا وشمالا والغريب أنه لم يسلم حتى من الإساءة لنفسه.
الكاردينال الذي أنفق الكثير من المال وسعى بجدية كبيرة لأن يبني فريقا قويا خذل كثيرا من مستشاريه وكادوا يوردونه موارد الهلاك كثيرا جدا وما قضية الانسحاب الشهير ببعيدة فخسر في فترة وجيزة حصاد موسم كامل، علاقة الكاردينال بالكرة تبدو ضعيفة للغاية وسوء إدارته للأزرق واضح لا يحتاج لمجهر وانفعاله وقراراته المتسرعة دون دراسة أو دراية كبدت النادي خسائر فادحة وأفقدته لقبين بسهولة ويسر.
الكاردينال يعتمد على آلة إعلامية تملك القدرة على الإزعاج بشكل مبالغ فيه وتغبيش الحقائق وإلباس الباطل ثوب الحق وزرع الوهم وتصديره للأهلة تحديدا بأن الرجل زعيم وقادر على تحقيق ما فشل فيه كل الرؤساء الذين تعاقبوا على النادي لأكثر من ثمانين عاما.
ولكن في المحصلة حتى الآن صفر كبير ورغم الزخم والضجيج الإعلامي الكبير غير أن الهلال مع الكاردينال لم يبارح محطته الأولى ولم يتقدم قيد أنملة بل إن فريق الموسم الماضي يعد واحدا من أسوأ الفرق التي مرت على الهلال وبلوغ نصف النهائي كان أشبه بضربة الحظ إذ خدمت الظروف الأزرق بدرجة كبيرة ورمت القرعة في مساره أندية لا قيمة لها ولا وزن وظهر الفريق مفكك الأوصال فاقدا للقدرة على مجاراة أي ناد قوي. ومحليا تعثر الأزرق في ثماني مباريات بالتعادل ولم يكن الفريق مقنعا في الكثير من مبارياته، بشهادة الهلالاب أنفسهم.
وقبل انطلاقة الموسم الحالي يتكرر ذات السيناريو وذات المشاهد، وتوهم الآلة الإعلامية الكاردينالية مناصريهم أن فريق الأحلام قادم في الموسم الجديد وأن إيشيا ومكورو والدمازين وأبوعاقلة هم وحدهم من يملكون مفتاح شفرة استعصى حلها من زمن (جكسا ولي هسه) وأن الأوان لفك عقدتها، وأن البرنس الذي لم يستطع رفع الكأس الأفريقية لاعبا سيساهم في التتويج بها مدربا رغم حداثة تجربته وامتلاكه لكل أدوات صناعة الأزمات.
الجعجة متواصلة ولا أحد يرى طحنا، والخطة المحكمة التي لم تنجح الموسم الماضي بالتهويل الإعلامي لن تنجح مجددا ما لم تتغير النظرة وتحل محلها الواقعية إذ لا يمكن بناء فريق في موسم واحد وتحصد به بطولة تخطط لها أندية الثقل والتخطيط السليم.
في نقاط
الكاردينال تخصص في إثارة الأزمات الفاشلة بمساعدة إعلامية من حاشية وموجهين يحتاجون أنفسهم لموجه.
المريخ حافظ على (عظم) فريق الموسم الماضي ولم يضف إلا في حدود وحال تواصل الدعم الجماهيري واجتهد رفاق راجي فالنجاحات مضمونة والملاحم الأفريقية سيعاد عرضها من جديد بسيناريو أفضل.
شيبون مغبون.. وغيابه لا يمكن أن يؤثر على فريق مثل المريخ وذهابه فيه درس بليغ يمكن أن يستفيد منه أي مجلس إدارة قادم بعدم إهمال تفاصيل يمكن أن تضيع المواهب

اليوم التالي