المنتخب الوطني ..!

المنتخب الوطني ..!

منى ابو زيد

ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني زار الإمارات ، قبل فترة – على متن طيران الإتحاد (الناقل الوطني)، ورفض الجلوس على مقاعد الدرجة الأولى، لأن بلاده تمر بأزمة اقتصادية، وهو كمسئول-سياسي لا بد أن يكون قدوة للبقية- الشعب في الحرص على تخفيض النفقات ..!

وهذه بالطبع واقعة خصبة لعقد المقارنات ? إياها! – ولكن الملاحظة الأكثر حضوراً – على الأقل في هذا المقام – هي ثقة رئيس وزراء دولة عظمى بشركة طيران حديثة – من دولة نامية – لم يتجاوز عمرها ثماني سنوات ..!

لكنها – اليوم – رغم حداثة السن من أكبر الشركات الرائدة عالمياً في صناعة الطيران (أسطول يبلغ قوامه 56 طائرة، ينقل ما يقارب المليون مسافر سنوياً بين 66 وجهة حول العالم)، ومستوى خدمة، ومقاعد درجة رجال الأعمال تكفي جودتها لإصرار رئيس الوزراء البريطاني على المضي في تنفيذ قراره المتقشف، طيلة سبع ساعات، هي مدة الرحلة ..!

تلك الواقعة – أو تلك الثقة .. وبعيداً عن الحسابات الاقتصادية – لا تقل أهمية ولا تأثيراً عن الفتوحات الوطنية التي تحققها المنتخبات الرياضية بإحراز الميداليات الذهبية في المحافل الدولية .. كلها أيقونات نجاح، وامتياز، وتحضر، تُشهرها الدول في وجه كل من يسأل عن مسوغ لجدارتها باحترام العالم ..!

ربما لذلك لا تستطيع أن تخبر شعباً عبر وسائل الإعلام أن منتخبه الوطني لكرة القدم ? هو بحسب زعمك المطمئن – (غير مؤهل) لخوض تصفيات كأس العالم، لكنك – في السودان – تستطيع أن تصرح مطمئناً عبر وسائل الإعلام بأن ناقل بلادك الوطني، الذي بلغ من الكبر عتياً غير مؤهل لنقل الحجيج من وإلى الديار المقدسة، دون أن تشاركه في ذلك الخطوط الجوية السعودية، كما حديث العام الماضي ..!

تلك القناعة التي تشد من أزرها رؤية الطيران المدني، شأن لا يقل إثارة للحزن من اطمئنان مدرب فريقك القومي لكرة القدم إلى قناعة مفادها أن منتخب بلادك غير مؤهل لملاقاة منتخب جزر القمر، ناهيك عن التصفيات والكؤوس ..!

لا شك في حزنك حينما تواجه بحقيقة كونك غير مؤهل للتباهي على مشجعي منتخب جزر القمر، ولا شك في موجبات ذات الحزن عندما تعلن المفوضية الأوروبية – وقد فعلت قبل فترة – عن قرار حظر تعامل جميع دول الاتحاد الأوروبي مع الخطوط الجوية السودانية لمخاوف تتعلق بعدم التزامها بمعايير السلامة الدولية ..!

ضعف الإمكانات المادية هو المشجب الذي نعلق عليه إخفاق السياسات، وعجز الموازنات، ونوم الضمائر، وفساد الذمم، بينما ضعف الإمكانات الوطنية هو السبب، ولا فرق يذكر بين مأساة الناقل الوطني ومصيبة المنتخب الوطني، كلاهما يحملان ذات الشعار، وكلاهما يرفعان، أو ينكسان، ذات الرأس/العلم/الوطن..!

منتخبنا الوطني مصيبته – المتجددة- هي غَلَبة الانتماء لـ هلال/مريخ على الولاء الوطني، أما ناقلنا الوطني فمأساته – المتفاقمة – هي (وحدة الجيب) جيب الحكومة .. وجيب الدولة!

الراي العام

تعليق واحد

  1. للاسف الاسيف لا تاتينا من بلادنا الا الاخبار المحبطة والكارثية والبركة فى اهل الانقاذ وفى شعب مات ضميرة واهترت نخوتة واستسلم للخنوع

  2. تعليق صغير جدا…
    إذا كانت بريطانيا تمر بأزمة اقتصادية ….!!!!
    نحنا بنمر بشنو؟؟؟ ورررونا عليكم الله….

  3. نحن للأسف نفتقد للقدوة وهاك بعض الأمثلة:
    رئيسنا يدعو لتوطين العلاج بالداخل ويذهب للعلاج بالخارج
    حكومتنا تدعي التقشف وتشتري العربات الفارهة مثنى وثلاث ورباع للمسئولين وعائلاتهم ونزهتهم.
    حكامنا قالوا نلبس مما نصنع ولم يلبسوا الدمورية
    حكامنا يقولون هي لله لكننا نراهم يعيشون في ترف على حساب الشعب
    حكامنا يدعون لزيادة الإنتاج ويمارسون زيادة الإستهلاك والتجارة الطفيلية

  4. الحاجة المحيراني وما داخلة نافوخي الصغير ده هي ظاهرة تباهينا بشراء السيارات الفاخرة والتنطع بها في زقاقات امدرمان والخرطوم وجميع ازقة مدن السودان مع انتشار الاوساخ والامراض يعني فشل من جميع النواحي يحيط بك ، للاسف الحكومة فاشلة ونحن شعب فاشل لترك مثل هذه الحكومة على رؤسنا طوال تلكم الفترة

  5. يجب تحويل منشط كرة القدم الى اى منشط يناسب مع عديمى الوطنية الذين لا يؤدون واجبهم الكروى داخل وخارج السودان بى ضمير لاننا سيمنا من كرة القدم والهزائم المتوالية وكم رياضى الان اصيب بضغط الدم والسكرى والذبحات يا اخووونا ارحمونا شوية …..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..