الهيئة العلية ومنهج من أين لك هذه الجلابية

أعلن السيد رئيس الجمهورية بالأمس رسمياً عن إنشاء هيئة عليا للشفافية ومكافحة الفساد، هذا حديث طيب لا شك، ولكن كان سيكون أطيب لو تم تبليغ الناس أولاً عن ماذا فعل الله بالأجسام السابقة التي أنشئت لهذا الغرض ولكن سرعان ما تم إلغاؤها، والحالية التي ما تزال قائمة ولكنها ليست فاعلة، مثل إدارة مكافحة الثراء الحرام ونيابة الأموال العامة، فالمنطق يقضي بأن يتم أولاً مراجعة وتقييم ما كان فاشلا، وأيضاً تقييم وتقويم أداء ما هو قائم قبل الشروع في تأسيس الجديد، ولو من باب الاعتبار بالتجربة لتلافي مثالبها التي سلبتها أي قوة، ولكي لا يكون قيام الهيئة المنتظرة محض تبديل للافتات وأسماء أياً كان حجم الاسم واللافتة، ويصدق فيها مثل (كأنك يا أبوزيد ما غزيت) فتلقى الهيئة الجديدة مصير سابقاتها (الآلية والمفوضية) ، أما من حيث المضمون ومنهج العمل الذي ستتبعه الهيئة المزمعة لو أنه ترسم خطى الآليات السابقة والقائمة في التعامل مع قضايا الفساد فــ(الرماد كال حماد)، إذ لابد للهيئة الجديدة من منهج مختلف وجديد وفاعل وناجز.

وليس هناك من نهج ناجز يناجز الفساد بحسم وقوة، أفضل وأنجع من الذي اتبعه السلف الصالح على أيام صدر الإسلام، حيث كان يكفي أي أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له، أن يرى على جسد أمير المؤمنين ثوباً جديداً ليتشكك في مصدره، ثم لا يتورع من إلقاء سؤاله التجريمي عارياً بغير رتوش من أين لك هذا، ولكن ورغم هذه الغلظة والحدة وقلة (الاتيكيت)، فإن أمير المؤمنين لا يضجر ولا يغضب من السائل المتشكك دعك من أن يأمر بإلقائه في غيابة السجن أو رميه في مكان غير معلوم، بل يجيبه بكل سماحة عن مصدر الثوب وكيف حصل عليه ولماذا ارتداه، فقد كان يكفي في عهد أولئك الأبكار الأطهار أي حادب على مال المسلمين فقط (جلابية) جديدة غالب الظن أنها (لا بيضا لا مكوية) يراها على جسد أي والٍ أو مسؤول لإثارة الشك في نفسه حتى يتحقق من أمرها ويطمئن إلى أنها لم تكن على حساب مال المسلمين، كما لم يكن أي والٍ يجد غضاضة في السؤال أو يشعر بغبن تجاه السائل وإنما كان يجيب بكل أريحية ولطف ولين، ولم يكن ذلك إلا لأن الاثنين، السائل والمسؤول يتظاهران على الحق، الأول بحق السؤال والشك والثاني بواجب الإجابة والتوضيح، أما اذا انتظرت الهيئة مدها بالأدلة الدامغة الموثقة، ولم يكفها أن تطل الدنانير بأعناقها ولم تكفها كل المظاهر التي تكاد تجعل كل مفسد يقول خذوني بما أمتلك من أرصدة بنكية وابتنى من العمائر والفلل الفاخرة وامتطى السيارات الفارهة وبنى بالزوجات الجميلات ما حدده سقف الشرع أو أقل قليلاً، وهو الذي إلى عهد قريب لم يكن شيئاً مذكوراً إلا من وظيفة حتى هي لم يرتق اليها بالطريق المشروع، فقل أبشر بطول سلامة يا فساد.

التغيير

تعليق واحد

  1. تضرب حكايات السلف الصالح للشياطين لصوص لبيض والدجاج والغنم ان يسرقوننا تحت شعار انهم رجال اعمال ولدواا وعلي افواهم معلاعق الذهب وحبوا ف النجيلة والبلاط تحت رعاية افض المربيات نسي الواحد فيهم بقجتة وشنطة حديدة اتي بها الي الخرطوم وكان يتوسد الحجر تحت ظل راكوبته وقطيتة تنسوا الزبالة ي زبالة

  2. بما أن منشئ هذه الهيئة هو اللص الأكبرن فيجب سؤاله عن من الذي منحهم مقاطعة كاملة في كافورين و في هذا الموقع بالذاتن و كيف بنوها، و من مال من بنيت؟ ثم يأتي السؤال الثاني من أين له هو و نسوانه و إخوانه هذه الأموال و الشركات التي ذكرت مرارا باسمائهم و اسهمهم فيها، ثم الأراضي السكنية التي أعلنت بالموقع و المساحة و نمرة كل قطعة منها، و من أين له بالمزرعة النموذجية التي تنتج ما قيمته 20 ألف دولار؟ هو قال بعد أن تحكر في السلطة زمناً طويلا انه يملك بيت في كافوري “الامبراطورية العائلية المذكورة أعلاه” بجانب بيت في الطائف و شقة في النصر و مزرعة نموذجية؟ و إذا افترضنا ان بيت الطائف بناه بينما كان مغتربا في الإمارات، من أين له بالباقي؟ أي هيئة لا تبدأ بهذه الأسئلة، و لن يحدث، لا نريد ان نسمع رأيها في الفساد و المفسدينن فنحن نعرفهم، و ستاتي ساعة حسابهم أولاد الكلاب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..