احمد هارون ونظامه يقدمون باقة اخرى من الهدايا للجيش الشعبي

احمد هارون ونظامه يقدمون باقة اخرى من الهدايا للجيش الشعبي

بقلم / مبارك عبدالرحمن اردول
[email][email protected][/email]

عندما هزم المهدي جيوش هكس في شيكان وزاع صيته واصبح مهدد حقيقي للامبراطورية العثمانية التركية التي تحتل السودان وتمارس فيه ابشع انواع البطش والتنكيل والاستنزاف البشري والابادة المنظمة اسواء من تلك التي حدثت للارمن، وعندما احس الجميع بالخطر الذي اصبح يشكله المهدي ودعواته التي ظل يرسلها للمواطنيين السودانيين الغاضبين من الحكومة التركية، وعندما اصبح الجميع يصدق خرافات المهدي بانه مبعوث مهديا منتظرا ليملئ الارض عدلا بعد ان ملئت جورا، وعندما تدافع النخاسة مهرولين للانضمام الي رايات دارويش الجهدية.

ظل مك النوبة في جبال الضباب (الدائر) شامخا عاليا كعلو جبله وكعلو مكانة شعبه الشجاع ومقدرتهم على التمييز بين الحكم الرشيد والحكم الظالم الباطش، وعندما كان مستشارو المك فى غاية ارتكازهم الذهني وثقتهم الوظيفية ورؤيتهم لما تؤؤل اليه الايام مستقبلا والخطورة من اتباع هذا الدرويش المطلسم ومن حواليه من النخاسة الجهلاء الاوباش، قرر مجلس المك المواجهة العسكرية لقوات الجهدية التي جاءت منتشية من نصرها على حملة هكس باشا.

حارب النوبة في الجبال الشرقية الشمالية قوات المهدي بشراسة وهزموا الجهدية في اكثر من معركة، معارك منية فيها قوات المهدي المنتظر بخسائر كبيرة حتي كادت ان تطفئ هذه الانتصارت الميدانية لقوات النوبة كادت ان تطفئ بريق المهدي المبعوث من الله برسالة مقدسة ينصره الخالق في مواجهة كل اعداءه. كان المهدي يخوض معاركه هذه من الرهد وكان مزهوا انذاك خاصة بعد قتله للمك ادم ام دبالو مك تقلي بعد ربطه في بغل ومشى به قاطعا المسافة بين الابيض والرهد دون اكل وشرب.
فطن خليفة المهدي اخيرا الي تدني معنويات الجيش وتململهم وفقدانهم التدريجي للايمان بنبوة المهدي بعد هزائم هذه المعارك، فقرر المهدي ترك النوبة وشأنهم وترك المعارك الجانبية المستنزفة والتوجه الي محاصرة الخرطوم التي كان يوجد بها غردون وانهاء حكم التركية من العاصمة فكان له ما اراد.

ولكن امير المهدية في الابيض الشريف محمود الذي قتل في معارك في جبال جنوب الدلنج لم يتعلم من تلك الدروس التي تركها له امامه الكبير من محاربة النوبة، فاتفق مع التكارير الذين يسكنون في وداليأس بالابيض والذين ينحدر منهم احمد هارون اتفق معهم على خداع النوبة والادعاء بانهم يئسوا من بطش المهدية والانضمام للنوبة بموقفهم المناهض لحكم المهدية المبكر، لعلهم يستطيعوا اخراج النوبة من كهوفهم المحصنة ودفعهم الي الخارج لحظة الصفر لكي ينغض عليهم قوات الجهدية تماما وينهوا بذلك اكثر قوة مهددة لدولة الرسالة المهدية.

تحرك قوة من التكارير قوامها 500 مسلح بسلاح الرمنتجون الي منطقة جبال الضباب وقابلوا مك النوبة المقاوم للمهدية ومجلسه وشرحوا لهم مكرا موقفهم من المهدية. فرحب المك مبدئيا لحضورهم وشكرهم على هذا الموقف الشجاع في هذا الزمن التاريخي، طلب المك من احد مساعديه ان يحسن استقبال واستضافة هؤلا الضيوف في احدي اراضيه الشاسعة وترتيب لهم كل ما يحتاجوه من اشياء.

بعد ذلك الاستماع من التكارير جمع المك مجلسه وكل اعيانه وقادة كتائبه المقاتلة واستشارهم على كيفية التعامل مع هؤلا القوة التكرونية، فذكر الجميع بان هؤلا التكارير لا شرف لهم مطلقا ولا تربطبهم اي علاقة مع النوبة حتي يقرروا هكذا الرحيل والانضمام اليهم، سيما وانهم لم يسمعوا ان التكارير قد خرجوا على حكومة من قبل وعصوا المهدية خصوصا وتمردوا عليها ليتوجهوا الي جبال النوبة بسلام دون ملاحقة الجهدية لهم، واردف الجميع خاصة قادة الكتائب ان ما تملكه هذه القوات من اسلحة تعتبر فرصة ذهبية وهدية لا تعوض سيتركها التكارير للنوبة فارين حيث اتوا، فاتفق المجلس علي اعطاءهم الامان لمدة اسبوع على الاقل ثم بعد ذلك مهاجمتهم ليلا واستلام هذه الكمية من الاسلحة التي لا يجيدون حتى استخدمها، فهجم النوبة على التكارير وظفروا باستلام 498 قطعة سلاح الا اثنين من هولا القوات فروا الي الرهد سالمين لكي يبلغوا مندوب المهدية بالخبرالمهبط لهم .
ياله من قرار حكيم اتخذه هذا المجلس فقد ظل هذا السلاح متواجدا في يد مقاتلي النوبة حتي استبدلتها الحركة الشعبية بالكلاشنكوف والرشاشات في عقدي الثمانينات وبداية التسعينات من هذا القرن.

احمد هارون الان ودولته التي بنيت بنفس خرافات المهدية يعيد التاريخ مجددا في التعامل مع مقاتلي جبال النوبة، احمد هارون الذي خدع اسياده في الخرطوم من قبل وقال لهم سينهي وجود الجيش الشعبي بجبال النوبة في ثلاثة ايام لا يعرف التاريخ ولا يعلم ان السلطان عجبنا الذي كان يملك قطعا من نفس سلاح الرمنتجون والتي كانت لا تتعدي اصابع اليدين والمهداة مسابقا من اهله للنوبة، كان قد حارب بها الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس لمدة عشرة اعوام 1908 الي ان قتل بطلا في 1918.
الحكومة السودانية الان تحشد قواتا مدعومة باسلحة ثقيلة ومجنزرات مختلفة مدعيين بانهم سينهوا الثورة في جبال النوبة التي فشل الانجليز من اخمادها والسيطرة على جبال النوبة طيلة فترة استعمارهم للسودان، حتي اتخذوا سياسة بديلة تقضي بالحكم الغير مباشر لادارة المنطقة ومناطق اخري في السودان ومستعمراتهم.
تعتبر هذه الاسلحة التي يتبجح بها هارون كما فعلها هو واهله من قبل، تعتبر هدية اخري سيقدمها لمقاتلي الجيش الشعبي بجبال النوبة نيابة عن التكارير والانظمة التي ظلوا يدعمونها منذ ان حلوا بالابيض، لكي تساعد الامداد الحربية هذه في تزويدنا بسلاح قد يكفينا في المستقبل من اي تهديد جديد ونقول له النسى قديمو ضل.

نافذة اخيرة : نطلب من الامريكان ان يحصوا عدد الاسلحة والاليات التي سيستخدمها حلفاءهم الاسلاميين في هجومهم الصيفي هذا ضد الحركة الشعبية في جبال النوبة، وعليهم ان يسجلوا حتي الارقام المتسلسلة لهذه الاليات، ثم بعد انتهاء الهجوم يجردوا ما يمكله قوات الاسلاميين وما نملكه حتي يتاكدوا من بطلان ادعاءتهم الموجهة ضد دولة جنوب السودان بتسليحنا في هذه الحرب.

تعليق واحد

  1. المك ادم ام دبالو اول من ناصر المهدى واواه وجهز له قوة وذهب به الى منطقة قدير وكبرت شوكتة وتنى به من شيكان مروراًً بدخول الخرطوم . راجع التاريخ يا مبارك

  2. اختلافك مع أحمد هارون أوغيره لا يعطيك الحق في شتم وسب قبيلته بالاسم ، ومن أين جئت بهذا الاسم التكارير ، وهل اختلافي مع تابيتا بطرس أو أي من قيادات النوبة المنضويين مع المؤتمر الوطني ، يعطيني الحق لكي اشتم قبيلة النوبة بالاسم .. أنت كاتب وإنسان متعلم ومفكر واعتقد أنك توزن امرو بنظرة الفاحص المستدرك للسلبيات ..
    كلنا ضد الحكومة وكلنا مظلومين وكلنا نتعاطف مع في جبال النوبة وفي دارفور والنيل الأزرق . أما إذا كنت معقدا يا أخي من تراكمات في نفسيتك فهذا شئ آخر ، فقط ابعد من شتم القبائل باسمائها … وصدقني فأنا أسفت جدا من قراءة مقالك وأقول لك هذا فراق بيني وبينك .

  3. منصوريين باذن الله فالمقاتل الذي ليس له عقيدة قتالية سوى الارتزاق حتما مهزوم وما اشبه الليلة بالبارحة .

  4. يأخي انت يا مبارك اين درست هذا التاريخ الذي تتحدث عنه انت اردت ان ترفع راس النوبة وفعلت العكس بهذا المقال الاشتر من قال لك ان النوبة وصلوا بحد العداوة الى ان حاربوا المهدي كل هذه الفترة الطويلة ولتعلم اخي العزيز بأن حمدان ابو عنجة وهو من جبال النوبة امير الراية السوداء قاتل الى جانب جيوش المهدي و هم من سحق جيش هكس باشا ومن ثم حرروا الابيض من بقايا حكام الترك وواصلوا الزحف حتى تحرير الخرطوم , ثم ان عملية التكارير التي تتحدث عنها والتي هى اشبه بالغدر لم نسمع بها من اجدادنا الاولين عما السلاح الذي تتحدث عنه والذي هو بحوزة النوبة تم منحه لهم من قبل الانجليز بعد الحرب العالمية الثانية ابان مشاركتهم في حروب كثيرة خارج السودان في امريكا واسيا بجانب جيوش الامبراطورية البريطانية وذلك تقديرا لبسالتهم وشجاعتهم بعد عودتهم الى السودان والتي مازال البعض يحتفظ بها حتى الان بعد عن ورثها من اجداده . صحيح ان النوبة في بادئي الامر لم يروق لهم الدخول في الدعوة نسبة لبعض التفلتات من بعض مناصري المهدية لكن في الاخير دخل النوبة في الدعوة وصاروا سندا لها .

  5. يا شباب ما تهزموا قضيتكم بالسقوط في مستنقع القبلية فهذا ما تريده الانقاذ. طبعا الانقاذ تمارس القبلية والعنصرية بلا خجلة ولا حرج عليها لأنه لم يتبقى لها ذرة اخلاق او حياء تستتر به فهي اذا ليست قدوة لنا.
    بالنسبة لقبيلة احمد هارون، للمعلومية فإنه منبوذ من قبل اهله بسبب مواقفه هذه وهو لا يمثل الا نفسه وليس من الحكمة الزج بالقبائل في معترك السياسة فمتى كانت القبائل تستشار عند تعين الوزراء فلا تعطوا الانقاذ مسوغ لخداع البسطاء من الناس بعد ان انفضوا عنها. فارجوا من رجالات الحركة الشعبية شمال الشرفاء تفويت الفرصة على جرذان المؤتمر الوطني الذين يسعون الى شغل الناس بالصراعات العنصرية حتى ينصرفوا عن مقارعة الانقاذ.
    بالنسبة لقضية جبال النوبة او جنوب كردفان، هي قضية السودان كله وكلنا نقف في صف اهلنا النوبة وما يتعرضون له من مجازر، بعضنا التحق مقاتلا بالسلاح معهم وبعضنا اظهر تعاطفه وتأييده لهم ودعا الله لهم في صلاته ان يرفع وباء الانقاذ عنهم، فلا تهزموا قضيتهم بحزازات قبلية. ستكون الجبهة الثورية هي مخلصة كل السودان من الانقاذ وشرها فساعدوها بجمع الناس حولكم ولا تفرقوهم. اعلم يا اخي ان ابناء عمومة احمد هارون هم في صف الجبهة الثورية، انا شخصيا اعرف ان ابن عم عمر البشير معارض شرس ويقف مع حقوق اهل دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق وغيرها من مناطق السودان وغيرهم كثير من الشرفاء. لن نسمح للانقاذ بان تعيدنا الى عهد القبائل وسوف نهزمها باذن الله.
    ارجو من الاخوة المتداخلين الكف عن التنابذ والصراعات القبلية ولنوحد جهدنا لنصر آت نراه قريبا يكون فيه كوكو وتية وهيثم وادم وادروب والعوض وطه جنبا الى جنب لبناء وطن نرتضيه جميعا… قوموا الى نضالكم يرحمكم الله.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..