استغاثة لاستعادة الألق: النيل الأمدرماني.. تشويه واجهة العاصمة الوطنية

الخرطوم – محمد عبدالباقي

يمكن الجزم أن (اليسع صديق التاج) معتمد أم درمان لم يمنحه وقته الضاغط، براحاً يتعرف خلاله على الكاتب السعودي (محمد الرطيان)، وليس في ذلك ما يعيبه، فلكل منهما حقل ينشط به، رغم تشابه الحقلين في حاجتهما للإبداع والخيال. ونسبة لضيق وقت اليسع صديق كما اقترضنا ? ها نحن نناوله ونضع بين يديه واحدة من المقولات النادرة والمهمة لـ(محمد الرطيان)، يقول: (إن لم تستطع أن تشارك في صنع الجمال عليك على الأقل أن تحتفي به)، على أن يكون أجر المناولة بأن يسمح لنا اليسع بأن نربط بإحكام بين مقولة الرطيان ذات الدلالة العميقة وبين شارع النيل بأم درمان.

دلالة المكان وغياب الالتفاتة

ليس بأم درمان موضع يدل على الحسن والجمال المطلق، سوى شاطئ النيل الرابط بين المجلس الوطني ونفق كبري شمبات فهذا الموضع محدود المساحة يكفي سكان العاصمة القومية بجميع أحيائها للتنزه والنظر لوجه النيل عند أهم موقع وهو ملتقى النيلين، حيث إن الدنيا بأجمعها لا تساوي ذلك الملتقى بحسب توصيف الشاعر (صلاح عبدالصبور) الذي كتب قصيدته الشهيرة ملتقى النيلين في الخرطوم من الموقع ذاته، فتغنى سيد خليفة شاهراً صوته العذب خلفه: (لا السمبا ولا الرمبا/ ولا رقص الهنود الحمر حول النار/ ولا هذي ولا تلك/ ولا الدنيا بأجمعها/ تساوي ملتقى النيلين في الخرطوم يا سمرا). ودلالة الجمال في ذلك الموضع لم تغب عن الزائر أو العابر، لكنها غابت وبوضوح عن كل الذين قاموا على إدارة محلية أم درمان التي من فرط مكانتها وقع على عاتقها أخلاقياً الاهتمام بذلك الموضع إلا أن أحدا من مسؤوليها وآخرهم اليسع صديق لم يلتفت مجرد التفاتة نحو ذلك القبح الجاثم على وجه العاصمة التاريخية.

في موضع الجمال!

ويحتاج اليسع صديق باعتباره المسؤول الأول عن أم درمان إلى التريث قليلاً وهو يمر بالطريق الذي يحاذي شارع النيل المقصود ليستمع لصلاح عبد الصبور وهو يمجد ذلك الملتقى أو التمعن برهة في مقولة محمد الرطيان التي نعيدها مجدداً (إن لم تستطع أن تشارك في صنع الجمال عليك على الأقل أن تحتفي به)، وسيجد اليسع صديق حمداً كثيراً من آلاف الذين كان يصيبهم القيء أمام قبح ونتانة شارع النيل، لو تمكن من إزالة تلك التشوهات والقبح غير المنطقي في موضع ينضح بالجمال في جميع الأوقات والفصول، ولن يحتاج لو أراد تجميل الشاطئ بأكمله غير تحريك آليات النظافة والعمال نحو المكان.

مؤسسات قومية

لو لم يكن هناك سبب واحد لإماطة الأذى عن الشاطئ المذكور غير وجود مؤسسات قومية تتمثل في الإذاعة القومية والتلفزيون القومي والمسرح القومي والبرلمان القومي واتحاد الفنانين القومي، جميعها تواجهه مباشرة؛ لشفع هذا له عند معتمد أم درمان أو جهات سيادية عليا لتأمر بنظافته وتجميله لتؤكد حقيقة واحدة أننا شعب يحب الجمال ويصنعه ويحافظ عليه ويحتفي به والأخيرة هي أضعف الإيمان، دون أن نأخذ في الحسبان أن تلك المؤسسات لا يمر يوم دون أن تزورها شخصية اعتبارية في مجال الفن أو الرياضة أو السياسة من داخل وخارج السودان

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. هل انتو فاكرين عندكم عاصمة او سويتو عاصمة انتو عملتو السودان خرابة واصلا لا توجد عندكم عاصمة بل زريبة بهائم انتم ساكنيها قال عاصمة قال اخجلوا انتو اي شيء عملتوه باتقان يا غنم البشير والله المفروض اعصروكم احياء كل المعتمدين والوزراء والولاية ومعكم رئيس الجمهورية دا انتم جعلتم من السودان زريبة كبرة عليكم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين .

    اخجلوا اخجلوا بالله ما عندكم غيرة لما تسافر لدول بعيدة وتقارنو مع السودان؟

  2. التشبه بالرجال فلاحة والنظافة من الايمان بالله عليكم زورو كرنيش الدوحة اجمل المناظر توجد هناك حتى الذين يصتادون الاسماك ممنوع عليهم تنظيفها هناك وتقام جميع الفعاليات والمهرجانات الوطنية هناك وهي قبلة للسواح ويطل عليها سوق واقف حيث الاصالة والتاريخ

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..