مقالات سياسية

لن نسكت

لا يختلف إثنان أن الصحة في السودان متردية جداً وظل السودان لسنوات يأتي في مرتبة متأخرة كواحد من أسوأ 10 دول في مجال الصحة، وقطعاً هذا التصنيف لم يأت من فراغ بل نتيجة لواقع مثبت بالدليل القاطع، ولاية الخرطوم تمثل أفضل مثال يمكن أن يصف حال السودان في التردي الصحي فالأخبار لا تنقطع عن مشاكل المستشفيات وهجرة الأطباء وقلة الأجهزة وارتفاع عدد المصابين بجميع أنواع الأمراض، بل السيد وزير الصحة مامون حميدة نفسه لا يغيب أبداً عن المنابر يقدم تقارير وزارته المرعبة ويشتكي ويطالب الدولة بضروة إيجاد حل لمشاكل الصحة التي لا تعد ولا تحصى، بعد كل هذا يرى مامون حميدة أن الوضع جيد ولا يجب أن نطالب بأفضل منه.

نقلت صحف الأمس إنه وفي الاحتفال باليوم العلمي لمرض القلب شن وزير الصحة مامون حميدة هجوماً على منتقدي الوضع الصحي بالولاية مؤكداً إنه أفضل مما كان عليه كثيراً وقال (احمدوا الله وخلوا النقة).

لا أدري ماذا يعني السيد الوزير بكلمة أفضل، إن كان يقصد عهد الحكومات السابقة فهو لم يقل الحقيقة فقد كان الوضع حينها أفضل ألف مرة من اليوم لأسباب كثيرة، أولها نوعية الحياة التي لم يرَ فيها المواطن ضغوطات ولا ذلاً ولا إهانة ولا فقراً مثل اليوم، وكان عدد السكان أقل بكثير و وزارة الصحة مخلصة في عملها، وكانت المستشفيات مستقرة. والعاملون بها مؤهلون ومتحضرون والقطاع الصحي كله محكوم باللوائح والقوانين، كانت الصحة أفضل لأن الوزراء ليسوا مستثمرين في الصحة ولا يملكون مستشفيات خاصة ولم يستشر الفساد بسبب تمكين الفاقد التربوي وأبناء الأسر والعشائر، كانت الصحة أفضل لأن أخلاق الحكومات كانت أفضل وقائمة الأسباب تطول.

الصحة ليست أفضل الآن لأنها من آخر اهتمامات الحكومة هي والتعليم بدليل أنها تمنحهما الإثنين معاً خمسة ملايين جنيه فقط من ميزانية الدولة كل عام، مما ساهم في عدم تطورها وتدهور المستشفيات الحكومية الذي أسهم بدوره في انتعاش المستشفيات الخاصة التي هي استثمارات للسادة المسؤولين ومنهم السيد وزير الصحة نفسه والذي يشغل أكثر من وظيفة رغم أنف القانون فكيف يهتم بتطوير القطاع الصحي؟.

كيف تكون الصحة أفضل والسيد الوزير يستخسر خدماتها على المواطن ويتعالى عليه، أليس هو صاجب مقولة (الطبيب العمومي بعمل لي حساسية)، رغم إنها مرحلة طبيعة لتطور الطبيب، وهو من قال إن (هجرة الكوادر لا تؤثر كثيراً في وزارته) وعاد ليشكو من نقص الأطباء، كيف تكون أفضل وهو من قال إن (الكوادر الصحية ضعيفة وهناك نقص حاد في الخدمات الصحية؟)، كيف تكون الصحة أفضل والخرطوم كلها بها أقل من مائة إسعاف وعدد سكانها 10 ملايين نسمة وجزء كبير منهم يبحث عن العلاج في الخارج؟، كيف تكون أفضل وهو يرفض لطلاب الكليات الصحية أن يتدربوا في المستشفيات ويشكو من مستواهم؟ وقائمة الأسباب تطول.

واقع الصحة سيء وأسوأ من أي زمن مضى ولن نسكت، إنه حق وسنطالب به، ورغم ذلك نحمد الله الذي ابتلانا بحكومة لا تحترم شعبها ووزير صحة يمن عليهم بشيء غير موجود وعمل لم يقم به و نسأله اللطف.
التيار

تعليق واحد

  1. أقـتـباس :-
    واقع الصحة سيء وأسوأ من أي زمن مضى ولن نسكت، إنه حق وسنطالب به، ورغم ذلك نحمد الله الذي ابتلانا بحكومة لا تحترم شعبها ووزير صحة يمن عليهم بشيء غير موجود وعمل لم يقم به و نسأله اللطف.——————– واقــع الـصـحـة ســئ واســوأ من أى زمـن مضـى والأســوأ منـهـما الأثـنـيــن هــو وزيـــر الصـحــة نـفـســـه .

  2. أقـتـباس :-
    واقع الصحة سيء وأسوأ من أي زمن مضى ولن نسكت، إنه حق وسنطالب به، ورغم ذلك نحمد الله الذي ابتلانا بحكومة لا تحترم شعبها ووزير صحة يمن عليهم بشيء غير موجود وعمل لم يقم به و نسأله اللطف.——————– واقــع الـصـحـة ســئ واســوأ من أى زمـن مضـى والأســوأ منـهـما الأثـنـيــن هــو وزيـــر الصـحــة نـفـســـه .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..