لماذا لم تمت قيادات الاسلاميين في القاهرة حاليا وفي جنوب السودان سابقا

ما الحل ؟؟؟ الحلقة 11
شيء عجيب يحدث في مناطقنا العربية ، وهو اننا نجد دائما ان قيادات أهل الاسلام السياسي ومنذ عشرات السنين تقوم بتحشيد وأدلجة عقول الشباب وبالذات الطلاب الجامعيين ، وتخلق منهم بمرور الزمن إستشهاديين يقدمون ارواحهم في معارك انصرافية لا علاقة بالأستشهاد والدين ، وتبقي القيادات تنظر من ابراج عالية للدماء وهي تراق ، فما حدث في رابعة بالقاهرة خلال الاربعاء الماضية كان متوقعا وليس بمستغرب ، خاصة حين طلب الفريق اول السيسي من شعب مصر التعبير بالخروج لتاييده في الخطوات التي سيتخذها في فض اعتصامات شباب الاخوان ومعهم تجمعات الصعايدة الذين حشدوهم من الريف ، وكان من الممكن ان تحافظ قيادات الاخوان علي دمائهم وتأمرهم بفض الاعتصامات لتستمر الحياة في مصر العزيزة ويدخل الاخوان باب السياسة المفتوح تارة اخري بعد الفترة الانتقالية ، ولكنهم لم يجنحوا للسلم ، فمات الشباب ، ولم تمت القيادات الإخوانية ، مستفيدة من ميزة الإعتقال السياسي في السجن ..
وهنا يقودني الامر لأذكر حرب جنوب السودان الاهلية التى خاضها شباب الاسلام السياسي ، بعد إجهاض مبادرة السلام السودانية الموقعة بين الميرغني وجون قرنق في 16 نوفمبر 1988م ، فماتوا بعدها بمئات الآلاف في ادغال جنوب السودان ، وظل القادة يفاوضون قيادات الجنوب العسكرية وإنتهي التفاوض باتفاقية نايفاشا التي قادت الي انفصال الجنوب في نهاية الامر ، فبمثلما مات شباب الأخوان في القاهرة وظلت قياداتها تعيش نعيم الحياة ، فإن قيادات الاسلاميين في السودان تعيش نعيم الحياة ايضا ومات شبابها …. فداء للايدلوجية ، وانقلب الاحياء من شبابهم إلي سائحين معارضين
إذن نقول وبكل وضوح وبعد هذه التجار ب المريرة في البلدين ، نجد أنه لا علاقة بالاستشهاد في حروب السياسة الاهلية .. وبالتالي راحت دماء شباب البلدين ( شمار في مرقة ) … هذه معادلة غريبة في حكاية الاسلام السياسي في المنطقة العربية عموما وفي دولتي وادي النيل علي وجه الخصوص … ( إنهم قيادات الفرص الضائعة ) … وبرغم إخطائهم التاريخية في حق شبابهم الذين دفعت أسرهم أثمانا غالية بعد أن ظلوا يبشرونهم بأن الحور العين بإنتظارهم ، ناسين بأنهم هنا بمثل هذه الصكوك يتدخلون في حكم الله سبحانه وتعالي .. فنراهم لايعترفون بإخطائهم مطلقا … يا سبحان الله ، هذه مفاهيم غريبة جدا نجدها عند هؤلاء العقائديين ولم يستطعوا منها فكاكا حتي اللحظة … أليس كذلك ؟؟؟؟؟
صلاح الباشا
[email][email protected][/email]
حقا هذا هو واقعهم وتحليلا موفقا جدا من انسان يعرفهم ويعرف بواطن أمورهم تربت يداك أستاذ صلاح