مصرع مواطن في انهيار عمارة بأم درمان

الخرطوم: انعام محمد آدم
لقي مواطن مصرعه في انهيار مصنع تحت التشييد بالمنطقة الصناعية قرب السوق الشعبي بأم درمان أمس (الأربعاء)، وأعادت حادثة انهيار البناية حوادث مشابهة أشهرها انهيار عمارة جامعة الرباط منذ عشرة أعوام تقريبا التي أجبرت وزير الداخلية وقتئذ عبدالرحيم محمد حسين، على الاستقالة. وقال مدير شرطة أم درمان العميد بله محمد حسن، إن الشرطة القت القبض على المهندس المسؤول عن تنفيذ المشروع وتدوين بلاغ ضده بتهمة القتل الخطأ. ولفت إلى وجود خلل فني واضح قاد إلى الانهيار.
وروى شهود عيان تفاصيل الحادثة المأساوية لـ(التيار) بأن العامل الصريع موسى بشير (50) عاما كان يعمل في البناية حتى صباح اليوم وعند الظهر جاء إلى المكان وأبلغ سيدة تمتهن بيع الشاي اسفل البناية بأنه يعاني صداعا حادا، وتناول عقارا مسكنا قبل أن يذهب الى البناية الى اخذ قسط من الراحة، لكنها تحولت إلى إغماضة أبدية بعد انهيار الصبة الخرسانية عليه بعد اقل من عشر دقائق من دخوله المبنى. واحتاج رجال الدفاع المدني لأكثر من ثلاث ساعات لانتشال جثة المجني عليه من تحت الأنقاض بعد أن انهارت الصبة الخرسانية والحديد والأخشاب (السقايل) فوقه.
وعزا العميد الطيب حسن عثمان، مسؤول الدفاع بقطاع أم درمان الانهيار المفاجئ للبناية إلى ضعف الروافع (الفتايل). وقال إن المبنى يقع على مساحة ألف متر وكان معدا لخمس طوابق مخصصة لتكون مصنعا للأواني المنزلية. وأكد العميد الطيب نجاة ثمانية عمال من الكارثة لأنهم كانوا يتابعون عملية الصبة الخرسانية من الطابق العلوي بينما كان العامل وحده بالطابق الأسفل. وشكا أن إدارته تعاني عدة مشاكل بينها نقص في توزيع مراكز الدفاع المدني ما يصعب الوصول إلى مكان الحدث بالسرعة المطلوبة، وضرب مثلا بأن ضاحية أمبدة باتساعها بها مركز واحد للدفاع المدني، وذكر أن قطاع الدفاع المدني بأم درمان يعاني ايضا من فقر في وسائل الحركة.
من جانبه أكد صاحب المصنع أنه تلقى إخطارا عاجلا بوقوع الحادثة وعلى الفور انتقل إلى المكان، وقال إن العامل الصريع كان يعمل بالمصنع وكان من المفترض أن ينصرف إلى حال سبيله منذ الأمس بعد الانتهاء من عمله، وقال إن عدد العمال الذين يعملون بالصبة الخرسانية كانوا (20) عاملا. وإن الانهيار طال جزءا كبيرا من الطابق العلوي وإن الخسائر فادحة لكنه رفض إعطاء حتى مبلغ تقريبي.
التيار