عثمان ميرغني: مقام الحزبية ومقام القومية في تشييع فاطمة

عثمان ميرغني: مقام الحزبية ومقام القومية في تشييع فاطمة

استمعت في س 24 إلى جدل بين عثمان ميرغني، رئيس تحرير جريدة التيار، ويوسف حسين من مركز الحزب الشيوعي حول كلمة لعثمان استنكر فيها أن يمر تشييع المرحومة فاطمة أحمد إبراهيم بمركز الحزب الشيوعي قبل بيتها بالعباسية أم درمان ثم إلى البكري. وقال إن وقفة التشييع عند مركز الحزب من “شح الذات الحزبية”. بمعنى أن الحزب حوّل مناسبة قومية استقطبت أفئدة سائر الأمة إلى مناسبة حزبية ضيقة. بكلمة: إن الشيوعيين ضيقوا واسعاً. وكان عليهم أن يسموا فوق النعرة الحزبية التي كانت ستجير المناسبة للرصيد السياسي للحزب، لا لإظهار الحزن المستحق.

ولا أعتقد أن يوسف استعد لعثمان. فحجته للأسف كانت واهية لم تصمد لمطاعن المحاور. فقال إنهم اتبعوا في رسم خارطة التشييع عادة سودانية في خروج الجثمان من بيت الفقيد. ولم يوفق في بيان كيف كانت دار الحزب بيتاً للفقيدة. وأضعف حجته أنه تحلل منها ذاتها مراراً بقوله: “نحنا اتبعنا العادة ولكن لا نصر عليها”. ولا أعرف معنى أن تتبع عادة (أعتقد أنها حسنة) ولا تصر عليها.

لم أكتب هذه الكلمة لبيان فساد حجة يوسف بل للطعن في التناقض الذي صنعه عثمان بين “الحزبي” و”القومي”. وقبل ذلك أرغب في سؤال عثمان عن دلائله في قوله أنه لو سئلت فاطمة لما اختارت أن يمر نعشها بدار الحزب الشيوعي. وهذا حدس مفرغ حتى يأتي عثمان ببينة. ووجدته زكى أن يمر موكب تشييع المرحومة بجامعة الخرطوم دون دار الحزب الشيوعي لأنها من فتحت للنساء أبواب التعليم. وكأنها لم تفتح للنساء باب الانضمام للحزب الشيوعي. وهو باب أخطر في معناه من باب التعليم لما يكتنفه من تعليم بلا ضفاف.

وليست هذه مرة عثمان الأولى التي لا يرى استحقاق الحزب الشيوعي للعضو فيه الذي حباه الله بالقبول الحسن الكبير عند الناس. ولو فعلها هذه المرة مع عضو راحل من الشيوعيين فقد فعلها في التسعينات أو نحوها مع عضو ما يزال آنذاك في هذه الفانية. فدعا يوماً إلى ما سماه تأميم الشاعر محجوب شريف لأنه أكبر من ماعون الحزب الشيوعي. فكأنه يطلب من الحزب أن يبصم متنازلاً عنه لأنه بلغ مقام القومية. وعليه فللحزب من أعضائه من قصروا دون القومية يفرح بهم وتغشي نعوشهم مركزه العام. أما من بلغ المقام القومي فكله حرام على الحزب. إن نقيضة الحزبي والقومي زائفة. وظالمة. فالحزب هو الذي فتح لفاطمة وغيرها منذ الخمسينات هذا الممشى لأفئدة الناس بمصابرة، وتربية، تحت الأرض وفوقها، ومن فراكشن لفراكشن، ومن مقال في “الشيوعي” عن حركة النساء إلى مقال في “صوت المرأة” عن عمل النساء، ومن “الحامداب لحلفايا” كما قال أخوها صلاح. ولهم في خدمة الشعب عرق.

لي مآخذ صرحت بها من قبل حول تظاهرات التشييع الشيوعية. ولربما اتفقت مع عثمان بلا وجوب التوقف عند محطة مركز الحزب الشيوعي. ولكن ليس للتباغض بين الحزبي والقومي. فالحزب الذي لا يصنع رجالاً للشعب ونساء يبكيهم بالدموع الحرار حزب من الدرك الأسفل.

عبد الله علي إبراهيم
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اقتباس[….بمعنى أن الحزب حوّل مناسبة قومية استقطبت أفئدة سائر الأمة إلى مناسبة حزبية ضيقة. بكلمة: إن الشيوعيين ضيقوا واسعاً. وكان عليهم أن يسموا فوق النعرة الحزبية التي كانت ستجير المناسبة للرصيد السياسي للحزب، لا لإظهار الحزن المستحق]

    كلامه صح وعين العقل لو بتفهموا..

    اقتباس[…كيف كانت دار الحزب بيتاً للفقيدة]

    كيف يعني كانت بتعوس وتفرك في دار الحزب..

  2. مقال موفق محترم.. هذا دور الحزب للامة.. الشيوعي حزب الافكار والمواقف والمبادئ والمربي والمثقف لمنتسبيه وللشعب
    علم الكثيرين معنى النضال وحتى حب الوطن والانحاز للمسحوقين

  3. ” إن نقيضة الحزبي والقومي زائفة. وظالمة. فالحزب هو الذي فتح لفاطمة وغيرها منذ الخمسينات هذا الممشى لأفئدة الناس بمصابرة، وتربية، تحت الأرض وفوقها، ومن فراكشن لفراكشن، ومن مقال في “الشيوعي” عن حركة النساء إلى مقال في “صوت المرأة” عن عمل النساء، ومن “الحامداب لحلفايا” كما قال أخوها صلاح. ولهم في خدمة الشعب عرق.”

    كلام مليان!

  4. عثمان صاحب اكروبات او ايروبات تعبيرية وشعاره الذي لايفلح لكل مقام هو (خالف تذكر)! قومية فاطمة لا تحدد بالاماكن التي يسير فيها نعشها اولا بل هي فوق الاماكن فقد دخلت الي المؤتمر الوطني عضوا وخرجت منه مرفوعة الراس دون ان تؤخذ عليها اي شبهة ودخلت السجون فاطمة وخرجت فاطمة لايستطيع اي فرد في السودان رميها بحجر عيبة قوميتهامثل النيل وعلم السودان وارضه لا يتجادل في دلك اثنان .. اما تاميم محجوب شريف فهو امر مضحك ! لم يفعلوا ذلك مع بابلو نيرودا ويرجي فولكر الشيوعيان ولا حتي مع الضخم عزرا باوند الذي اعتنق الفاشستية سياسيا ومات علي دين الفاشستية !!

  5. اقتباس[….بمعنى أن الحزب حوّل مناسبة قومية استقطبت أفئدة سائر الأمة إلى مناسبة حزبية ضيقة. بكلمة: إن الشيوعيين ضيقوا واسعاً. وكان عليهم أن يسموا فوق النعرة الحزبية التي كانت ستجير المناسبة للرصيد السياسي للحزب، لا لإظهار الحزن المستحق]

    كلامه صح وعين العقل لو بتفهموا..

    اقتباس[…كيف كانت دار الحزب بيتاً للفقيدة]

    كيف يعني كانت بتعوس وتفرك في دار الحزب..

  6. مقال موفق محترم.. هذا دور الحزب للامة.. الشيوعي حزب الافكار والمواقف والمبادئ والمربي والمثقف لمنتسبيه وللشعب
    علم الكثيرين معنى النضال وحتى حب الوطن والانحاز للمسحوقين

  7. ” إن نقيضة الحزبي والقومي زائفة. وظالمة. فالحزب هو الذي فتح لفاطمة وغيرها منذ الخمسينات هذا الممشى لأفئدة الناس بمصابرة، وتربية، تحت الأرض وفوقها، ومن فراكشن لفراكشن، ومن مقال في “الشيوعي” عن حركة النساء إلى مقال في “صوت المرأة” عن عمل النساء، ومن “الحامداب لحلفايا” كما قال أخوها صلاح. ولهم في خدمة الشعب عرق.”

    كلام مليان!

  8. عثمان صاحب اكروبات او ايروبات تعبيرية وشعاره الذي لايفلح لكل مقام هو (خالف تذكر)! قومية فاطمة لا تحدد بالاماكن التي يسير فيها نعشها اولا بل هي فوق الاماكن فقد دخلت الي المؤتمر الوطني عضوا وخرجت منه مرفوعة الراس دون ان تؤخذ عليها اي شبهة ودخلت السجون فاطمة وخرجت فاطمة لايستطيع اي فرد في السودان رميها بحجر عيبة قوميتهامثل النيل وعلم السودان وارضه لا يتجادل في دلك اثنان .. اما تاميم محجوب شريف فهو امر مضحك ! لم يفعلوا ذلك مع بابلو نيرودا ويرجي فولكر الشيوعيان ولا حتي مع الضخم عزرا باوند الذي اعتنق الفاشستية سياسيا ومات علي دين الفاشستية !!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..