المكتبات الرئاسية: ستون (قلة) تمنعها!ا

اوراق متناثرة
المكتبات الرئاسية: ستون (قلة) تمنعها!!
غادة عبد العزيز خالد
إستمعت في خلال الفترة السابقة لبرنامج إذاعي يحكي عن رحلات ميدانية لمكتبات رئاسية يقوم بها اطفال بعض المدارس الأمريكية. والمكتبات الرئاسية، كما يوحي إسمها، ينشؤها كل رئيس عقب نهاية فترة حكمه. وتوجد في ارفف المكتبة معظم المعلومات التي تخص فترة الرئيس والتي توثق بمصداقية فترة حكمه. قص البرنامج تجربة الاطفال بمكتبة الرئيس الراحل (ريغان). فلا يكتفي الاطفال بالتجوال في طرقات المكتبة وتصفح الكتب او صفحات الانترنت، بل ويقومون بتمثيل قرار إتخذه الرئيس فعلا. فعلى سبيل المثال، كانت الولايات المتحدة في عصر ريغان قد قامت بغزو (غرناطة) التي تعرضت لإنقلاب عسكري، وخوفا على مصالحها قامت امريكا بمساندة الثوار للتخلص من النخبة الجديدة قبيل ان تفسد عليها ما قد يجلبه الدهر. ويحكي التاريخ بانه قبيل ساعات قليلة من بدء العمليات العسكرية، تسربت الأخبار لوكالات الإعلام الأمريكية التي قامت بنشر الخبر. ووجد الرئيس نفسه امام محك ضيق، هل يمضي في خطته ام ينكص عنها. ويتقسم الأطفال، فبينما يمثل احدهم دور الرئيس نجد منهم مستشاروه بالبيت الأبيض وآخرون إعلاميون. وهنا يكون امام الاطفال احد الخيارين، اما تمثيل ما قد سطره التاريخ فعلا وإما محاولة تغيير وقائعه.
وبالرغم من علمي المسبق بالمكتبات الرئاسية، ومعرفتي بما تحتويه من معلومات توثق فترة حكم احد الرؤساء، إلا ان الظروف لم تتح لي زيارة واحدة مسبقا. لذلك حقيقة، لم اكن اعلم الكثير عن البرامج المتاحة للأطفال تحديدا. واعجبتني الفكرة كثيرا، فهكذا، لا يدرس الأطفال نظريا تاريخ بلادهم فقط، لكنهم يستطيعون ان يمثلوا بطفولة بريئة وبنفس واثقة معا الأحداث التاريخية المختلفة. ويستطيعون ان يفهموا، وبعمق، ان قراراً واحداً ربما لا يجد الرئيس امامه إلا دقائق معدودة لإتخاذه، قد يغير خارطة طريق عالم باسره.
وحاولت ان اتخيل إمكانية ان تطبق مثل تجربة المكتبات الرئاسية في السودان واطلقت لخيالي العنان. اولا، من هو الرئيس الذي سيجد في نفسه القدرة على إفتتاح مكتبة بإسمه؟ إن مكتبات الرؤساء تحتوى على حقائق متكاملة لا تنقص من تاريخ الرئيس بما له وما عليه سطرا، فهل يستطيع رئيس تشييد مكتبة بإسمه تحمل جل تاريخه وتمكن للأجيال المقبلة من الحكم عليه ذاته بصورة موضوعية؟ ثم ما هي القرارت المصيرية التي قد يقوم الرئيس بتلقينها للأطفال، هل إذا كانت لديك الفرصة للقيام بإنقلاب عسكري فاي قرار ستتخذ؟ وسعيت لأن الجم نفسي سريعا بعد سرحانها فلقد كنت ما بين مقصلة إعتراف احد الرؤساء بانه اخطأ بإختياره قلب نظام الحكم عسكريا وتعليم اطفالنا بان الإنقلابات هي سمة السياسة السودانية وليست الإنتخابات. وترى، ماذا نخبر الأجيال المقبلة حينما يسعون لكي يدرسوا الحقبات التاريخية المختلفة ولا يجدوا وثائق كثيرة منظمة ومرتبة بإنتظارهم.. ترى، هل سيدركون ان حكامنا لا يتركون كراسي الحكم بمحض إختيارهم وانما تكسر الشعوب خلفهم ستين (قلة)؟ ومن يدري، ربما يعطى الاطفال الفرصة لكي يعيشوا مرة اخرى اللحظة التي يواجه فيها الرئيس مفترق الطرق، هل يترك الحكم ام يتمسك به؟ وربما يدركون ذلك اليوم ان قرار الثواني المحدودة يحفر به التاريخ إسمهم على ذاكرته ابدا.
الصحافة
ايتها الرائعة غادة ابنة الرائع عبد العزيز خالد من كثرة مقالاتك عن امريكا وقصصها وتاريخها وحكاويها ورؤساءها ومقارنانتك الكثيرة ما بينها وبين سوداننا المطروق بواسطة الطمبجية الارزقية الجبهجية ,,,,,
حتي تمنينا انه الواحد يطير فر ويلقي روحه في بلاد العام سام بعد ان تم تعطيلنا وطردنا من بلادنا عنوة بواسطة سياسات اولاد ال ,,,,,,,,, المدمرة وذلك بعد ان استحال علينا مجاراة او السباحة مع التيار ,,,,,
ولكن حتي بلاد العم سام لا تعطي تاشيرتها لاشباه المقطعين الذي حلاتنا الذين يمكن ان يجازفو حق التذكرة ولكن ,,,,,,
اخ ثم اخ بما فعل الكيزان بنا ,,,,,,,,