أهم الأخبار والمقالات

اجتماع تجار “البنقو”

من الآخر

أسماء جمعة

لذي ينظر بعقل إلى الحملة التي تقوم بها الحكومة الانقلابية ضد المخدرات، يدرك انها (دعائية) وليست لوجه الوطن لأنها تعتمد بشكل رئيسي على الاعلام، ورغم انه ضروري للتوعية الناس وإيصال الرسائل التحذيرية، الا أنه وحده لا يكفي من غير سياسيات اقتصادية واجتماعية جادة تخصص لها الدولة نسبة مقدرة من  ميزانيتها، كما أن مثل هذه الحملة لا تنجح الا في ظل حكومة لها هيبة تفرض القانون بحسم.
وفي الحقيقة ما يحدث اليوم من إنتشار للمخدرات وتجارتها وتعاطيها يؤكد أنه لا توجد حكومة كما اعترف البرهان ،و لهذا وجد تجار المخدرات الشجاعة وتوسعوا في تجارتها، ويبدو أن الحكومة الانقلابية قررت أن تستفيد منهم في صناعة الفوضى والتخويف، فاعلنت عن الحملة وفي المقابل صورت أن هناك عصابات منظمة تجمتع في الغابات لمقاومة الحكومة فاطلقت خبر وجد حظه من النشر والنقاش بين الناس و اعتقد انه غير حقيقي وإنما هي تستعد لشيء ما.

يقول الخبر؛ ان موقع “دارفور 24” السوداني قال نقلا عن (مصادر أمنية وحكومية) إن اجتماعا لمناهضة الحملات الحكومة لتجارة المخدرات عقد في شرق دارفور، وجمع نحو 100 من تجار ومنتجي ومروجي مخدر “البنقو”في إحدى غابات السافنا الغنية التابعة لمحلية الفردوس بولاية شرق دارفور، وبحسب المصدر الحكومي، فإن اجتما كبار التجار والمروجين ناقش كيفية حماية قوافل نقل المخدرات من مناطق الزراعة بمحلية الردوم بجنوب دارفور مرورا بشرق دارفور وكردفان حتى الوصول إلى العاصمة الخرطوم، كما ناقشوا مستقبل عملهم والتعاون فيما بينهم.

هذا الحديث غير منطقي فمن ناحية أمنية تجار المخدرات لا يفضلون تكوين مجموعات كبير تشبه الاتحادات، وما يفهم من الخبر هو أن الحكومة لديها المعلومات عن تحركات تجار البنقو وعلى معرفة تامة بما يقومون به، ولكن السؤال لماذا لم تتحرك لفعل شيء إن كانت صادقة فيما تقول وامامها فرصة لتتخلص من  مائة تاجر بنقو دفعة واحدة وتخلص السودان من شرهم، ماذا تنتظر هل تريدهم أن يكونوا لهم نقابة وتتفاوض معهم مثلا؟ أم أنها تنتظر الاجتماعات القادمة لتتحرك،حقا إنها ردة فعل غريبة، والغريب ان الحكومة نفسها هي من اطلقت الخبر لتتناقله وسائل الاعلام والوسائط.

حقيقية إجتماع به تجار(البنقو) إن صح سيكون سابقة تاريخية لم تقم بها اعتى عصابات  المخدرات في العالم، فعادة تجار المخدرات لا يفتحون جبهات حرب مع الحكومات مهما كانت ضعيفة، فما الذي يجعل تجار البنقو في السودان يعلنون الاستعداد لمقاومة الحكومة رغم انهم يعلمون تماما أن الحملة فاشلة مثل الحملات السابقة؟ اعتقد الإجابة واضحة.

عموما صحيح المخدرات انتشرت في السودان بشكل كبير نتيجة حالة الفوضى السياسية والفساد الذي ضرب جميع أجهزة الدولة وعلى راسها الامنية التي تطبق القانون، ومع عدم وجود رؤية وسياسيات وقادة يتحملون المسئولية بصدق وكفاءة  يصبح الحديث عن محاربتها ومحاربة أية مشكلة أخرى أمر مستحيل، والحل المثالي هو التغير وهزيمة دولة العصابات والمليشيات.

الديمقراطي

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..