لماذا وقفنا مع الرئيس الأسد ضد "الثورة.. الديمقراطية"..؟ا

لماذا وقفنا مع الرئيس الأسد ضد “الثورة.. الديمقراطية”…؟
تقديم: شوقي إبراهيم عثمان
بقلم الكاتب السوري المغترب: نارام سرجون
(الصحافة السودانية المطبوعة -معظمها حكومي- تخندقت مع سيدها ضد سوريا، بعض الصحفيين والصحفيات تخندقوا بسطحية مع شعارات الديمقراطية وبثورات الربيع العربي دون تمييز، فماذا يقول المناضل السوري المغترب المعارض في الوضع السوري الحالي؟ أثناء تتبعي للأزمة السورية اصطدمت بهذا القلم الكبير..فقررت تقديمه للقراء السودانيين، وأنا أوافق الكاتب صاحب المقالة في كل كلمة كتبها، فما يدور في سوريا هي مؤامرة تديرها دول الخليج وتركيا والدول الغربية، وطبعا إسرائيل، ومادة التغيير وسلاحه هم السلفيون وعلى الخصوص تنظيم القاعدة والسروريين معا..فليتأمل القراء هذه المقال جيدا، يفهم بعدها أن القاعدة وفلول السروريون التكفيريين تحركهم دول الخليج والولايات المتحدة الأمريكية)…وإليكم مقالته كاملة:
كثيراً ما يطالعنا المعارضون والثورجيون هذه الأيام بأطروحات وشعارات طنانة.. ويطرحون أسئلة محرجة لا تقبل منطقياً إلا الإجابة بنعم أو لا.. وإذا أجبت بالإجابة الخاطئة نالك من الاستهجان والتقريع والاستخفاف والاحتقار الشيء الكثير ..أسئلة حق يراد بها باطل.. ولا يسمح لك في إجابتك إلا أن تكون ببغاء.. غبياً
من هذه الأسئلة التي يتنطح المعارضون الثورجيون لطرحها بتحد عليك والويل لك إن أجبت بما يخالف الناموس والبديهيات:
هل تكره الديمقراطية؟
هل تقبل أن يحكمك رئيس وحزب مدى الحياة؟
هل تقبل بقتل الناس على يد الأمن في الطرقات؟
هل تقبل أن ينهب الفاسدون بلدك وثروتك؟
ألا يستحق هذا الشعب الاحترام عبر صندوق انتخاب؟ ..الخ.. وهناك سيل بلا نهاية من الأسئلة المشتقة من عبير الحرية والديمقراطية..
وبالطبع فإننا لا نكره الديمقراطية ونريد أحزاباً وتيارات ونريد حياة برلمانية ولا نريد فاسدين..الخ ولكن هل هذا كل شيء؟
من أسهل الأمور في الحياة أن ترفع شعارا جذابا وتباهي به في السمو والارتقاء ..ولكن من أصعب الأمور في الحياة أن تقبل هذا الشعار فقط لأنه يعجب الآخرين وأنت تعلم أن فيه هلاكك ..ومعاناتك ..وانكسارك ..كانسان وكوطن..كمن يدعوك لانتشال كنز نفيس مقدس من قاع نهر مليء بالتماسيح ..
هل سأمتلك الشجاعة كي أقول ما أريد في هذا المقال وأن أضع الديمقراطية وكل هذه الأسئلة في قفص الاتهام وأحاكمها؟ .. بالرغم من أن الديمقراطية في هذا الزمن لها قداسة ومهابة الآلهة، حتى أن إهانة الديمقراطية صارت بمنزلة الهرطقة في القرون الوسطى وما تستدعيه هذه التهمة من عقوبة الحرق .. وصار إنكار الديمقراطية يعد بمثابة إنكار الهولوكوست في أوروبا ?الديمقراطية? وما تستدعيه من عقوبة السجن والإلغاء..وصارت الديمقراطية وصندوق الانتخاب شبيها بالكعبة ونطوف حوله سبع مرات ..
بالرغم من كل ذلك فإنني سأقول كلمتي وليكن ما يكون لأن هذه الاتهامات المستهجنة لعدائي للديمقراطية تذكرني بحكاية الإمبراطور العاري الذي سار عاريا متوهما أنه يرتدي ثيابا فاخرة لا يراها إلا الأذكياء وتغيب عن أبصار الأغبياء ..فكان حيث يسير يتلقى المديح والثناء والإعجاب بثيابه إلى أن صرخ طفل بريء بالحقيقة وقال: ولكن الإمبراطور عار تماما?
وأنا سأكون ذلك الطفل الذي يسير حافيا على الورق وسأردد ما أراه صوابا بنظري .. وٍسأشير إلى العاري بإصبعي ولو كان مليكة اسمها الديمقراطية .. سأقول ان الديمقراطية ليست نهاية الدنيا وغاية الحياة .. بل إنها الكلمة التي لم يستطع الناس ترجمتها لمثاليتها ..وأنها دمية ككل الدمى ..
بدأت علاقتي مع الديمقراطية منذ زمن طويل ..بدأت معها معجبا ..وتحول إعجابي بها إلى هيام حتى صرت أهذي بها ويلاحقني شعور بالعار من غيابها في طرقات الشرق ..إلى أن ذهبت إليها في الغرب وعانقتها وقبلتها وقبلت يديها والتقطت كل تصاويري وذكرياتي معها في كل عواصم الغرب وامتلأت حقائب سفري بالكتب والنشرات عنها وعن حقوق الإنسان ..إلى أن وقعت حادثة صادمة هزتني وجعلتني أقف حائرا منهارا أمام حبيبتي ?الديمقراطية? التي قدستها يوم كانت ضائعة .. وبدأت رحلة الفراق عندما تصارحنا وعرفت أنها كانت .. تخونني .. كانت هذه الحادثة الفظيعة هي أحداث سبتمبر عام 2001
أحداث سبتمبر كشفت لي أن الديمقراطية شيء نسبي جدا وأنها نتاج مجتمعات الرفاهية التي تتخلى عنها في أزماتها .. فالديمقراطية إذا هي الأخرى دمية من الدمى ?
ولم أكن أتوقع أن أم الديمقراطيات في العالم تغير قوانينها بجرة قلم لمصادرة حريات أفرادها بحجة الأمن الوطني .. ولكن أمريكا فعلتها وتجسست على مواطنيها وقمعتهم ..ولم يكن أمريكي واحد يجرؤ على انتقاد إجراءات الدولة وإلا اتهم بخيانة الوطن وتسهيل عمل الإرهابيين ..
لم أكن أعتقد أن دولة حقوق الإنسان والحيوان والحريات تخترع شيئا اسمه غوانتانامو لتعذب أناسا آخرين لأنهم أعداء لا يملكون حتى صفة الإنسان العدو ..
لم أكن اعتقد أن رجال قانون الدولة الحرة الأولى في العالم يعقدون مؤتمرات في كل الدنيا ليعيدوا ?بالقانون? تبرير التعذيب بحجة حماية الناس من عمل إرهابي ..لا يكتشف إلا بإخضاع المعتقلين للتعذيب المبرح ..
لم أكن أعتقد أن دولة الحرية العظمى تعتقل مواطنيها لأنهم ينتمون عرقيا لبلد آخر معاد لها ولكني اكتشفت أن القيادة الأمريكية اعتقلت آلافا من المواطنين الأمريكيين من أصول يابانية ووضعتهم في معسكرات اعتقال خوفا من تعاطفهم مع اليابان بعد الهجوم على بيرل هاربر ..تماما كما فعلت ديكتاتورية صدام حسين مع العراقيين من أصول فارسية عندما ألقى بهم على الحدود ..
ولم أكن أعتقد أن أعرق الديمقراطيات وأعتقها في أوروبا تجرؤ على اعتقال أي شخص اعتقالا إداريا وتزج به في السجن ثلاث سنوات حماية للأمن الوطني إلى أن دهشت عندما سمعت بمعتقل ?بيل مارش? البريطاني الذي اعتقل فيه أفراد مسلمون دون أية جنحة أو محاكمة .. فقط لأن وزير الداخلية البريطاني في عهد توني بلير (ديفيد بلانكيت) وجد فيهم خطرا ممكنا على الأمن الوطني..يجوز لبريطانيا أن تخشى على أمنها الوطني ولا يجوز لنا ذلك لم أكن أعتقد أن زعيما غربيا يخرج ملايين الناس ضده في الطرقات ومع هذا يأخذ أمته إلى حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل ..فعل ذلك توني بلير كأي ديكتاتور أرعن يأخذ شعبه إلى حروبه ?.ولم توقفه كل تلك الأمواج البشرية ..
لم أكن أعتقد أن سياسيا غربيا ينجو من العقاب عندما يكذب على شعبه ويورطه في حروب إجرامية قذرة إلى أن وجدت بأم عيني أن جورج بوش وتوني بلير لم يمسسهما سوء رغم وضوح كذبهما حتى على الصم والبكم ..بل منح بلير جائزة ووظيفة اللجنة الرباعية الدولية ومنصبا أوروبيا..بعد مسرحيات هزلية بمساءلته ..
عندما كنا في المدرسة كانت كتبنا المدرسية تتحدث عن ديكتاتورية الإعلام في الغرب ولم أفهمها حتى أتيت إلى الغرب ..في الغرب الديمقراطي هناك حدود لما يمكن أن تعرف لأن هناك حدودا لما يمكن أن يقال ..وان للغرب قنوات إعلامية مشابهة في عملها ل ?الجزيرة? و?العربية? و..الخ .. لا تقول إلا ما تؤمر بما تقول ..والحقائق تمليها شركات وأموال ولوبيات ..ما تراه اليوم في تجربة ?الجزيرة? هو الخبز اليومي للأوروبيين الذين يصاغ دماغهم وضميرهم ووجدانهم وطعامهم وعلاقاتهم ومزاجهم كما تفعل الجزيرة هذه الأيام بالشعوب العربية وتضحك عليها وتأخذها من ديكتاتورية القوميين إلى ديكتاتورية الإسلاميين ..ومن شعارات التحرير والوحدة إلى شعارات السلام والانفصال والكيانات المستقلة (في العراق والسودان ومصر) .. ومن الجهاد في فلسطين إلى الجهاد في سورية .. ومن الجهاد ضد اليهود المحتلين إلى الجهاد ضد الشيعة والنصارى..العرب وأبناء الوطن ..
وبالعودة للسؤال الديمقراطي الكبير.. لماذا وقفنا مع الرئيس الأسد ضد الديمقراطية القادمة على أجنحة الثورة؟ المعارضون والثورجية لديهم الاتهام الجاهز أن كل من يؤيد الرئيس الأسد ويؤيد اصطلاحاته هو عميل ومأجور ومخابرات ..وبالطبع يرقى إلى قمة قمم العار وهي مرتبة الشبيح ..وكذلك صار الفرز في المواقف طائفيا فالمؤيدون أقليات فقط أمام الأكثريات الساحقة المظلومة من ظلم الأقليات التي تقف ..مع الثورة ..ولا وجود للوطنيين في قواميس الثوار ..فالشعب إما ثائر أو شبيح..
على كل حال سأجيب رغم كل هذه الأسلاك الشائكة من الاتهامات وكل هذا الحصار بالعمالة والتخوين الذي لا ينفع فيه إلا الخروج عبر أنفاق الإصرار التي تشبه أنفاق غزة ..نحو الحقيقة.
إننا لا نقف مع الرئيس الأسد لأنه الرئيس الأسد بل نقف مع وطننا قبل رئيسنا .. وعندما يقف الرئيس مع الوطن سنقف معه ..وإننا نقف مع الرئيس الأسد ضد ?الديمقراطية? لأن المعارضة السورية لم تمارس الديمقراطية إلا بالسلاح ولم تقل دموية عن أية ديكتاتورية .. ولم تكن صادقة وشفافة .. ولم تعتذر عن أخطائها وإساءاتها ..ولم تقدم بدائل مقبولة .. بل إن البدائل المطروحة لا تناسب بناء دولة عصرية منسجمة مع نفسها ومكوناتها ..قلب المعارضة السورية هو معارضة إسلامية راديكالية من دون براقع ولا تزويق ولا مجاملات وكل الأقنعة الأخرى هي ديكورات إعلامية .. وكل ?كمشة? المعارضين المدنيين (الحبابين ذوي الياقات البيضاء) هم عارضات أزياء للثورة خلال فترة عرض المنتجات الثورية لإقناع الزبائن والشركات الغربية أن تستثمر في الثورة المدنية وألا تخاف من إسلامييها ..وكل من يقول إنها ليست إسلامية نطلب منه أن يفسر لنا التصاقها بيوم الجمعة وصلاة الجمعة .. وكثرة اللحى وقلة الحياء والبذاءات في النداءات المختلطة مع طهارة الله أكبر.. ولا يكفي أن يكون ميشيل كيلو يزين جبين الثورة كصليب الراهبة ..لأن ميشيل ليس السيد المسيح ولا أحد الرسل أو الحواريين .. ووجود ميشيل الذي استخدم اسمه في هذا الطوفان الإسلامي لا يشبه إلا إضافة كأس ماء إلى البحر لتقل ملوحته !! ومن يتذوق هذا البحر الديني الأجاج يعرف ماذا أعني ..
وأنا لست ضد الإسلاميين التقليديين لكني سأكون في منتهى الوضوح .. الإسلاميون التقليديون الذين عرفناهم قرونا تنقطع ذريتهم ونسلهم بعملية هندسة وراثية خبيثة وعملية تعقيم .. الإسلاميون الجدد ليسوا إسلاميين بل هم نسخة معدلة وراثيا في معامل الاستخبارات الأمريكية .. ومصيبة المصائب أن الإسلاميين المعدلين وراثيا مصممون لمحاربة مجتمعاتهم ومهووسون بالطوائف .. ومجانين بالشريعة وحكم الشريعة وقطع الألسن والأيدي ..الإسلاميون الجدد مصابون بلوثة عقلية ولديهم قرآن جديد محرّف ..قرآنهم ليس قرآننا ..ووضوؤهم ليس وضوءنا .. وجهادهم ليس جهادنا .. فهو قرآن معدل ومشطوب منه كل ما يزعج إسرائيل وأمريكا .. فيه كل آيات الحلال والحرام والصوم والزكاة والحج والنكاح والإرث والقصاص وفيه (ولقد فضلنا بني إسرائيل على العالمين) ..ولا شيء آخر ..وأتحدى كل الإسلاميين الجدد من رياض الشقفة إلى العرعور إلى أردوغان إلى القرضاوي إلى مصطفى عبد الجليل إلى راشد الغنوشي إلى العبيكان أن يعددوا لي كم مرة جاؤوا فيها على ذكر إسرائيل بالسوء والتحدي .. وكم فتوى بالجهاد ضدها أصدروا ..التحدي مفتوح ولثلاثة عقود قادمة ..
وبالمقابل هل نستطيع أن نحصي كم فتوى واجتهادا أصدره هؤلاء ضد أهل الذمة المسيحيين وضد الشيعة والأقليات ..وهل نستطيع إحصاء الفتاوى التي صدرت عنهم بتحريم نصرة المقاومين أو التزام الصمت وإجتراح السلام درءا للتهلكة؟ وكم فتوى نكاح وزواج وإرضاع كبير وتبرك ببول ..صدرت عن مجاميعنا الإسلامية الجديدة؟ .. هؤلاء الإسلاميون الثورجيون هم مومياءات إسلامية وثوراتهم المذهّبة بالشعارات البراقة لا تشبه إلا قناع توت عنخ آمون الذهبي الجميل الذي يغطي وجه .. مومياء ميتة لا حياة فيها ..
نقف مع الرئيس الأسد لأن الثورجيين ليسوا أتقياء ولا أنقياء .. وكلهم يستأسدون علينا بمال السعودية وقطر وعنتريات تركيا وبدعم أصدقاء إسرائيل جميعا .. ودليلي إن توقف دعم هذا المثلث الشرير للثوار يعني نهايتهم بالسكتة القلبية المفاجئة..
نقف مع الرئيس الأسد لأننا رأينا أن الإسلاميين الجدد ?إذا دخلوا قرية أفسدوها? .. فقد دخل الإسلاميون أفغانستان فخربوها .. ودخلوا العراق فخربوه ..ودخلوا ليبيا فخربوها .. ودخلوا القوانين فخربوها .. ودخلوا في الجهاد فخربوه .. ثم دخلوا في الإسلام فخربوه وأهانوه وقتلوه ومثلوا بجثته .. ونفّرونا منه ..
واذا كان مظفر النواب قد صب جام غضبه على الحكام العرب ووصفهم بالقردة والدببة فان من الإنصاف اليوم توجيه قسوته إلى الإسلاميين الجدد الذين رأيناهم كالمجانين في ليبيا وكالجزارين في سوريا والقول لهم:
في عهدكم أيها القردة .. في ظلكم أيها الدببة .. أضعت أضعت أحلامي .. وأضعت القرآن والسلام ..وأمسكت في الظلام.. بالظلام
إن بلدا كسورية لا يحكم بعد اليوم حكما إسلاميا.. ولا نريده أن يحكم إسلاميا سواء نجحت تجربة إيران أو تركيا أم لم تنجح .. ولا يجب الهرولة خلف التجربة التركية وهي لا تزال في بداياتها .. ولا يعرف أحد إلى أين ستفضي بتركيا المنتشية والجذلى بأنها اكتشفت الإسلام الضائع (الذي هو الحل).. ولكن ما بدأ يرشح هو أن التجربة التركية التي بهرتنا ليست مستقلة وأنها مسيّرة وليست مخيّرة .. وأن الإسلام التركي الجديد هو إسلام ?مسبق الصنع? .. وأنه المنتج الوحيد في العالم الذي لم يكتب عليه (صنع في الصين) بل ?صنع في ايباك? .. وان التجربة الأردوغانية تفتقر للعمل الأخلاقي والقيم العليا .. وأن فيها أسرارا لا تقل عن أسرار سقوط الخلافة وأسرار يهود الدونما ..قد نحتاج مئة عام أخرى لنقرأ عن هذه الأسرار كما نقرأ اليوم أسرار سقوط الخلافة العثمانية ..
منذ الاستقلال ونحن نهرول خلف كل التجارب دون وعي ..هرولنا خلف الشيوعيين .. وهرولنا خلف الشوفينيين .. وهرولنا خلف التقدميين والاشتراكيين ..وها هم إسلاميونا يهرولون خلف التجربة التركية ..ولم نتعلم بعد من كل هرولاتنا وتسرعاتنا .. آن لنا أن نتريث وأن تكون لنا تجربتنا الخاصة ..ونكهتنا الخاصة ..وآن لنا أن نبني سوريا من حجارتها .. وليس بحجارة الآخرين ..وأفكارهم ومشاريعهم ..
نقف مع الرئيس الأسد لأننا بالفطرة نقف مع كل من تريد أمريكا تنحيه .. وقفنا مع عبد الناصر ..ووقفنا مع صدام حسين ..ووقفنا تشي غيفارا ..ووقفنا مع فيدل كاسترو .. ووقفنا مع مصدق الإيراني .. ووقفنا مع هوغو تشافيز ..ووقفنا مع أحمد ياسين .. ووقفنا مع معمر القذافي .. ووقفنا مع ناظم حكمت .. ووقفنا مع عبد الله أوجلان ..ووقفنا مع هوتشه منه ووقفنا مع بومدين ..ووقفنا مع نلسون مانديلا ..
نقف مع الرئيس الأسد لأن كل الزعماء العرب الآخرين أميون ..أميون حقيقيون .. وأميون في السياسة والأخلاق ..وأميون في المقاومة ..وأميون في الكبرياء ..وأميون في الوطنية وجهلاء بالدين ..
أنا وكل السوريين لسنا مع الديكتاتورية ولسنا مع الجمود ولسنا مع التقليل من مكانة وإمكانات الفرد ..ونحن نقف مع الرئيس الأسد لأنه وعد أن يتدارك الأخطاء .. وأن يشركنا معا في بناء سوريا ..وهو وعد الحر .. هو بالنسبة لنا ?بطرس الأكبر? ..ونحن بالنسبة له شعب يستحق أن تكون له سوريا .. كل سوريا..سوريا للجميع..
http://www.syrianow.sy/index.php?d=53&id=2569
(الجمعة 2011/11/11 SyriaNow نقلا عن )
شوقي إبراهيم عثمان
(كاتب) و (محلل سياسي)
[email protected]
وقفتوا مع صدام حسين ..أضحكتنى والله ايها الشيعى العلوى …جاء الدور تجرعوا من نفس الكأس دعاة الفتنة اصحاب شعار سنة وشعيه فى العراق وان صدام زبح الشيعة فى العراق واعدم بسبب شيعة الدجيل ..والان تستجدون شرفاء الامه …لسنا من انصار التدخل الاجنبى ولكن انتم من بداء به وارجع للتاريخ القريب وشاهد مواقف النظام السورى فى أزمة1991وفى حرب ايران وفى احتلال العراق من اين جاء نورى المالكى واين كان متواجد ……الديمقراطيه والعدل هما أساس الحكم وغيرهما هرطقه …
كلامك دا كله صاح لكن بشار لازم يدمر ويزال نظامه علشان الناس تقدر تفكر فى كلامك هذا وتفعيله.
بعدين انت عاوز تتشيطن علينا ؟
اقيف على حيلك وجاوب على الاسئلة دي كلها:
هل تكره الديمقراطية؟
هل تقبل أن يحكمك رئيس وحزب مدى الحياة؟
هل تقبل بقتل الناس على يد الأمن في الطرقات؟
هل تقبل أن ينهب الفاسدون بلدك وثروتك؟
الأخ شوقي ابراهيم , مع احترامي لرأيك لكني أختلف معك في أن صدام حسين رحمه الله
أزاح أحمد البكر عن السلطة بدليل أنه كان نائبا للبكر طيلة 11 سنة منذ 1968 حتى 1979
الأمر الثاني هو أن البكر تنازل عن الحكم طوعا سنة 1979 فكان من الطبيعي أن يستلم
الحكم نائبه الأول وهو الراحل صدام حسين …..ثم ان الراحل حافظ الأسد هو الذي عطل الوحدة
وليس الراحل صدام والشواهد على ذلك كثيرة فهو كان يستضيف المعارضة العراقية
( نوري المالكي وغيره ) على الأراضي السورية كما ذكر الأخ المعلق ابراهيم السعيد ,
في حين أن نظام العراق برئاسة صدام لم يستضيف أي معارض سوري كرد فعل على
استضافة سوريا للمعارضة العراقية , أمر آخر هو مضايقة النظام السوري لمؤسس حزب
البعث الراحل أحمد ميشيل عفلق مما اضطره للجوء للعراق حتى وفاته في العام 1989
ودفنه في أرض العراق مما يدلل على أن النظام السوري لا يحمل أفكار حزب البعث
الحقيقية ولا يطبقها بل النظام السوري يحمل اسم الحزب فقط ………
ملحوظة : كان أغلب أعضاء حزب البعث العربي الاشتراكي شيعة ومنهم الراحل سعدون
حمادي الذي توفي في المعتقلات الأمريكية نتيجة التعذيب بعد احتلال العراق 2003 مما
يفند الرأي السائد بأن الراحل صدام حسين كان يضطهد الشيعة …..للأسف أعتقد أنك
أيضا أسير الآلة الاعلامية الأمريكية ……
شكرا إبراهيم السعيد على تعليقك
ولا أستغرب مقارنتك النظام السوري بالنظام العراقي.فأنا شخصيا كنت ضحية لإمبراطورية صدام الإعلامية أن النظام السوري كيت وكيت..في الوقت الذي ذبح صدام كل مفكري الحزب القطريين، ثم أعتمد على عشيرته التكريتيين، ثم على عائلته الأقربين..ثم حالف الملك فهد، وأوقف الوحدة السورية العراقية عام 1979م بعد أن أزاح أحمد البكر تخللها تمثيلية أن الملحق العسكري السوري قام بمؤامرة قلب النظام..بينما البكر وبعض رفاقه كانوا في واقع الأمر ضد أن يتورط العراق في حرب ضد إيران فأزاحهم صدام بل صفاهم لهذا السبب!! فدفع ثمنها صدام ونظامه أخيرا بعد أن أشعلها لهم حربا بالوكالة ضد إيران، انقلبوا عليه بعد أن دحرجوه للدخول للكويت!! ثم أخرجوه عبر 33 دولة..وأغلقوا عليه في قفص من 1991-2003م!! لا يعرفون ماذا يفعلوا فيه…فنظام ديمقراطي ليبرالي في العراق سيأتي بالشيعة وهي الأغلبية!! أخيرا قرروا خلعه وخلعوا نظامه، ولكن كانت لقاءات السياسيين الأمريكيين وقتها بالمعارضة الشيعية والسنية قبل إسقاط النظام العراقي في لندن لم يكن سوى فرقعة إعلامية وعلاقات عامة ? حتى يقال إنهم "الشيعة" خلعوا صدام حسين!! بينما من خلعه حقا وفعلا دول الخليج وليس الشعية الذين فشلوا في إسقاطه، ودول الخليج هي التي وفرت دعما لوجيستيا ل 150 ألف جندي أمريكي قبل ستة أشهر من 9 ابريل 2003م!! وحتى بعد سقوط نظام صدام الذي تحالف مع السلفيين منذ 1991م وحتى سقوطه كان التآمر مستمرا ? فلا تصدق الأمريكان أنوا للعراق لإنقاذ الشيعة من سيف صدام بل المطلوب صدم ونظامه والشيعة معا ? حيث ممنوع أن تحكم الشيعة منذ 1920 بمشروع عبد الرحمن النقيب/برسي كوكس، خطط الأمريكان وحلفائهم العرب لصنع حرب أهليه في العراق فور سقوط صدام حتى يقال أن دولة العراق الجديدة دولة فاشلة failure state فيقفزوا عليه بانقلاب أو تمتد الوصاية الدولية عليها..ولكن فتوى السيستاني بحرمة دم السني وتنازل الشيعة للسنة العرب ب 17% من قوتهم السياسية كان من الحكمة أن فوت على الأمريكان مخططهم!! فلعقوا دمائهم لتحقيق حلم دولة ديمقراطية التي تفجرت يوميا من قبل عبوات السلفيين الذين جندوا من كل العالم!! الآن في العراق يوجد ما يزيد عن 50 قناة تلفزيونية، بينما في وقت صدام وفي تاريخه كان الدش ممنوعا!!
أما سوريا..رغبوا أن ينسخوا فيها "معركة نهر البارد" في مايو 2007م اللبنانية ? يجب ان تعرف ان السلفيين في اربعة سنوات مضت كانوا يبنون مخابئ في حمص القريبة من لبنان لكي تصبح نقطة انطلاقة بعد سقوطها..بينما التركي اردوغان تم بشرائه بأسلوب دبلوماسية دفتر الشيكات واصلا لديه أشواق ان ترجع تركيا لبيتها القديم حلم الإمبراطورية العثمانية
لا اعقتد ان النظام السوري يسقط…فكل العملية هي نسخة أخرى مكررة من قصة ليبيا ولكن سوريا ليست ليبيا
مع تحياتي
شوقي
الكاتب لم يكن يدرى معنى الديمقراطية….
ولا يزال لا يدرى….
كدا انت ظهرت على حقيقتك ياشوقى
بعثى فى شيعى فى جغمسة مامعروفة
ماهذا الهراء
ياخى الديمقراطية اجتهاد بشرى يمكن تصحيحه فى تراكم تجربى متجدد
لكن بربكم كيف يصلح الديكتاتور بشار ومثله من الديكتاتوريات هل بمزيد من الخنوع والانبطاح والدهنسة
مالكم كيف تحكمون
الديمقراطية ولواتت بالشيطان لانه يمكن تغيره
كفاية هوس ياشوقى
الاخ ابراهيم السعيد خاتمة تعليقك هى الزبدة المفيدة و صح كلامك فالحرية و هى الديمقراطية و العدل هما اساس الحكم واى شىء غيرهما هرطقة فعلا فلا بعثية نافعة ولا شيوعية نافعة ولا قومية نافعة ولا اسلام سياسى نافع لان الاسلام الصحيح يقوم على الحرية و العدل عكس الاسلام السياسى الذى يقوم على القهر و الظلم و الميكافيلية ولا عنده اى علاق بالاسلام الصحيح غير اسمه فقط و هو اخطر من غيره لانه يهدم الدين الصحيح باسمه!! والله لا ينتشر الاسلام و مقاصده الا فى ظل الحرية الكاملة الدسم و العدالة و هما صنوان لا يتفارقا ابدا الحرية او الديمقراطية و العدل و اى شىء غيرهما لا يسوى الحبر الذى كتبت به و لك التحية!!!!
الأخوة المعلقين شكرا لكم..
إنكم لم تلاحظوا أن مضمون هذه المقالة الممتازة لا يمكن تعميمه ولا إسقاطه على كل حالة عربية..ونخص بالذكر السودان..وليس يعني أن صاحب المقالة غير ديمقراطي، بل أثبت أنه وما زال مؤمنا بالديمقراطية..فالرجل ليس في العقد الثاني أو حتى الثالث من العمر فهو مثلي أيضا مخضرم، فـانا شخصيا لا أومن بكل ما يأتي من جعبة دول الخليج من عقيدة تاريخية…لأخرى..و نذكر في جيلنا كانوا يكفرون كل من ينادي بالوحدة العربية في منتصف الستينيات والسبعينيات،وكانوا يقولون قولوا: وحدة إسلامية!! وحين سمموا عبد الناصر وتخلصوا من آثاره عم 1970م!! اضطهدوا القوميين العرب تسعة سنوات وكفروهم وحتى 1979م..حين قامت الثورة الإيرانية!! ذهب عبد الناصر بصداعه فخرج الجني الشيعي من قنينته عام 1979م!! فألبوا صدام ضد إيران على إيران فأشعلها لهم بحرب الثمانية سنوات 1980-1988م..ثم جلسوا عام 1989م في أول مؤتمر يضم الإسلاميين والقوميين معا في بيروت ? التكتيك الجديد ضم الزخم القومي العربي ضد القومية الفارسية في زعمهم، ثم رغبوا أن يقولوا أن القومية العربية سنية ? فأعطوا أنفسهم مسحة قومية عربية حتى يقول التشيع حالة فارسية وصناعة القومية الفارسية!! ثم انشئوا "مؤسسة الفكر العربي"..لو قام عبد الناصر من قبره لهرب بجلده مرة أخرى إلى قبره!! هذا بالرغم من تكفيرهم للقوميين العرب قبلها بتسعة سنوات!! ثم حين اكتشف صدام إنه كان مخدوعا واستخدموه كمخلب قط…انقلب عليهم فأطاحوا به عام 2003م!
وهم الذين أطاحوا بالقذافي …والآن يرغبون أن يطيحوا بالنظام السوري..فإلى أين!! فأي ديمقراطية يرغبونها؟ يجب أن تفهموا أن القتال الذي يدور في سوريا هو ما بين القوات السورية والسلفيين والسروريين الذين اخترقوا الحدود وتم تجهيزهم منذ أربعة سنوات أو 2005 بالتجديد في شمال لبنان وما "فتح الإسلام" في مخيم نهر البارد إلا كانت البوادر وقمة رأس الجبل التي ظهرت!! من يحق له رفع شعارات الديمقراطية؟ ومن يمول السلفيين بالمال والسلاح في سوريا ولماذا؟ وماذا يكون الوضع في العالم العربي بعد الانتهاء من النظام السوري؟ هل إنهاء القضية الفلسطينية؟ ثم ندخل في عصر الصهيونية..!!
ثم بعد الانتهاء من النظام السوري سيتفرغ الخليجيون لإلغاء وإنهاء المذاهب الأربعة السنية الأشعرية بالضربة القاضية…بدعم أمريكي غربي!!
نكرر هذه المقالة ليست قابلة للتعميم..هي فقط في تحليل الوضع السوري!! أجمل عبارة قال صاحب المقالة: من أسهل الأمور في الحياة أن ترفع شعارا جذابا وتباهي به في السمو والارتقاء ..ولكن من أصعب الأمور في الحياة أن تقبل هذا الشعار فقط لأنه يعجب الآخرين وأنت تعلم أن فيه هلاكك ..ومعاناتك ..وانكسارك ..كانسان وكوطن..كمن يدعوك لانتشال كنز نفيس مقدس من قاع نهر مليء بالتماسيح ..
ونكرر إنه مقال عن الحالة السورية، وفقط السورية!!
شوقي
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
القائد والمشروع النهضوي
أ. نبيل احمد الجلوب
لم يكن اغتيال القائد صدام حسين إغتيالا لرئيس عربي وقف في وجه أمريكا صاحبة اليد الطولى في النظام العالمي الجديد أحادي القطب فحسب , بل كان اغتيالا للزعيم العربي الأصيل صاحب المشروع النهضوي الذي أخافت ملامحه أعداء الأمةالطامعين بثرواتها وأرضها, إتيالا لرمز امن منذ فترة طويلة بأن مشروع تحديت العراق وجعله قاعدة للنهضة العربية الشاملة يستلزم وجود قيادة تبني وشعب يعمل.
لقد تبدت ملامح المشروع النهضوي العربي واضحة للعيان منذ تسلمه رحمه الله قيادة العراق بجدارة واقتدار, تمثلت في اشاعة الأمن واجتثاث بؤر التجسس, وحل المشكلة الكردية , بإ قامة الحكم الذاتي في كردستان العراق, ووضع الخطوط العريضة لقيام الجبهة الوطنية القومية التقدمية في تموز 1973م.. مما أثار عليه حفيظة القوى المعادية من صهاينة وأمريكان وفرس.
ومن أولى الضربات التي وجهها القائد صدام حسين وسميت حينها بضربة معلم عملية (تأميم النفط العراقي) وطرد الشركات الأجنبية.. لترتفع العائدات العراقية من هذه الثروة النفطية العراقية إلى 25 مليار دولار عام 1981م.. بينما كانت العائدات في ظل الشركات الإحتكارية الأجنبية 846 مليون دولار فقط في عام 1971م.. وعمل أيضا على رفع مستوى الدخل للفرد العراقي إلى عشرة أضعاف ما كان عليه في السابق.
وبالنسبة للثروة الزراعية فقد رصد رحمه الله لها (30)بالمئة من الدخل القومي.. ألأمر الذي زاد من مساحة الرقعة الزراعية إلى (30) مليون دونم من (8) ملايين دونم مابين عامي 1971_ 1980م.
وفي القطاع الصناعي بنى القائد العربي صدام حسين رحمه الله قاعدة صناعية إقتصادية قوية ومشروع صناعي طموح وتكنولوجيا متقدمة.. كل ذلك إستنادا على القاعدة العلمية والتعليم الإلزامي والمجاني , من رياض الأطفال حتى الدكتوراة , والإبتعاث إلى أفضل الجامعات في العالم.. وتمكن العراق بقيادته من إيجاد جيش من العلماء من ذوي التخصصات المختلفة والنادرة وو صلت قائمة العلماء في العراق إلى (70)ألف عالم من ذوي الكفاءات العالية صارت أهداف للتصفيات الجسدية في العراق المحتل لكونهم عماد مشروع القائد المشروع العربي النهضوي.
ومما نفذه عراق القائد صدام مشروع محو الأمية للكبار والتي كانت تشكل في حينها (70) بالمئة , وفي زمن قياسي ثلاث سنوات فقط تمكن رحمه الله من محو أمية الكبار.. أشادت بذلك اليونسكو التابعة للأمم المتحدة
وفي المجال الصحي فقد حصل العراق في عهده رحمه الله على شهادة من منظمة اليونسيف كأفضل نظام صحي في الشرق الأوسط.
أما مراكز البحوث , فقد تجلى دورها كشريك فاعل في التخطيط والتنفيذ , ورسم السياسات ووضع المناهج , وأنفق عليها بسخاء حيث بلغت حصتها (3) بالمئة من ميزانية الدولة , حوالي (600) مليون دولار سنويا.
وفي مجال المواصلات والطرق , فلقد كانت الشبكة واسعة لألاف الكيلومترات والجسور عملاقة وذات معايير عالمية في انحاء العراق.
ورفد القائد صدام كل ذلك بقوة عسكرية عملاقة ومؤهلة للدفاع عن الأمة ومشروعها العربي النهضوي.. وأضحى الجيش العراقي واحدا من أقوى جيوش العالم , وتجلت هذه القاعدة في حلرب الخليج الأولى والثانية والحرب الإحتلالية لعراق القائد صدام حسين رحمه الله , يدعم هذه القوة العسكرية قطاع التصنيع العسكري والعبقرية التصنيعية لهذا القطاع العملاق , والذي يعد أكبر وأهم سند للمقاومة العراقية المجاهدة في الوقت الحالي.
ولقد واجه العراقيون تحديات كبيرة منها مادمره الأشرارفي عدوانهم الثلاثيني عام 1991م. فكان الإعمار فعل عراقي غير مسبوق وغير عادي في زمن قصير وقياسي في ظل حصار جائرأذهل الغرب وصحافته من هذا العملاق العربي الذي يصعب ترويضه وكسره , ولكن الإرادة والعزم لدى القائد وشعبه الأبي أثبتت أنهم أكبر من ذلك التحدي , ورفع القائد شعار((يعمر الأخيار ما دمره الأشرار)), وخطى العراق بعدها خطوات جبارة في ظل الحصار , من أهمها بيع نفطه باليورو بدلا من الدولار.. الخطوة التي لم يجرؤ عليها من قبل أي زعيم في العالم سوى القائد العربي صدام حسين رحمه الله.. الأمر الذي سرع بالعدوان واحتلال العراق وإسقاط نظامه الشرعي والوطني , وتدمير بنيته التحتية والعلمية واغتيال العقول العراقية.. وإثارت النزعات الطائفية والعرقية وتمزيق النسيج العراقي بألوان طيفه المميز كخطوة في طريق تقسيمه إلى ثلاثة أقاليم على أقل تقدير نزولا عند رغبات الصهاينة والأمريكان والفرس على مرأى ومسمع من الدول العربية وجامعتها العقيمة , بل والأدهى من ذلك ان العدوان انطلق من أراض عربية ومن فوق أجواء عربية ومياه إقليمية عربية , ومشاركة إيرانية فاعلة وحاسمة عبر عنها قادة طهران رفسنجاني وأبطحي وخاتمي وحتى الخامنئي في خلاصة قول أنه (لولا طهران ماسقطت بغداد).
هذا ماكان من الإحتلال وأعوانه وأزلامه.. أما القيادة العراقية ممثلة بالرمز المجاهد الرئيس صدام حسين فقد أصدر الأوامر بعد انتهاء الصفحة الأولى من المنازلة بالبدء بفتح الصفحة الثانية بعد الإجتماع بالقادة العسكريين في بغداد في يوم 11 4 2003م صفحة المقاومة والحرب الشعبية الجهادية حتى يتم النصر والتحرير , وفق مبدأ الذوبان في الأرض لقيادة المقاومة ضد الإحتلال وأعوانه.. ولقد تبين للهالم أجمع أنه لا فاصل بين الإحتلال والمقاومة في المشهد العراقي المصاحب ليوم التاسع من ابريل ومابعده , واشتدت المقاومة وتدرجت وتنوعت عملياتها وأساليبها وفق المخطط الذي أعده الأب الشرعي لها القائد صدام حسين رحمه الله.. المقاومة التي ألهبت المشاعر وعدت أسطورة بسرعة التحضير لها وبتشكيلاتها ودقة عملياتها وتنوعها.. قال مجرم الحرب والعدوان على العراق الصهيوني رامسفيلد وزير الحرب الامريكي ومهندس العدوان (الجيش الذي اختفى من أمامنا فجأة , عاد للظهور مرة أخرى ليقاتلنا بكل قوة وجرأة بالمال والسلاح والعتا د), إلى أن وقع القائد العربي صدام حسين أسيرا بيد الإحتلال , وبدأت فصول مسرحية هزيلة أسموها بمحكمة الدجيل في إخراج أمريكي صهيوني وفارسي , في محاولة منهم للتشويه من جنابه ونظامه الوطني , ولكن الخيبة لاحقتهم مرة أخرى , فلقد استطاع رحمه الله أن يخطف الأضواء من الجميع , وكان في حقيقة الأمر هو من يحاكمهم ويوصل صوته ورسائله إلى الأمة وإلى من يهمه الأمر من رجاله الشرفاء أبطال المقاومة الشريفة رجال القادسية وأم المعارك والحواسم , وكشف زيف الإدعاءات وأثبت أنه صدام حسين المعهود في الأسر كما في القصر , وأنه ضحى ومستعد أن يضحي بما هو أغلى من الولد من أجل الأمة بعراقها وفلسطين التي يعشقها من البحر الى النهر.. حتى جاءت لحظات عصيبة على الأمة العربية والإسلامية.. وكانت فاجعة عيد الأضحى في يوم الفداء والتكبير والوقوف بعرفات.. تقدم سيادته بثبات العظماء ورسوخ الجبال الراسيات ويقين الأولياء والصالحين إلى حبل المشنقة الأمريكي.. الحبل الذي كان مقاسه (39) قدما بعدد الصواريخ التي أطلقها رحمه الله على الكيان الصهيوني المسخ في فلسطين المغتصبة عام 1991م.. ووضع الحبل على عنقه والنور يشرق من وجهه الشريف , ورفض النقاب على وجهه الذي لبسته حثالة طائفية مقيتة فارسية الهوى.. تقدم سيادته مبتسما تاركا علامة استفهام على تلكم الإبتسامة.. وألقى الدرس الأخير للمرجلة (هيه هاي المرجلة) ونطق الشهادة مرتين وأسلم الروح.. لكنه لم يغادر السوح.
إذن حقها العرب تحزن عليه وتنوح | وقع خيالها والشمس مكسوفة
فهنيئا للشهيد المجيد في يوم للمسلمين أكبر عيد.. هنيئا لمن كتب تاريخه بنفسه إبتدأ ه بالنضال والقلم وختمه بالشهادة والدم