أخبار السودان

السماني الوسيلة في حوار شامل : مطبخ السياسة الخارجية لا يزال في ?المؤتمر الوطني?

علاقتنا مع المصريين ليست خياراً، وإنما هي علاقة قدرية

كل التقاطعات الدولية التي تحدث ساعية أن يكون السودان جزءا منها

مصر لولا أنها استعجلت في الحكم على زيارة ردوغان كان يمكن أن تنعكس الزيارة على البلدين

** لم تعد قضية العلاقات الخارجية للدول، بمعناها القديم المنحصر في السفارات البعيدة، تعمقت لتصبح واحدة من المكون الداخلي في ظل التمدد لإمبراطوريات، وإنشاء العلاقات بين الأنظمة بالحسني أو السعي لتغييرها للظفر لعلاقة خارجية مع الدول، السودان الآن يقف في عمق أفريقي وعربي، يسعى الجميع للظفر بشبر من أراضيه في سبيل التعاون، والموقع بنظرية العلاقات الخارجية مورد مثله مثل الموارد الأخرى يمكن استثماره من أجل مصلحة الشعب، هذه المقابلة التي أجريناها مع السماني الوسيلة وزير الدولة بالخارجية السابق ورئيس لجنة الطاقة بالبرلمان ومساعد الأمين العام للحزب الاتحادي الديمقراطي تسعى في الكثير من الأروقة، لمعرفة ما يدور وتقديم معالجة صحفية للقارئ في ظل تطور يحسب بالثانية الواحدة، والمياه كالعادة تجري تحت الجسر، كانت له إفادات عميقة من واقع تجربته في الحكم، وفي سبيل التغيير لا يمتنع حتى أن ينزع علاقته بالحكومة عندما يقول ?لو لم يتم تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، فأنا شخصيا لن أكون طرفا في هذه الحكومة?، وهو إيمان جدّي بأن التغيير قادم.
# نبدأ أستاذ السماني حول رأيك في تأرجح العلاقات الخارجية للبلاد في الفترة الأخيرة من تحالف يضم إيران ثم السعودية وأخيرا تركيا؟
? الأصل في السياسة الخارجية تحقيق مصالح البلاد بأقل خسائر، وهو لا يعني تمدد علاقات مع دولة على حساب أُخرى، فوق ذلك المنطقة كلها مضطربة ومتغيرة المواقف كثيرا، مثل ما لاحظنا توتر العلاقة قبل فترة بين مصر والخليج، وكانوا مختلفين في قضايا كثيرة، لكن الأفضل لنا في السودان أن تكون علاقاتنا الخارجية ضد الأحلاف، وهو ما يميزك، من جهة أخرى تتمتع بلادنا بموقع استراتيجي وكل التقاطعات الدولية التي تحدث تكون ساعية أن يكون السودان جزءا منها، بحيث تضمن وجود بلد لديه سبعمائة وخمسين كيلومتراً من السواحل يمكن أن يشكل تهديد لكل المنطقة من إسرائيل وحتى إلى الشمال الأفريقي والخليج العربي، ومهدد للملاحة في البحر الأحمر، لذلك وضح الانزعاج المصري بعد زيارة أردوغان، وبشكل أنا أراه غير مبرر باعتبار أن بلادنا تسعى للاستفادة من بلد مثل تركيا تمتلك مقومات موروثة من الاتحاد الأوروبي في جميع المجالات، لذلك أرى أن الموقف في العلاقات تسوقه المصالح الموضوعية لبناء وتطور دولتنا.
# برأيك لماذا طلبت تركيا جزيرة سواكن في هذا التوقيت بالذات مما أزعج حتى مصر؟
? لا أعتقد أن طلب عمل تركيا في سواكن قد أثير هذه اللحظة، ولكن كانت هناك مقدمات أبرزها الأوضاع في الإقليم الآن الذي يشهد حركة دائبة للصراع الأمريكي الروسي، وأسفلهما القوتين التركية والإيرانية وكل يسعى للتمدد، فإيران الآن صنعت (كماشة) على الخليج بالشيعة من واقع تحقيق الحلم القديم للإمبراطورية الفارسية، تركيا أيضا بنفس المستوى تشعر بضرورة وجود مصالح لها في الإقليم، ومصر نفسها لولا أنها استعجلت في الحكم على زيارة الرئيس التركي للسودان، كان يمكن للزيارة أن تنعكس على البلدين وتركيا أيضا بمصالح كبيرة، واستغلال التفاهمات المشتركة مثل محاربة الإرهاب، وموضوع تجارة البشر وقضية القدس، كنت أرى أن النظرة عامل للتفاهم، لأن علاقتنا مع المصريين ليست خياراً، وإنما هي علاقة قدرية، وليس منها فكاك، كونها تكون ندية هذا شيء آخر، لذلك لو تم بناء علاقات الدولتين على هذا الأساس.
# لكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هي الصيغة المثلى لعودة العلاقات بين مصر والسودان؟
? الصيغة المثلى تبدأ بشيئين، إيقاف التصعيد من الأشخاص الذين ليست لهم علاقة بهذا الملف سواء أكان مسؤولا أو مواطنا عاديا، وعدم التصريحات الإعلامية الهادفة لصب الزيت على النار، وحتى إن وجدت التصريحات تبقى من جهات محددة ?تعرف متين ترسل رسائلها?، لكن أن تصبح في الصحف والإعلام، فهذا أمر لا يساعد.
المرحلة الثانية يجب أن يتم تحديد القضايا الخلافية، مثلا ملف الحريات الأربع، مصر تعتقد أننا أوقفناها، وهي في الحقيقة تم إيقافها من مصر لمنع شرائح محددة من السفر، في ما يلي سد النهضة يجب الرضوخ لصوت الفنيين ثم من بعد ذلك القرار السياسي، وأرى أن لا يترك المصريون علاقتهم مع السودان لجهة واحدة، ولابد أن يكون للدبلوماسيين وكذلك السياسيين فيه رأي، وكذلك هنا في السودان، لأن التفكير الأمني العسكري في إطار محدد، وأنا أرى أن رئيسي البلدان قادران في لقاء مكاشفة هادئة على حل كل المشاكل بين البلدين.
# ما هو المطلوب حتى لا تنزلق البلاد في حرب في الجبهة الشرقية في ظل التوتر القائم؟
? الانزلاق في مواجهة سببه الحديث لمن ليس لهم علاقة بالملفات، صحيح هناك حماس ونخوة وطنية ومعلومات مخفية عنهم، لكن حتى في ظل الحرب بين الجيوش تبقى هناك فرصة للجلوس والتحاور، دعك من العلاقات الجارية الآن وفي الإطار الدبلوماسي، إرتريا لو كان لديها أي عمل سالب ضد السودان تتم مخاطبتها بصورة مباشرة، وفي لحظة ما إذا لم تراع أمنك وجوارك ستكون لك خيارات، وهذا على مستوى أي دولة وليس إرتريا وحدها، وماهو أهم ?ترك الخبز لخبازه?.
# التصعيد الحالي مع الجيران.. هل يمكن أن يقود لسيناريو الحرب؟
? أنا أستبعد جدا الحرب، لأن كل هذه الدول عاشت تجارب حروب مُنهِكة، صحيح في السابق كانت لنا علاقة متوترة مع إرتريا والحدود كانت مقفولة بين البلدين، وتقوم بتدريب المعارضين، لكن بمواجهات صريحة، ساهمت فيها في يناير (2005)، وقمنا بإعادتها بمناقشة الملاحظات المحددة كل بلد على الآخر.
# السياسة الدبلوماسية المتبعة حاليا.. هل يمكن أن تحتوي التصعيد الحالي؟
? أولا يجب أخذ مصلحة السودان العليا وشعبه، ولا تؤخذ برؤية حزب واحد، المصلحة السودانية البحتة هي التي يجب أن تسيطر، لأن أي حكومة تمثل في هذه اللحظة تمثل السودانيين، ومصالح السودانيين في تهدئة العلاقات مع دول الجوار، لأن السودان الآن وفوق تحمله لإعباء دول أخرى في جميع المجالات إلا أنه لم يطرد من بلاده وافد، ولم يمتنع من استقبال لاجئ إليه، وهذا ما يجعل من السودان بلدا مثل القارة، وهذه مصالح شعوب لا يمكن للحكومات إلا تنظيمها فقط، وعندما تتشابك مصالح الشعوب يبقى على الحكومات السمع والطاعة، ويحدث الاستقرار والهدوء.
# هل السياسة الخارجية الحالية مبنية على أساس مقررات الحوار الوطني، أم يتم رسمها بين أحزاب الحكومة أم هي سياسة حزب واحد في الحكومة؟
? حتى الآن السياسة الخارجية تبنى وتطبخ داخل الحزب الحاكم، رغم أن مشروع الحوار الوطني ومقرراته كانت واضحة، ونصت على تحقيق السلام في السودان، والعلاقات الخارجية تقوم على القيم والمثل للسودانيين، وقبل الوضع الحالي لم يكن لدينا أي توتر مع أي دولة من إحدى عشرة دولة تجاورنا.
# في إطار النقد الحالي للطاقم المعني بالاقتصاد والدعوى لتغييره.. هل يمكن توجيه نقد مماثل للدبلوماسية السودانية والمطالبة بتغيير طاقمها، بمعنى أنها غير قادرة على تحقيق مهامها؟
? أنا أستطيع أقول لك بكل ثقة، إذا لم تتغير السياسات بالمعنى الذي تحدثنا عنه، ستظل المشكلات موجودة، وهي في حاجة لتفكير عميق وتخطيط بالسنوات يلتزم به الناس، وهذا سوف يتحقق بعد طي ملفات السلام، وإذا حدث الإجماع، أنا أعتقد أن هذه اللحظة ستتغير أشياء كثيرة، وتبقى مسؤولية وطنية على أي شخص في كل مجال، لأن وحدة الرأي العام تحدث ثقة حتى للمستثمر والتمويل، لأن الثبات في السياسات محفز ومكسب للاحترام الخارجي، وأن اختلاف الرؤى والسياسات تنفر الآخرين، وأنا أعتقد أن الأخ رئيس الجمهورية لديه دور في ذلك، وآن الأوان أن يتوشح بثوب السودان الكبير، ولا بعيد عن أي إطار (حزبي) ضيق.
# هل الطاقم الدبلوماسي الحالي مؤهل مهنيا لتنفيذ السياسة الخارجية؟
? ?لو في سياسات بطبقها?، خاصة إذا كانت موضوعة بصورة محددة وأهداف واضحة.
# هل ترى أن هناك تقلبات في هذه السياسة؟
? نعم حدثت تقلبات، وإن كان لا يزال الموقف هو أن لا مساومة في الأمن السعودي.. لا أقصد أمن النظام الحاكم، وإنما المملكة العربية السعودية.. بما يعنيه ذلك من التزام وطني لجميع المسلمين.
# لكن الواضح أن هناك مشكلة دائما في السياسات وتنفيذها.. ومقررات الحوار الوطني نموذجا؟
? أنا شخصيا السماني الوسيلة لو تغيرت سياسة الدولة الحالية من حالة الوفاق الوطني وانتقصت من تنفيذ وثيقة الحوار لن يكون لي معها أي ارتباط، باعتبار أن هذا التزام لنا معه ليس لنبقى جزءا من الإنقاذ، وإنما لخدمة قضايا البلاد بمختلف رؤاها، ومنذ العام (96)، وهو تاريخ دخول مبادرتنا للحوار الوطني كحزب لم نفقد الأمل حتى الآن، صحيح أن هناك الكثير من يرى خلاف ذلك، لكن نحن ندفع في عمل وطني لا أقيس فيه عمر الشعب السوداني بعام وعامين، وإنما الذهاب في اتجاه ما سيكون عليه.
# لكن ?عقدين ونيف? تبدو كسراب في حوار مع الحكومة؟
? على الأقل قارن بين ما كان في ذلك الوقت والآن، هل هو نفس الشكل وذات طريقة الإنقاذ، ونحن عندما جئنا بمبادرتنا لو كنت استوعبتني في كلياتها لم نكن لنمضي معها يوما واحدا، صحيح هناك ظروف كثيرة أدت لتطويل هذه العملية الحوارية، لكن نحن وآخرين ساهمنا.
# وهل وجودكم في السلطة أضاف لها أم انتقص منكم؟
? لو كان مقياس بعدد الأربع أو العشر سنوات، يمكن أن تقول بأنه خصم مننا، لأن وثيقتنا (ميثاق دمشق) فيها سبعة بنود آخرها التحول السلمي الديمقراطي، إذا لم أستطع أن أعمله بالحوار اتخذت أسلوب الحوار، هذه طريقته، الإنقاذ من جانبها كانت تعمل على تمديد نفسها، ونحن نجرها لمربع التغيير، إلى أن وصلنا والآخرون لوثيقة الحوار الوطني الحالية، التي لو نفذت منها خمسين في المائة، فإن تغييرا كبيرا سيحدث في البلد بصورة عامة، خاصة إذا تم دعمه بما ذكرته لك أن يتوشح الرئيس البشير بثوب السودان العريض.
# كيف ترد على أن المشاركة في السلطة أدت لتشقق وانقسامات الأحزاب التي شاركت؟
? أريد تصحيح معلومة أن كل الأحزاب الاتحادية الموجودة الآن لم تكن ضمن حزبنا منذ العام (1992)، وكانوا جميعهم مع السيد محمد عثمان الميرغني، والانقسامات حدثت في أحزابهم.
# لكن حزبكم الذي جاء بالمبادرة انقسم هو الآخر.. تيار الوزير السابقة إشراقة محمود؟
? لكن إشراقة ليست ضد النظام، وكل الانشقاقات التي حدثت تحت دعاوى المشاركة في السلطة وضد المشاركة نحن لم نكن جزءا منها، لذلك نحن كنا نقود تيار تحت مسمى الأمانة العامة، وكلهم كانوا مع السيد محمد عثمان الميرغني، وعموما هذه مساهمتنا لما جئنا بالمبادرة كان خروجك مع بنت أن تثبت نسبها اليك، نحن أحدثنا تغييرا، ومن يتقابلوا في العمل السياسي سرا أصبحوا يتقابلوا علنا وفي دورهم، نحن لم نقل إننا أحدثنا تغييرا بنسبة (50%) لكنا رمينا حجرا في بركة ساكنة.

اليوم التالي.

تعليق واحد

  1. إقلب.. فتش… لماذا ؟؟؟اهي حكم الله ؟لحكمه يعلمه سبحانه وتعالى كلو وارد هو الحكم ويعلم مافي النفوس .إذا وصل اهل السنه والكيزان الى درك اسفل كان على الله نصر الشيعه .لست شيعيا لكن اتأمل حال ناس السنه وتفريقهم للامه هذا ازهري وهذا اخواني وهذا كوز وسخ ام نظيف وهذا اسلام تركي وهلم جرا وكلهم ظلمه ! لذا اظهر الله اصحاب العمامه السوداء يملكون السلاح المبيد ويثخنون من الخليج الى المحيط انظر حولك! السماني هو من كان السبب في فشل سكر النيل الابيض!تفووووو على منظرك

  2. إقلب.. فتش… لماذا ؟؟؟اهي حكم الله ؟لحكمه يعلمه سبحانه وتعالى كلو وارد هو الحكم ويعلم مافي النفوس .إذا وصل اهل السنه والكيزان الى درك اسفل كان على الله نصر الشيعه .لست شيعيا لكن اتأمل حال ناس السنه وتفريقهم للامه هذا ازهري وهذا اخواني وهذا كوز وسخ ام نظيف وهذا اسلام تركي وهلم جرا وكلهم ظلمه ! لذا اظهر الله اصحاب العمامه السوداء يملكون السلاح المبيد ويثخنون من الخليج الى المحيط انظر حولك! السماني هو من كان السبب في فشل سكر النيل الابيض!تفووووو على منظرك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..