بؤس الإلحاد!! تعقيب على كتاب محمد محمود “نبوة محمد”

تعقيب على كتاب محمد محمود ” نبوة محمد التاريخ والصناعة-مدخل لقراءة نقدية”
بؤس الإلحاد !! (1)

إ(ِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آَيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آَمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) صدق الله العظيم

مدخل :

لا شك أن د. محمد محمود، قد بذل جهداً كبيراً من البحث، والاطلاع على كتب التراث الإسلامي، ليكتب هذا الكتاب الذي وقع في 450 صفحة، وقام بنشره مركز الدراسات النقدية للاديان بلندن. ولكن يبدو أنه كان يقرأ من باب التوثيق واستخلاص ادلة قاطعة، لتؤكد الفكرة التي في ذهنه .. ولم يقرأ كباحث منفتح العقل، يتصور إنما يقرأه ربما كان صحيحاً، ولو خالف الفكرة المسبقة التي ينطلق منها. كما أن تلك الفكرة المسبقة، جعلته يقرأ ويختار النصوص بإنتقائية، تخدم ما إفترضه اساساً، وتستبعد النصوص أو الفهم، الذي يعارض ما أنتهى إليه بدافع من ذلك الإفتراض المسبق.

والفكرة المسبقة، اثبتها د. محمد محمود بوضوح حيث قال (وننطلق في كتابنا هذا في النظر لنبوة محمد وللنبوة عامة من إفتراض أولي مؤداه أن النبوة ظاهرة إنسانية صرفة وان الإله الذي تتحدث عنه النبوة لم يُحدث النبوة ويصنعها وإنما النبوة هي التي أحدثت إلهها وصنعته)(صفحة ح). وعبارة د محمد محمود هذه، إذا ازحنا عنها ما ظن الكاتب انه يستطيع ان يواريه، تعني أن افتراض الكاتب الذي انطلق منه، ليكتب كتابه هذا، هو ان الإله الذي تحدث عنه محمد صلى الله عليه وسلم، وقال انه أوحى إليه، لم يحدث محمد، ولكن محمد هو الذي أحدث هذا الإله، وصنعه بعد أن لم يكن موجوداً !! وهذا الإفتراض لا يقوم وحده، كما حاول الكاتب أن يوهم القارئ، لأنه يعتمد على افتراض آخر، وهو عدم وجود الإله أصلاً، ولهذا كل من يحدثنا عن الله، لابد أن يكون قد صنع هذه الرواية من خياله، لأنه ليس هناك إله حقيقة !! وهذا الإفتراض الاخير هو الإلحاد .. وهو منطلق د.محمد محمود في جل ما يكتب، سوى ان كتب من قريب أو من بعيد.

ولقد اطلعت على الكتاب، فلم ار أي اثبات لإفتراض ان النبوة هي التي صنعت إلهها، بناء على ادلة عقلية منطقية .. وإنما ظل افتراض يتابع القارئ، في جميع فصول الكتاب، دون دليل. وبناء على هذا الافتراض، الذي لم يحاول الكاتب اثابته، ظل يصف القرآن والحديث النبوي على أنهما خيال، فيقول ( ومصدرا الخيال النبوي هما في نفس الوقت مصدرا الإسلام الأوليان، أي القرآن والاحاديث. ونلاحظ ان الخيال النبوي حسب مصدريه من الممكن ان يقسم لنوعين من الخيال: خيال قرآني وخيال نبوي)(ص 87). ولقد سار بهذا الإفتراض، وكأنه حقيقة مثبتة، دون الرجوع الى نصوص القرآن، وفحصها، لايجاد الدليل فيها على أنها من خيال محمد أم لا. إن افتراض ان محمد صلى الله عليه وسلم، هو من خلق الإله، وهو من ألف القرآن، زعم كبير، ويحتاج الى نقاش عميق، لا إلى تصريحات سطحية، كالتي ملأ بها د. محمد محمود كتابه هذا.

إن الكاتب لا يرفض نبوة محمد ويقبل نبوءات اخرى، ولكنه يرفض النبوة من حيث هي، ويفترض ان الله لم يرسل أحد !! ولهذا فإن افتراضه لا يترك له مندوحة من مناقشة القضية الاساسية، وهي قضية الإلحاد، لو كان باحثاً جاداً وموضوعياً. هل الكون الذي نعيش فيه، وما فيه من مخلوقات، وكواكب، ومجرات، وما في نفس كل منا من مشاعر، وما في جسده من خلايا ، وتفاعل كل ذلك، بما انشأ الحياة، وطورها، تم بهذه الصورة من غير خالق؟! وهل نحن واثقون من انه ليس هناك خالق، ولذلك إذا سمعنا بأي رجل يقول انه أوحي إليه، يجب ان نفترض مسبقاً أن هذا محض خيال؟! وهل هناك فرصه لأن يكون الله موجوداً، ولكنه لم يرسل احد ولم يتصل بالبشر، وأن الإله الذي تحدث عنه الانبياء ليس هو الله وانما هو صناعتهم هم ؟! أم أننا إذا رفضنا الإله الإيجابي، الذي تحدث عنه الرسل، يمكن ان نقبل الإله السلبي، الذي خلق الكون لكنه لم يتدخل لهداية البشر؟!

لقد تجاوز المؤلف مناقشة قضية الإلحاد، كأساس يقوم عليه نقده للدين، من خلال نقد أكبر أنبيائه، واستعاض عن ذلك بالتركيز على وصف الروايات المختلفة، للمعجزات والخوارق، في الاحاديث النبوية والملائكة والشياطين في القرآن. وقبل ذلك ما ورد في التوراة، من تصوير للإله بأنه ينفعل مثل البشر، ويخطئ ويندم، ويتراجع، ويتخاطب معهم ويتحيز لهم .. وربط كل ذلك بالأساطير القديمة، والميثولوجيا، وقصص الجماعات الوثنية القديمة، فكتب ( ومن أقدم الادلة الحفرية على النشاط النبوي النصوص التي عُثر عليها في موقع مدينة ماري السومرية في شرق سوريا “تل الحريري” والتي ترجع للقرن الثامن عشر ق.م …. وكمثال على النبوة في ماري نأخذ ما يرد في احد النصوص عندما يخاطب داغان إله الزراعة والخصوبة عن الساميين الغربيين، الملك “زمري لم” عبر أحد انبيائه وذلك في أوج الصراع بين ملك ماري وحمورابي ملك بابل. وبلهجة لا تخلو من الشبه بلهجة الرب في التوراة يهدد الإله داغان حمورابي وحلفاءه ويعد “زمري لم” بالانتصار على أعدائه وحيازته على ممتلكاتهم)(ص 1-2). و د. محمد محمود يهدف من كل ذلك، لأن يسوق القارئ ليرى أن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، لا تختلف عن النبوءات قبله، والتي هي ايضاً لا تختلف عن النبوءات الوثنية، المليئة بالاساطير، التي لا يقبلها العقل العلمي الحديث. وبناء على ذلك، يصل القارئ معه، الى ما قرره سلفاً، من أن النبوة صنعها خيال النبي، وهذا الخيال هو الذي خلق فكرة الإله، التي لا يقبلها الإلحاد، الذي يقوم على العلم الحديث. هذه المحاولة التي تدور حول الموضوع، كل هذا الدوران، دون ان تواجهه بصورة مباشرة، واضحة، محاولة ضعيفة تفتقر الى المنطق التحليلي العميق، لاستقراء تاريخ الدين وتطور مفاهيمه، حسب تطور العقل البشري، باعتباره المتلقي الاساسي لهذه المفاهيم الدينية. ثم انها لن تحقق هدف الكاتب، لأن القارئ قد يقبل الروايات ولا يقبل فهم الكاتب لها. وقد يشكك في مصداقيتها جميعاً، بما في ذلك ما ورد في التوراة، لكن يقبل ما جاء في القرآن، وقد يوافق عليها، ولكن يرى مرحليتها، وتجاوز الدين في الوقت الحاضر، للمفاهيم الماضية، فلا يخرج بعد قراءة كل هذه الرويات بالنتيجة الضخمة التي يريدها الكاتب.

لقد إعتمد د. محمد محمود كثيراً على كتاب ” المغازي” لأبي عبد الله بن محمد المتوفي سنة 230 هجرية، لأنه يركز على وصف الحروب والغزوات، ونقل منه، ومن غيره الكثير من فظائع الحروب والقتل في الغزوات، التي شارك فيها الاصحاب، بإشراف النبي صلى الله عليه وسلم وتوجيهه. وهو يريد للقارئ، ان يخرج بنتيجة مفادها، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قائداً محارباً، مارس قيادة الجيوش، التي سفكت الدماء بلا رحمة وبعنف . والكاتب يعتمد على حس القارئ المعاصر، في محبة السلام وكراهية العنف، ليصور له أن مثل هذا العنف، لا يمكن ان يكون قد أمر به الإله الرحيم الحكيم .. ولما كانت هذه الروايات ثابتة، ومقبولة عند المسلمين، ومن قام بها من الاصحاب يعتبرون أفضل المسلمين، على مر العصور، فلم يبق إلا ان هذه الصورة المتناقضة ?وجود إله رحيم ثم يرسل رسولاً دموياً ?لايمكن ان تكون صحيحة ، والخلاصة هي أن الإله خلقه الرجل، الذي إدعى النبوة، ليبرر كل ما يفعله في سبيل تحقيق زعامته وانتصاره.

وكما يستبطن د. محمد محمود فكرة ان النبوة هي التي صنعت الإله، يستبطن فكرة اخرى، هي ان الفهم السلفي التقليدي للإسلام هو الفهم الوحيد الصحيح !! ولذلك اعتمد المؤلف عليه ليقيم حجته في رفض الدين، وحتى يخلص لذلك، إستبعد تماماً الفهم الذي يختلف مع الفهم السلفي التقليدي، ويميز بين الشريعة وجوهر الدين.. ويعتبر الشريعة مناسبة، وصالحة للقرن السابع الميلادي، والقرون التي تلته مماهي مثله.. ولكنها في بعض صورها لا تصلح اليوم، وإنما يصلح أصل الدين، ومن هنا فإن الجهاد وما جرى فيه من فظائع، لا يمثل أصل الإسلام، ويمكن تجاوزه. وهذا الفهم -الذي سافصله في موضعه- معروف للكاتب، ولكنه استبعده، وهو يظن ان من السهولة القضاء على الفهم السلفي، بعد توكيد انه هو الفهم الوحيد الصحيح للإسلام، ليتم بذلك القضاء على الإسلام من حيث هو.

لماذا لم يحدد د. محمد محمود فكرته الاساسية كمرجعية، يقيس عليها اختلافه أو اتفاقه مع الدين، ثم ينظر بعد ذلك في نبوة محمد ومن الذي صنعها ؟! نعم !! هناك كلفة عالية للتصريح بالإلحاد في المجتمعات العقائدية المتزمتة، ومن الخير للكاتب الا يثير العوام ضده، وينفر الناس عنه، والافضل ان يخفي موضوعه، ويمارس نقده بمستوى كبير من التخفي والتلميح. لابد ان يكون الكاتب قد حدث نفسه بمثل هذا الحديث، حتى يخرج كتابه بهذه الصورة. ولئن كان هذا الموقف يعد ذكاء في ميزان البراجماتية والشطارة، فإنه لا قيمة له في ميزان الأمانة الفكرية والصدق.

يقع كتاب د. محمد محمود في ثلاثة عشر فصلاً، سأحاول في التعقيب عليها، ان أجمع الفصول المتشابهة . ولابد أن اوضح أن المرجعية التي اعتمد عليها، في هذا النقد، هي الفهم المتقدم للإسلام الذي طرحه الاستاذ محمود محمد طه فيما عرف بالفكرة الجمهورية.

وإني إذ استقبل هذا العمل، ارجو الله ان يوفقني فيه، ويوطئ له اكناف القبول، ممن يقرأه، وفي طليعتهم د. محمد محمود نفسه، كما أرجو من النبي صلى الله عليه وسلم، أن يمدني بمدد من عنده، يعينني على إجلاء ما خفي من أمره، مما يحتاج إليه المسلمون وغيرهم، ليردهم عن هذا التيه، ويظهر لهم أن الإنسانية جمعاء، ليس لها غير محمد المعصوم، ليقودها الى مشارق الانوار.

هذا وعلى الله قصد السبيل

د. عمر القراي
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يقول المولى فى محكم تنزيله
    بسم الله الرحمن الرحيم (ما كان محمداً أبا أحدٍ من رجالكم و لكن رسول الله و خاتم النبين)
    صدق الله العظيم

  2. بالرغم من أنها نقطة ليست اساسية في النقاش لكنني اود توضيحها

    محمد احمد محمود قبل أن يكون الملحد الذي يصرح بالحاده كان جمهوريا

    كان لصيقا بمحاضرات الأستاذ يوم كان دارهم بالموردة

    وحتى في رده الأخير على الأستاذ حيدر كان يستشهد بالاستاذ محمود

    من هنا فالجملة التالية غير دقيقة يا استاذ القراي :

    “وكما يستبطن د. محمد محمود فكرة ان النبوة هي التي صنعت الإله، يستبطن فكرة اخرى، هي ان الفهم السلفي التقليدي للإسلام هو الفهم الوحيد الصحيح !! ولذلك اعتمد المؤلف عليه ليقيم حجته في رفض الدين، وحتى يخلص لذلك، إستبعد تماماً الفهم الذي يختلف مع الفهم السلفي التقليدي، ويميز بين الشريعة وجوهر الدين..”

    عموما نمني انفسنا بنقاش محترم وبعيد عن العنف اللفظي لأننا نعتبر من

    يعتمد العنف اللفظي في مثل هكذا نقاشات فهو يريد التغطية على عجزه.

  3. 1.نحن من تلاميذ وأصدقاء محمد محمود ونشهد بأنه قارئ نهم (كان ينام في مكتبه في جامعة الخرطوم) وأن حبه للفلسفة عميق وقديم قاده من وقت مبكر لعلم (الأديان) وتاريخ الأديان, وبأنه باحث مميز وأكاديمي رفيع شديد الالتزام بالصرامة العلمية والمنهجية .. وهذه كانت من أعظم مزاياه– بصرف النظر عن رأيه الجذري في (الدين) وتساؤلاته الكبيرة عنه !!!

    2.محمد محمود كان جمهوريا ?ربما قبل القراي- وكان من تلاميذ الأستاذ وقد كتب دراسات ناقدة للفكر الجمهورية (أشهرها كتبه Quest for Divinity: critical Examination of the Thought of Mahmoud Mohamed Taha ) بعد أن تركها منذ قبل إعدام الأستاذ !!

    3.أنا أريد أعلق فقط على الفروقات المنهجية بين محمد محمود والقراي :

    + رؤية القراي تنطلق من منهج الثيولوجي Theology أو اللاهوت ( وان كان بمسحة جمهورية ما) والثيولوجي يدرس الظواهر الدينية من الداخل ومن منطلق غالبا-إيماني- وهو علم يبحث في طبيعة الإله و وطبيعة الدين ولكن من هذه الزاوية الإيمانية والرؤية الداخلية للظاهرة موضوع الدرس !!

    + رؤية محمد محمود في المقابل هي رؤية الدراسات الدينية الحديثة أو علم الأديان المقارن Religious studiers/ Comparative Religious Studies.. وهي رؤية تخضع الأديان والإيمانيات المختلفة للدراسة العلمية برؤية تراها من الخارج وليس من الداخل .. وغالباً الباحث هنا لا ينطلق من زاوية تأكيد رؤية إيمانية وإنما يرى الظواهر الدينية والسلوك الديني والاعتقادات الدينية كمادة خاضعة للدرس والتحليل العلمي العقلاني !! (هذا لا يعني أن كل من يدرس علم الأديان ينبغي أن يكون ملحداً ودراسة علم الأديان تساعد كثيرا في تفتيح العقل المسلم حتى لرجال وعلماء الدين ويا حبذا لو أدخلت في مناهج جامعاتنا ومدارسنا) ومحمد محمود منهجه يقوم على هذه الرؤية وهو أستاذ لعلم الأديان المقارن في بعض الجامعات الأمريكية والبريطانية (جامعة تفتز الأمريكية) !!

    + وجود فرضيات Hypotheses مسبقة شيء طبيعي في البحث العلمي سواء في الدراسات الطبيعية أو الإنسانية والباحث لا يؤاخذ على وجود الفرضيات ولكن يحاسب على عدم اختبار هذه الفرضيات من حيث الإثبات أو النفي وتفسير ذلك في الحالتين من خلال مادة البحث نفسه .!!

  4. تعالى :” أخلقوا ن غير شئ ام هم الخالقون”

    اقتباس :(ويميز بين الشريعة وجوهر الدين.. ويعتبر الشريعة مناسبة، وصالحة للقرن السابع الميلادي، والقرون التي تلته مماهي مثله.. ولكنها في بعض صورها لا تصلح اليوم، وإنما يصلح أصل الدين، )

    تعليق : الايمان لا يعني فقط الاقرار بوجود الله سبحانه و تعالى فابليس يقر بذلك و هو عدو لله و انما يعني الايمان الرضا بكل ما انزل الله قال تعالى:
    “أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ”
    و القول بان الشريعةفي بعض صورها لا تصلح اليوم، هو بداية طريق الالحاد حيث نهاية هذا الطريق هي القول (ن النبوة من صناعة انسان القرن السابع- و العياذ بالله-)

  5. السلام عليكم د. عمر
    اقترح عليك أن تقوم باستعراض الكتابلا في حلقات ثم بعد ذلك تقوم بالرد عليه حتى نتمكن من المشاركة في النقاش بعلم ، لأننا لم نستطيع الحصول على الكتاب

  6. كما أرجو من النبي صلى الله عليه وسلم، أن يمدني بمدد من عنده، يعينني على إجلاء ما خفي من أمره .

    أطلب المدد من الله سبحانه وتعالى . نقدك قيّم لكنك أفسدته بمثل هذا القول المقتبس .

  7. من الأكاذيب الكثيرة في دنيا الأفكار , والتي رفع سيفها من قبل في وجه التفكير الماركسي , أكذوبة أن الفكرة الذهنية أو ( الإفتراض ) لا يبحث له عن دليل يدل عليه إلا في ثنايا التفكير المجرد بوصفه فلسفة ( هيغلية ) لا يمكن أن تكون راسخة الأقدام في طين المادة , حتى ولو كانت الفكرة ( الإفتراض) هي نفسها فكرة تاريخية أو ( دينية ) لا سيما وأن الدين هو نفسه ( تاريخ ) من حيث النشوء والتفسير , والمعلوم لكثير من الباحثين أن التاريخ لا يقدح في الفكرة أو ( الإفتراض ) إلا إذا كان الدليل المستقى من التاريخ ونصوصه معتسفا أو مقتطعا من سياقه أو يعتمد على حقائق مغلوطة لا يقرها التاريخ نفسه بأدوات بحثه المعروفة , فإن وجدت الأدلة ا لقاطعة , والحقائق التاريخية المؤكدة فما العيب في الإفتراض وهو أداة من أدوت المعرفة ويمكن بسهولة تغييره مع ظهور المستجدات الفكرية والحقائق الدامغة ؟ إن ما يجعل الإفتراض إفتراضا حقيقيا وعلميا هو تناسب الحقائق معه وذوبانه في أبنيتها كجزء من الحقيقة .
    الدليل القاطع التاريخي هو الذي يجعل من الفكرة ( في الذهن ) فكرة في الواقع ومادة للمنطق والدراسة , وكل الأفكار التي نعتقد أنها ذهنية ( افتراضية ) هي في الحقيقة أفكار غير منبتة من حقائق التاريخ والنصوص بل هي أفكار منشؤها القراءة وأصلها مواد مكتوبة ونصوص محددة وكثير من الأفكار الذهنية تنشأ أصلا من النص .
    العقل لا يكون منفتحا بدون إفتراضات قادرة على التلون , فهي مفاتيحه , وهي مقص التشذيب ,لكل ما يلحق بالنصوص من أكاذيب وحشو , والحكمة هي في معرفة أي من الإفتراضات يمكن أن يوصلنا للحقيقة أو أي من الأسئلة يمكن أن يفتح أبوابا كثيرة من الأجوبة .
    التاريخ بلا أفكار ( مسبقة) عبث وعمى وكتاب لا ينير , وكل تاريخ العلوم والمعارف حركته الإفكار ( والإفتراضات ) المسبقة وما دون ذلك تم إكتشافه ومعرفته بالصدفة المحضة , بل إن أخص ما يطلب في العلوم والرسائل الدراسية هو الإفتراض المسبق من قبيل دراسة ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عالما وليس أميا ) أو دراسة ( أن الكون نشأ بعد خمس دقائق من الإنفجار العظيم ) ومادام أننا نأتي بالأدلة المعترف بها علميا وتاريخيا فما عيب الإفتراض إذن الذي يصدقه ويكذبه المنطق والحقائق على إختلاف مشاربها ؟ فكل العلوم البحثية ومنها علوم الجريمة عبارة عن إفتراضات مسبقة.

  8. سلام الأخ الدكتور عمر القراي…
    من الاطلاع على الكتابات التي تناولت كتاب الدكتور محمد محمود ( نبوة محمد : التاريخ والصناعة …) تبدو لي أنك قفزت من موضوع السجال ( كتاب نبوة محمد ) إلى معتقدات صاحب الكتاب, وحكمت بإلحاده بالله بمعنى إنكاره وجود الله ( بالضرورة المنطقية التي رأيتها من مستلزمات نقد النبوة ) مع علمك أن هذه النتيجة التي توصلت إليها باجتهادك لم يصرح بها الدكتور محمد محمود في الكتاب على حد فهمي لقولك . وبغض النظر عن صحة النتيجة التي توصلت إليها بخصوص ( إلحاد ) صاحب الكتاب ـ أرى هذا الصنيع يضعف من تناولك نقد الكتاب , لأنه يصارع ماورائيات المؤلف ويترك الدراسة موضوع الحوار والنقاش , والتي أرجو من المتحاورين أو الذين اطلعوا على الكتاب فلفلتها وتبيان ما فيها من غثاء أو شيء ينفع الناس .
    مع الشكر
    الأخ د. قيس محمود سلام..
    هنا بدأ صديقنا الأستاذ مختار احمد التعقيب ومحاولة تلخيص الكتاب ونأمل منه والدكتور القراي إكمال المعروف فنحن أيضا في مكان ووضع لا يسمح بتداول الكتاب ….

    http://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-32825.htm

    http://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-34473.htm

    كما توجد كتابات الدكتور حيدر إبراهيم الخاصة بما دار بين الكتاب والأستاذ خالد موسى هنا:
    http://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-34136.htm

    http://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-34286.htm

    http://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-34452.htm

    ودا مقالات الأستاذ خالد موسى التي يرد في على الكتاب هنا:
    http://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-32472.htm

    http://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-32680.htm

    وتعقيب د. محمد محمود على الاستاذ خالد موسى هنا:
    http://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-32533.htm

    ويوجد أيضا تعقيب الدكتور محمد محمود على الدكتور حيدر إبراهيم الذي لم يكتمل وسوف تنشر غدا الجمعة الحلقة الثالثة منه في الراكوبة أيضا …
    اها قصرنا معاك ( وجه باسم )

  9. من المؤسف أن الكثير من المعلقين يعتنقون حقاً فكرة الإلحاد و فهم هذا لا يحتاج إلى كثير ذكاء

  10. هل يستطيع احمد محمد محمود ان يتطاول على الدين النصراني والدين اليهودي؟! هل تعتبر جريمة اذا أنكرت الرسالة والألوهية لسيدنا عيسي عليه وعلى نبينا محمد افضل الصلاة والسلام في المجتمع الغربي …اوروبا وأمريكا ….مجرد سؤال .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..