حاربوهم بالمقاطعة!ا

حاربوهم بالمقاطعة!

صلاح الدين مصطفى
[email protected]

ظللنا نكتب باستمرار عن ظاهرة ارتفاع الاسعار ،ولكن لا حياة ولا حياء لمن تنادي،فالكلب ينبح والجمل ماشي ” مع الاعتذار للكلب وايضا للجمل”. الاسعار في تصاعد مستمر و”الحياة صعبت علينا” بل ان الموت نفسه صعب على الكثيرين ودونكم حالات الانتحار الفاشلة التي تنشرها الصحف في كل يوم،ونحن هنا لا نشجع مثل هذا التهور لانه ببساطة لن يحل المشكلة ،بل يضيف اليها عبارة “ميتة وخراب ديار” والديار طبعا هي الدار الاخرة!
تابعت في الايام الماضية مسلسل “المواطن الذي حاول الانتحار بالسقوط من صهريج مستشفى امدرمان” وعذرا ،فلم اجد له وصفا غير هذا في جميع الصحف التي” اقتحمها” لعرض مأساته .هذا المواطن وجد الحل بعد جولات ماريثونية بدأت بمحاولته الانتحار من اعلى صهريج المستشفى لانهم رفضوا اجراء عملية لابنه ما لم يدفع مبلغ مائة جنيه، هذا المواطن حُظي باهتمام وزيرة الرعاية الاجتماعية شخصيا “فقد وجهت ?معاليها- ديوان الزكاة بالنظر في امره وهي معذورة طبعا لانها لا تعلم ان ديوان الزكاة واحد من اهم اسباب طلوع ذلك المواطن في اعلى الصهريج ليستمتع بمناظر امدرمان!
عملية” المواطن الذي حاول الانتحار بالسقوط من صهريج مستشفة امدرمان”هي محاولة فردية للفت الانتباه،لكنها اصبحت موضة،فقد سبقتها قصة المرأة التي حاولت الانتحار في مدينة القضارف وقد قتلتها الصحف خبرا وتحقيقا” والمقصود بالقتل القصة وليس المرأة” والنتيجة في النهاية غير معروفة ،لكنها تصب في اطار الحلول الفردية وهو ما لاننصح به” انما يأكل الذئب من الغنم القاصية” مع الاعتذار” برضو للغنم ” حتى لا نصبح فريسة لمنظمات حقوق الحيوان !
المواطن السوداني اصبح محاصرا من كل الجهات ،المحليات ، بيت الايجار، المدارس ، السوق ،سيد اللبن ،الكهرباء و”ياحاجة عوووووك ناس المويةجو” او كما تقول فرقة عقد الجلاد تعبيرا عن صرخة الشاعر عبد الوهاب هلاوي في اغنية “حاجة امنة اتصبري” وبالمناسبة هذه الاغنية تعبير صادق عن حال الاسرة السودانية اليوم!
بالامس دار حوار عفوي ” في المواصلات” وكانت خلاصته تنهيدة عم عبد الرحيم التي ابدع فيها مصطفى سيد احمد ومن قبله محمد الحسن سالم حميد “سيد الكلام” وخاصة عندما يقول” زي الحال ده يوم لاكان لاحصل” المنتدى المتحرك ناقش واقع الحال بشفافية تضاهي شفافية حيدر المكاشفي ، الجميع اتفقوا على ان الحل في المقاطعة!
بمعنى ان يقاطع الناس اية سلعة او خدمة تصيبها أعراض “ليمون محمد سلام” الذي اصابه جنون ” التعزز” والسبب هو المبالغة في ريدو، يعني ان يترك الناس اللحوم معلقة لمدة اسبوع واحد فقط ويروا بام اعينهم النتيجة،ويقوموا بمقاطعة الطماطم عندما تصبح اغلى من التفاح ?كما هو الحال اليوم- ولنرى ماذا يفعل بها الباعة بعد ان تصبح مجرد صلصة ” مفعوصة ومعفوصة” وهكذا يتم التعامل مع بقية السلع.
قد يقول البعض ان اتحاد العناصر السودانية في امر كهذا يعد من رابع المستحيلات ،ونقول لهؤلاء ان الحرب اولها كلام وعندما يبدأ الناس في اقامة الندوات وسرادق العزاء في المواصلات، فهذا يعني ان الظرف الموضوعي للتغيير قد نضج،ثم ان المقاطعة “حاصلة ،حاصلة” بسبب الفلس..و.. والموت مع الجماعة عرس!

تعليق واحد

  1. اخى صلاح مصطفى يقول علم الاقتصاد أن الطلب على السلع الضرورية (غير مرن ) أى لايتغير بتغير السعر والسلع الضرورية هى التى لا يستطيع أى انسان الاستغناءعنها ولو ليوم فالسودانيين لا يستطيعون الطبخ بغير لحمة وزيت وبصل وحتى لو فرضنا انهم قاطعوا اللحمة لمدة أسبوع فسوف يتوقف الجزارون عن الذبيح ويأكلون من سنامهم ولن يخسروا الا فى اليوم الاول حتى يعود الناس الى طلبها ولن تنخفض أسعارها كما أن علم الاقتصاد يقول باستحالة اتفاق جميع المستهلكين كما يقول باستحالة اتفاق جميع المنتجين كذلك اما الطلب على السلع الكمالية فهو ( مرن) أى يتغير بتغير السعر فاذا ارتفع سعرها يمكن للمستهلكين تركها كأجهزة الرسيفر والفديو والغسالات والكاميرات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..