سحر المكان

صدر عن دار مدارات للطباعة و النشر و التوزيع بالخرطوم، في يناير الماضي 2018م، باكورة إنتاجي المعنون بعنوان “سحر المكان” و الذي وثقت، من خلاله ، لأسفار و رحلات وزيارات قمت بها لبعض المناطق والمدن بكلٍ من السودان والمملكة العربيَّة السعوديَّة ومصر ومملكة البحرين، إستمتعت خلالها بجمال الطبيعة وسحر المكان وروعته الملهمة. كما تضمن الكتاب أيضاً تسليط الضوء على جماليات العاصمة المثلثة «الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري»، فضلاً عن جماليات مدينة أبها بجنوب المملكة العربيَّة السعوديَّة، تلك المدينة الساحرة، التي عشت فيها نحو ثمانية وعشرين عاماً.
وقد غطت هذه الرحلات فترات زمانيَّة مختلفة تراوحت بين فترة حياتي الطلابيَّة بالمرحلة الثانويَّة مروراً بالمرحلة الجامعيَّة ثم فترة حياتي العمليَّة.
ومما تجدر الإشارة إليه أنَّ بعض المقالات بهذا الكتاب قد نُشرت بصحيفة الخرطوم سابقاً مثل (سحر المكان بكردفان)، و(الذكرى الخالدة) بالإضافة إلى (صرح الجمال الخرافي)، في حين أنَّ بعضها الآخر لم يسبق له أن رأى النور.
و في رأيي أن هذه المقالات تتمحور، برغم تباينها من حيث الموضوعات و كذا إختلاف مشاربها، حول محور واحد، يتمثل في فوائد السفر المعروفة و التي قال عنها الإمام الشافعي عليه الرحمة:
تغرَّبْ عن الأوطان في طلب العلى وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تَفَرُّج همٍّ، واكتساب مــعيشة وعلم، وآداب، وصحبة ماجد
فإن قـيل في الأسفار ذُلٌ ومحنـة وقطع الفيافي وارتكاب الشدائد
فـموت الـفتى خير له من قيامه بدار هوان بين واشٍ وحـاسد
هذا بجانب ما تعمل عليه هذه المقالات، حسبما هدفت، من إمتاع للنفس بالجمال في صورته المجردة… جمال المكان بكل أبعاده و فضاءاته و إيحاءاته.
وأود،هنا، أن أؤكد على حقيقة فحواها أنَّ طبيعة المقالات اقتضت أن يتم وصف الطبيعة والمكان فضلاً عن تناول الأحداث بصورة عامَّة مجردة من كثير جداً من التفاصيل التي تحتشد بها جماليات وواقع الأمكنة والمدن والمناطق. لذا فلتعذرني،عزيزي القارئ، على أي قصور في هذا الصدد.
و لا يفوتني أن أتقدم، من خلال هذه الكلمة، بجزيل شكري و عظيم إمتناني للبروف عوض إبراهيم عوض على كريم تفضله بكتابة مقدمة بارعة للكتاب، تحدث عن روعتها و سحر بيانها، و لسعادة السفير حسن إبراهيم جاد كريم على الملاحظات اللماحة فضلا عن الحقائق التاريخية التي زودني بها، و المتعلقة بتواجد بعض الجيوب الحمرية، أي الجماعات المنتمية لقبيلة حمر، في مدينة القضارف و بعض مناطق الجزيرة، و للدكتور بشرى الفاضل الذي تفضل، مشكوراً، بالإطلاع على مادة هذا الكتاب و شجعنى على نشره و للأستاذ/ فضل الله أحمد دريبات على ملاحظاته القيمة و للأستاذ المصحح جابر إسماعيل مصطفى الذي تفضل أيضاً بقراءة الكتاب و القيام بإجراء بعض التصحيحات اللغوية كما يمتد شكري و تقديري لأخي الأستاذ/ إبراهيم شيخ الدين الناير الذي قدم لي خدمة معتبرة أعانتني على إكمال إعداد الكتاب.
و ختاماً أود الإشارة إلى أن غاية ما أرمى إليه، من هذا الجهد المتواضع، هو أن يوفقني الله في أن تحوز هذه السياحة «الجمالية» رضا القارئ الكريم، ويجد فيها كل ما يدر النشوة في دواخله. وليعذرني على أي زلل من الممكن أن يكون قد تضمنه الكتاب. فالقصور، بطبيعة الحال، هو سمة من سمات البشر.
[email][email protected][/email]