ترابي من بلاد الشناقيط..!!

هنا في المقابر تتساوى النهايات الدنيوية.. الطريق إلى قبر الرجل الذي شغل الدنيا يأخذ مساراً متعرجاً يشبه مسار الشيخ الترابي في رحلته في شعاب الفكر ودهاليز السياسة.. قبر عادي لا يحمل حتى لافتة تشير إلى الاسم ولا تاريخ الوفاة.. ربما كانت تلك مفاجأة لم يتوقعها الدكتور محمد مختار الشنقيطي الذي كان يصر على زيارة الضريح منذ لحظة وصوله مطار الخرطوم.. هنا سكب الشنقيطي دمعاً ثخيناً كأنه يلومنا على تفريطنا في رجل في مقام الشيح الحسن الترابي الذي خطفه الموت والقلم بين يديه .
اللافت في رحلة الدكتور محمد مختار الشنقيطي أن تتشابه مع رحلة شيخه حسن الترابي.. ولد الشاب الأربعيني في بيئة ريفية في شرق موريتانيا، كما ولد الترابي في بيئة مماثلة في الجزيرة بوسط السودان.. في عمر مبكّر حفظ الشنقيطي والترابي القرآن الكريم.. غادر الشنقيطي التعليم المدني وتتلمذ على يد فقهاء بارزين في الدين واللغة ولم يعد للتعليم النظامي إلا وهو على اعتاب الجامعة .. الترابي جمع بين التعليم المدني والديني مستفيداً من كون والده قاضياً شرعياً وعالماً في مجال اللغة.. لكن الشيخ الترابي كان يقفز على بعض المراحل الدراسية حتى انتهى به المطاف إلى كلية القانون بجامعة الخرطوم .
بعد أن أنهى الشيخان الدراسة الجامعية مضيا إلى جامعات الغرب.. الترابي تنقل بين لندن وباريس فيما الشنقيطي مضى مباشرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية لينال درجة الدكتوراه من إحدى الحامعات المرموقة.. اللافت أن كلاً من الرجلين يتحدث بطلاقة نحو ثلاث لغات.. وربما المزاوجة بين أكثر من ثقافة وإجادة أكثر من لغة كانت الشفرة التي تفسر مكمن نجاح الرجلين.
تشابه المسار بين الشنقيطي والترابي مكّن الأول من سبر غور الثاني..الشنقيطي أعاد بقلب المحب تقديم الشيخ الترابي ليس للأباعد والأعاجم إنما لعشيرته الأقربين من أهل السودان ..عبر امتلاكه ناصية اللغة وإلمامه بالفقه استطاع الشنقيطي أن يرد كل اجتهادات الترابي لأصولها في التراث الإسلامي.. فعل ذلك في إمامة المرأة وقتل المرتد وإلى حد كبير في جواز زواج المسلمة من كتابي.. فعل كل ذلك دون أن ينتقص من قدرات الشيخ الترابي في الابتكار والتجديد.. بل أوجد الرجل تبريراً لنزع الترابي لبعض الاجتهادات من جذورها السلفية بكون أن الشيخ أراد أن يرسي منهجاً جديداً لا يشترط فيه سقف السلف السابق لكل اجتهاد لاحق وتجديد مستحق .
في تقديري أن مختار الشنقيطي يرمز لمرحلة جديدة يمكن أن تسمى بالترابية .. سينصف العالم الإسلامي الترابي ولو بعد حين.. كما كان هنالك بن تيمية وحسن البنّا وسيد قطب ستكون الترابية مدرسة في الفكر والسياسة.. هذا الرجل كتب نحو ثلاثة كتب وبعض من المقالات عن الحركة الإسلامية في السودان دون أن يلتقي أياً من رموزها.. استطاع الشنقيطي أن يلفت النظر إلى فكر الترابي المتقدم ويجد تبريراً لبعض أخطائه السياسية.. الإقرار بسبق الترابي وأثره الباقي كان يحتاج إلى شهادة رجل فذ في مقام الشاب الشنقيطي ..كما أفلح المصري رجاء النقاش في تسليط الضوء على مهارة الطيب صالح الأدبية سينجح مختار الشنقيطي في إعادة الاعتبار لشيخ مجيد ومجدّد اختلف حوله السودانيون، ولكن حتماً سينصفه التاريخ حينما يتسامى الرواة عن الصغائر .
بصراحة.. مطلوب الآن من كل السودانيين إعادة قراءة الشيخ حسن الترابي بعيدًا عن حساسيات السياسة.. الترابي اجتهد في توطين أفكاره ورسم أفضل سيناريو للمشروع الحضاري.. لكن المخرج سامحه الله أعاد تفسير النص بشكل مغاير .

الصيحة

تعليق واحد

  1. الترابة في خشمك قول آمين، جابوا واحد من خارج السودان لانه يعرف الترابي على الورق ، أما نحن فنعرفه على الارض يا أخي ثم الرجل في حلقات الجزيرة ترك جثة ما مشروع حضاري في السهلة بلا كفن الى الآن نشم عفونتها فأسكت

  2. التحية —-رجاء النقاش لم يسلط الضوء على الاستاذ الطيب صالح بل لو لم يشتهر الطيب صالح في الغرب لما اهتم به الاعلام المصري.

  3. مع تقديرنا الكامل لحب و وله الاسلاميون بشيخهم الراحل، الا ان اجتهادات الرجل- مع الاحترام- لم تزيد التنظيم الاسلاموي و السودان كذلك الا خبالاً.
    يا عبد الباقي ماذا استفاد السودان من اجتهادات الترابي ؟ و ماذا كانت نتيجة تلك الاجتهادات ؟ الوضع الماسوي الذي نراه الان؟
    بصراحة انت محتاج مراجعات شاملة في التفكير يا الظافر

  4. يا عبد الباقي
    سيكتب التاريخ عن الترابي ما لا يخطر على بالك من الأوصاف السيئة
    أنصحك بقرآءة كتبا الأستاذ محمود محمد طه

    زعيم جبهة الميثاق فى ميزان: 1) الثقافة الغربية 2) الإسلام

    محمود محمد طه

    الطبعة الأولى – 1968

    وتجده في موثع الفكرة الجمهورية

  5. اهلنا البسطاء يا الما ظافر قالوا القلم ما بزيل بلم وهذه انطبقت عليك وعلي شيخك الهالك الذي ابتدع كل صنوف والوان العذاب للشعب السوداني تبا لكم ايها الوالغون في عذابات الشعوب

  6. نعيد قراءة الترابي في فن مبايعة الطغاة ام في فن الانقلابات العسكرية على النظم الديمقراطية؟ ام في انشاء بيوت الاشباح و تمكين الموالين؟

  7. سودانى و موريتانى – هرب انشتاين من المانيا و كانت النسبية و اتى مرتانى لم يستطيع محاربة العبودية حتى فى قريته ليبحث عن قبر صاحبه بحث عن الشهرة بالنسب

  8. بالله عليك يا سيد كوز تعلك دا كلو عشان تمجد الكوز الموريتانى دا ؟!
    انتوا كيزان البلد نحن سميناكم بأفعالكم ( علب )
    أها يعنى زولك دا بيبقى دلوكة و لا شنو ؟!
    بلا يخمك ويخم عشيرة الكيزان كلهم

  9. كنت أشتم في كلام هذا الرجل الكوزنة ونحن الذين عاصرنا معظم الجيل الحاكم اليوم .. فرائحة الكوزنة مميزة نفاذة كرائحة الظريبان ..

    رؤيتك أن السودانيين سوف ينصفون الترابي !! على كل حال – النوبة والدينكا والمثقفين الشمالية خصوصاً الإنتلجنسيا من أساتذة الجامعات الذين علقوا على خوازيق الطيارة قامت من تلامذتهم في بيوت الأشباح قد أنصفوا الترابي من زمان ..

  10. أهو نفسه الشنقيطي الذي قال “”الحركة الإسلامية السودانية ليست وحدها التي تستحق العتب على عدم تحقيق التطور السياسي السوداني،ولكن يتحمل ذلك أيضااولئك الضباط المغامرون من قادة الجيش السوداني”” أم هو من أوضح أن “”نجاح الحركة الإسلامية في الوصول إلى السلطة كان بداية الفشل الكبير والعريض في فقه الدولة”” ثم يختاره الظافر ليكون رمز “”للترابية”” .. الظافر أنت تعشق الهيلامانية في الكتابة ولكنك لن تكون مبدعا أبدا، وربما كان من المجدي لك أن تقتصر على كتابة تلك القصص القصيرة المراهقة التي – تتحفنا- وبالأحرى تفلقنا بها في بعض الأحيان.

  11. الظافر .. انت تحتفى كثير بالترابى .. ومبسوط من قصة دراسته فى الغرب هذه كانما لم يوجد سودانى درس فى الغرب غيره, فاراك تتحدث او تشير اليها كثيرأ فى كتاباتك , ياسيدى الصحفى .. شهادات او دراسة الترابى لا تفيد محمد احمد المواطن العادى فى شى ولا تهمه ولا تخصه ولا تزيد الترابى سنتميتر واحد فى نظره , ان مقياس نجاح من يتصدى لسياسة الناس هو ما يحققه على الارض من انجازات تمس حياة الناس فى صحتهم وتعليمهم ومعاشهم , اما كون الترابى يتحدث خمسة لغات او عشرة لعات هذا شى لن يكون ذا جدوى للمواطنين السودانيين .. ادلف بك الى موضوع افكار الترابى ومشروعه الحضارى هل بربك فى عالم اليوم هناك من يسعى الافكار او مشاريع نظرية خيالية ؟؟ هذا رقص خارج الحلبة , هذا داء اصيب به المسلمين العرب خصوصأ او حاملى الثقافة العربية الاسلامية التى هى فى مجملها كانت مجرد خيال ولا شواهد لها على ارض الواقع لم تكن طوال تاريخ الاسلام اى او دولة قامت على افكار اسلامية او منهج اسلامى , كل تاريخ الاسلام كان صراع سياسى محض على المال والسلطة ولم يكن الاسلام الا اداة لتحقيق غايات السلطة .
    ان ما قام به الترابى هو نفس ذلك المنهج ولكن لم يستطيع تحقيق غايات السلطة باستعمال الاسلام اداة كما كان يفعل السلف الصالح من حكام المسلمين الذى هو سار على منهجهم , لقد اصطدم الترابى بواقع اختلاف الزمان الذى كان عصيأ ان ينال كل ما كان يطمح له من سلطة فى ظل تطور وسائل التواصل وثورة الاتصالات وحرية تدفق المعلومات ووجود منظمات دولية وقوة عظمى عسكرية ودبلوماسية , حاول هو الاصطدام بها وزحزحتها عن طريقه فى بداية زحفه لتحقيق غاياته السلطوية مستعملا الدين كما كان يفعل الامويين والعباسيين ومن تلاهم من حكام العرب على مدى التاريخ لما يسمى بالدولة الاسلامية .. الترابى كان مشروعه هو ان يتسنم ذروة السلطة فى السودان وبذلك يكون قد حقق غاية طموحه كانسان كان يعتقد بانه الاجدر بذلك دون غيره وانه هو الاحق كونه ادرك ان الدين هو افضل وسيلة لاستغلال العوام ومن ثم تحقيق الغايات السلطوية , لقد حاول الرجل الاستفادة غاية الامكان من تدين السودانيين ذو الطابع البدوى الذى يمنع الشخص العادى من مجرد انتقاد مدعى التدين او الحديث عن الدين.
    لقد وقع الترابى وذلك من فرط قصر نظره فى اول فخ عندما ظن بان الذين حوله سيظلون متمسكين وخانعين لما يقوله كونه ممثل الدين وزعيمهم الذى لا يجرؤ احد على انتقاده او حتى مناقشته , ولكن كان الامر مختلف فقد ادركوا طموح الرجل وغاياته واسروه فى انفسهم كل على طريقته وعندما حانت الفرصة التى اتاحها لهم , وجاهر كل واحد منهم بما كان يسره ومضى كل واحد منهم مهرولأ نحو طموحه , ولسان حاله يقول نعم ان الدين هو افضل اداة للوصول للسلطة بل هى الاسرع ..
    الترابى خاض فى ميدان لا مكان للدرجات العلمية فوق الجامعية فيه ولكن لا باس فهناك من العوام والبسطاء من السودانيين من يبهرهم حاملى الدرجات العلمية انها تزيد الرصيد ايضأ,, فى نظرى ان رئيس وزراء الهند , ورئيس البرازيل ورئيس كوريا الجنوبية ورئيس الارجنتين اى من هؤلا هو افضل الف مرة من الترابى ولا مقارنة بينهم , لقد استطاع هؤلا ان يقدموا لبلدانهم وشعوبهم ما لم ولن يستطيع الترابى لو بقى 100 عام اخرى بمشاريعه وافكاره ان يقدم 1% من الذى قدمه هؤلا السياسيين الافذاذ لبلدانهم .. انها لعبة الدين انها اللعبة التى لن تنتهى فى عقول حاملى الثقافة العربية الاسلامية الا ان تقضى على وجودهم هم انفسهم
    الافكار والمشاريع الوهمية هذه التى يحتفى بها امثال كاتب المقال هذا اؤكد له انها لن تستطيع ان تقدم للمواطن البسيط العادى ( كيس رغيف).. ما نحمده ان هذا الرجل قد رحل بعيدأ بطموحاته الشخصية التى اوردت البلاد موارد الهلاك وما نعيشه اليوم هو تداعيات ذلك الطموح المقيت لرجل واهم ..

  12. الترابة في خشمك قول آمين، جابوا واحد من خارج السودان لانه يعرف الترابي على الورق ، أما نحن فنعرفه على الارض يا أخي ثم الرجل في حلقات الجزيرة ترك جثة ما مشروع حضاري في السهلة بلا كفن الى الآن نشم عفونتها فأسكت

  13. التحية —-رجاء النقاش لم يسلط الضوء على الاستاذ الطيب صالح بل لو لم يشتهر الطيب صالح في الغرب لما اهتم به الاعلام المصري.

  14. مع تقديرنا الكامل لحب و وله الاسلاميون بشيخهم الراحل، الا ان اجتهادات الرجل- مع الاحترام- لم تزيد التنظيم الاسلاموي و السودان كذلك الا خبالاً.
    يا عبد الباقي ماذا استفاد السودان من اجتهادات الترابي ؟ و ماذا كانت نتيجة تلك الاجتهادات ؟ الوضع الماسوي الذي نراه الان؟
    بصراحة انت محتاج مراجعات شاملة في التفكير يا الظافر

  15. يا عبد الباقي
    سيكتب التاريخ عن الترابي ما لا يخطر على بالك من الأوصاف السيئة
    أنصحك بقرآءة كتبا الأستاذ محمود محمد طه

    زعيم جبهة الميثاق فى ميزان: 1) الثقافة الغربية 2) الإسلام

    محمود محمد طه

    الطبعة الأولى – 1968

    وتجده في موثع الفكرة الجمهورية

  16. اهلنا البسطاء يا الما ظافر قالوا القلم ما بزيل بلم وهذه انطبقت عليك وعلي شيخك الهالك الذي ابتدع كل صنوف والوان العذاب للشعب السوداني تبا لكم ايها الوالغون في عذابات الشعوب

  17. نعيد قراءة الترابي في فن مبايعة الطغاة ام في فن الانقلابات العسكرية على النظم الديمقراطية؟ ام في انشاء بيوت الاشباح و تمكين الموالين؟

  18. سودانى و موريتانى – هرب انشتاين من المانيا و كانت النسبية و اتى مرتانى لم يستطيع محاربة العبودية حتى فى قريته ليبحث عن قبر صاحبه بحث عن الشهرة بالنسب

  19. بالله عليك يا سيد كوز تعلك دا كلو عشان تمجد الكوز الموريتانى دا ؟!
    انتوا كيزان البلد نحن سميناكم بأفعالكم ( علب )
    أها يعنى زولك دا بيبقى دلوكة و لا شنو ؟!
    بلا يخمك ويخم عشيرة الكيزان كلهم

  20. كنت أشتم في كلام هذا الرجل الكوزنة ونحن الذين عاصرنا معظم الجيل الحاكم اليوم .. فرائحة الكوزنة مميزة نفاذة كرائحة الظريبان ..

    رؤيتك أن السودانيين سوف ينصفون الترابي !! على كل حال – النوبة والدينكا والمثقفين الشمالية خصوصاً الإنتلجنسيا من أساتذة الجامعات الذين علقوا على خوازيق الطيارة قامت من تلامذتهم في بيوت الأشباح قد أنصفوا الترابي من زمان ..

  21. أهو نفسه الشنقيطي الذي قال “”الحركة الإسلامية السودانية ليست وحدها التي تستحق العتب على عدم تحقيق التطور السياسي السوداني،ولكن يتحمل ذلك أيضااولئك الضباط المغامرون من قادة الجيش السوداني”” أم هو من أوضح أن “”نجاح الحركة الإسلامية في الوصول إلى السلطة كان بداية الفشل الكبير والعريض في فقه الدولة”” ثم يختاره الظافر ليكون رمز “”للترابية”” .. الظافر أنت تعشق الهيلامانية في الكتابة ولكنك لن تكون مبدعا أبدا، وربما كان من المجدي لك أن تقتصر على كتابة تلك القصص القصيرة المراهقة التي – تتحفنا- وبالأحرى تفلقنا بها في بعض الأحيان.

  22. الظافر .. انت تحتفى كثير بالترابى .. ومبسوط من قصة دراسته فى الغرب هذه كانما لم يوجد سودانى درس فى الغرب غيره, فاراك تتحدث او تشير اليها كثيرأ فى كتاباتك , ياسيدى الصحفى .. شهادات او دراسة الترابى لا تفيد محمد احمد المواطن العادى فى شى ولا تهمه ولا تخصه ولا تزيد الترابى سنتميتر واحد فى نظره , ان مقياس نجاح من يتصدى لسياسة الناس هو ما يحققه على الارض من انجازات تمس حياة الناس فى صحتهم وتعليمهم ومعاشهم , اما كون الترابى يتحدث خمسة لغات او عشرة لعات هذا شى لن يكون ذا جدوى للمواطنين السودانيين .. ادلف بك الى موضوع افكار الترابى ومشروعه الحضارى هل بربك فى عالم اليوم هناك من يسعى الافكار او مشاريع نظرية خيالية ؟؟ هذا رقص خارج الحلبة , هذا داء اصيب به المسلمين العرب خصوصأ او حاملى الثقافة العربية الاسلامية التى هى فى مجملها كانت مجرد خيال ولا شواهد لها على ارض الواقع لم تكن طوال تاريخ الاسلام اى او دولة قامت على افكار اسلامية او منهج اسلامى , كل تاريخ الاسلام كان صراع سياسى محض على المال والسلطة ولم يكن الاسلام الا اداة لتحقيق غايات السلطة .
    ان ما قام به الترابى هو نفس ذلك المنهج ولكن لم يستطيع تحقيق غايات السلطة باستعمال الاسلام اداة كما كان يفعل السلف الصالح من حكام المسلمين الذى هو سار على منهجهم , لقد اصطدم الترابى بواقع اختلاف الزمان الذى كان عصيأ ان ينال كل ما كان يطمح له من سلطة فى ظل تطور وسائل التواصل وثورة الاتصالات وحرية تدفق المعلومات ووجود منظمات دولية وقوة عظمى عسكرية ودبلوماسية , حاول هو الاصطدام بها وزحزحتها عن طريقه فى بداية زحفه لتحقيق غاياته السلطوية مستعملا الدين كما كان يفعل الامويين والعباسيين ومن تلاهم من حكام العرب على مدى التاريخ لما يسمى بالدولة الاسلامية .. الترابى كان مشروعه هو ان يتسنم ذروة السلطة فى السودان وبذلك يكون قد حقق غاية طموحه كانسان كان يعتقد بانه الاجدر بذلك دون غيره وانه هو الاحق كونه ادرك ان الدين هو افضل وسيلة لاستغلال العوام ومن ثم تحقيق الغايات السلطوية , لقد حاول الرجل الاستفادة غاية الامكان من تدين السودانيين ذو الطابع البدوى الذى يمنع الشخص العادى من مجرد انتقاد مدعى التدين او الحديث عن الدين.
    لقد وقع الترابى وذلك من فرط قصر نظره فى اول فخ عندما ظن بان الذين حوله سيظلون متمسكين وخانعين لما يقوله كونه ممثل الدين وزعيمهم الذى لا يجرؤ احد على انتقاده او حتى مناقشته , ولكن كان الامر مختلف فقد ادركوا طموح الرجل وغاياته واسروه فى انفسهم كل على طريقته وعندما حانت الفرصة التى اتاحها لهم , وجاهر كل واحد منهم بما كان يسره ومضى كل واحد منهم مهرولأ نحو طموحه , ولسان حاله يقول نعم ان الدين هو افضل اداة للوصول للسلطة بل هى الاسرع ..
    الترابى خاض فى ميدان لا مكان للدرجات العلمية فوق الجامعية فيه ولكن لا باس فهناك من العوام والبسطاء من السودانيين من يبهرهم حاملى الدرجات العلمية انها تزيد الرصيد ايضأ,, فى نظرى ان رئيس وزراء الهند , ورئيس البرازيل ورئيس كوريا الجنوبية ورئيس الارجنتين اى من هؤلا هو افضل الف مرة من الترابى ولا مقارنة بينهم , لقد استطاع هؤلا ان يقدموا لبلدانهم وشعوبهم ما لم ولن يستطيع الترابى لو بقى 100 عام اخرى بمشاريعه وافكاره ان يقدم 1% من الذى قدمه هؤلا السياسيين الافذاذ لبلدانهم .. انها لعبة الدين انها اللعبة التى لن تنتهى فى عقول حاملى الثقافة العربية الاسلامية الا ان تقضى على وجودهم هم انفسهم
    الافكار والمشاريع الوهمية هذه التى يحتفى بها امثال كاتب المقال هذا اؤكد له انها لن تستطيع ان تقدم للمواطن البسيط العادى ( كيس رغيف).. ما نحمده ان هذا الرجل قد رحل بعيدأ بطموحاته الشخصية التى اوردت البلاد موارد الهلاك وما نعيشه اليوم هو تداعيات ذلك الطموح المقيت لرجل واهم ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..