مقالات سياسية

بعد سقوط الخلافة .. الى أين سيذهب الدواعش ..!

عرضت قناة البي بي سي التلفزيونية العربية ولعدة مرات أمس تقريراً مصوراً ظهرت فيه شاحنات ضخمة تحمل المئات من مقاتلي وعائلات تنظيم داعش تتحرك من مدينة الرقة السورية عاصمة الخلافة التي سقطت تحت ضربات قوات النظام السوري و قصف الطيران الروسي والإسناد الإيراني و قوات حزب الله و محاصرة قوات سوريا الديمقراطية الجناح الكردي في الميدان والمدعوم من قوات التحالف الأمريكي الذي ساعد في إخراج داعش من الأراضي العراقية بعد أن شكل هناك غطاءً جوياً للجيش العراقي و قوات الحشد الشعبي الشيعية ..التي تدين بالولاء لإيران و يشرف على إعدادها الجنرال قاسم سليماني المقيم رسميا في العراق متخذا من نفسه وصيا وممثلا لنظامه فيها بسلطات عسكرية وسطوة أمنية واسعة النفوذ !

ربما الناظر الى كل تلك التشكيلات المتناقضة العقليات و التوجهات والأهداف يلاحظ أنها تلتقي في نقطة الرغبة في التخلص من داعش بعد أن تجاوز هذا التنظيم المتطرف حدود الدور الذي كانت تأمله منه كل تلك القوى المتنافرة بما في ذلك اسرائيل ..!
لكن المثير للإستغراب حقاً هو خضوع تلك القوى واستجابتها بتوفير ممرات آمنة للمئات من مقاتلي التنظيم بعد أن تيقنوا من سقوط حلم الخلافة المنشودة ..وقد كان حزب الله أول من وفر للتنظيم تلك المخارج من مناطق الحدود اللبنانية السورية التي تمترس فيها أولئك المقاتلون الداعشيون في غمرة تراجعهم وبحثهم عن ملجأ أمن .. وهيأ لهم الحافلات المكيفة التي أعادتهم مع عائلاتهم الى العمق السوري .. تحت نظر القوات الأمريكية والروسية والسورية .. ثم جاء دور ذات الثلاثي اياه بمعاونة قوات سوريا الديمقراطية الكردية بفتح نوافذ الخروج لمن نجوا من معارك الرقة ..رغم نفي الأكراد وتأكيدهم أن من خرجوا كانوا مدنيين وعوائل مسالمين وليسوا إرهابيين ..في ظل تبادل الإتهامات مابين قوات النظام والروس و الأمريكان في هذا الشأن .. كلٌ يحاول التبروء من القيام أو مجرد علمه بالمهمة !

نعم عمليا فإن المنطق يقول إن الخلافة التي اعلنت من الموصل لم يعد لراياتها وجود فوق أبنية المدينة التي باتت أثراً بعد عين.. شأنها شأن المدن السورية التي كانت تمثل الشق الثاني لخارطة خلافة
(داعش )
وهي كلمة ترمز إختصارا لدولة الإسلام في العراق والشام !

ويبقى السؤال الكبير.. فإذا كان تبخر حلم الخلافة التي سادت ثم بادت هو ما أقر به قادة التظيم الذي لم يبقى من مقاتليه في سوريا والعراق حسب المصادر الرسمية إلا بضعة عشرات تمركز جلهم في مدينة البوكمال التي اعلن الجيش السوري وداعميه الروس والإيرانيون وحزب الله سقوطها في يد قواتهم رغم عودتهم عن ذلك القول لاحقاً و اعترافهم بأن التنظيم قد عاد الى إحتلال جانبا منها .. !
فالى اين سيذهب كل هؤلاء المقاتلين الذين غادروا ميادين المعارك هنا وهناك و قد فُتحت لهم ممرات الخروج بأمان .. علما بأن تركيا التي سبق لها أن غضت الطرف عن تسللهم الى الأراضي السورية والعراقية عبر حدودها تخلصاً منهم ستقف سدا منيعا أمام عودتهم الى أراضيها لإعتبارات محلية واقليمية تتعلق ضمناً بالأمن الأوربي المرتبط بأمنها الداخلي .. وهناك استحالة ليجدوا أيضا موطيء قدم من جديد في العراق أولبنان الذي ضاق بأهله الماسكين في خناقات بعضهم وبضيوفه من اللاجئين السورين على حدٍ سواء .. أومحرقة اليمن التي سدت السعودية وتحالفها كل الأبواب المؤدية لها .. ففي هذه الحالة وكما قال أحد المحللين لوقائع تقرير البي بي سي .. فإن أفريقيا دون شك هي الحلقة الأضعف التي سيُصدر لها هؤلاء المقاتلين بحيرة خطاهم وهم المتحزمون بالعبوات الناسفة والمشحونون بأفكار أكثر نسفاً لاستقرار هذه القارة التي لا ينقصها المزيد من الويلات ..وستكون صحاريها المترهلة في مالي والنيجر وغيرها من الحدودالتي يصعب التحكم فيها بما في ذلك ليبيا المفتوحة البوابات و الشواطي التي تمخر عباب بحارها مراكب تهريب البشر تحديا لعجر سلطتها المقسومة العصا ..فقد تجعل كل تلك الظروف من القارة السمراء هي الملاذ البديل لتلك المجموعات التي وإن تركت راياتها الممزقة في بلاد الشام والعراق ولكنها لن تيأس من رفعها في أي ركام أخر تسند اليه راسها الموجوع بضربات من صنعوها و أداروا لها ظهرهم ..ثم تركوها تخرج هائمة في أوهامها .. وقد تتجه الى إتباع نهج حرب العصابات في الكروالفر .. لتزيد من المخاوف والهواجس التي ترعب أهل افريقيا وهم الذين يعانون الجهل والفقر والجوع .. !
و يظل السودان الذي ابتلاه الله و شعبه المقهور بدواعش الفساد و التمكين ليس ببعيدٍ عن حجارة التنظيم الذي سيعكف حثيثاً في بحثه عن أقرب المرامي الفكرية له…وسيوفر إذا ما يمم سلاحه شطر حدودنا الوافرة الأحضان وحام بمناوراته حول حماها مدخلاً جديداً قديما سينفتح للقوى الكبرى بفرض المزيد من شروط الإذلال والتركيع لنظام الإنقاذ تحت ذريعة تفعيل إكمال دوره في محاربة الإرهاب العابر للقارت ..وربك يستر ..ويأتي بسليم العواقب .
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا اخونا برقاوى داعش سوف تذهب الى حيث يريد الذين صنعوها وصنعوا قبلها القاعدة وغيرها من شذاذ الافاق اعداء الاسلام الذى هو دين السلام .والسودان سوف يكون من اول الدول المستهدفة . اولا لان حدودنا مفتوحة. تصور دولة يحرس حدودها مليشيات بقيادة حميدتى وموسى هلال وغيره من الخارجين على الفانون . وثانيا لان البيئة الحاضنة متوفرة فمن يتولون السلطة فى الخرطوم هم دواعش بدرجة إمتياز (تخرجوا من جامعة مامن حميدة وغيرها) وكبيرهم الذى علمهم السحر هو اول من فتح حدود السودان لكل شذاذ الافاق من اركان الدينا الاربعة ومنحهم الجوازات الدبلوماسية امثال الغنوشى وبن لادن وكارلوس وغيره وغيره . ربتا يكضب الشينة على قول اهلنا.

  2. يا اخونا برقاوى داعش سوف تذهب الى حيث يريد الذين صنعوها وصنعوا قبلها القاعدة وغيرها من شذاذ الافاق اعداء الاسلام الذى هو دين السلام .والسودان سوف يكون من اول الدول المستهدفة . اولا لان حدودنا مفتوحة. تصور دولة يحرس حدودها مليشيات بقيادة حميدتى وموسى هلال وغيره من الخارجين على الفانون . وثانيا لان البيئة الحاضنة متوفرة فمن يتولون السلطة فى الخرطوم هم دواعش بدرجة إمتياز (تخرجوا من جامعة مامن حميدة وغيرها) وكبيرهم الذى علمهم السحر هو اول من فتح حدود السودان لكل شذاذ الافاق من اركان الدينا الاربعة ومنحهم الجوازات الدبلوماسية امثال الغنوشى وبن لادن وكارلوس وغيره وغيره . ربتا يكضب الشينة على قول اهلنا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..