شاعران من وادى النيل ؟!؟ 6

شاعران من وادى النيل
الطيب السراج وعباس محمود العقاد
تأليف بروف/ حديد الطيب السراج
إستعراض د.فائز إبراهيم سوميت
عضو منتدى السراج الأدبى , ابى روف ? أمدرمان
( 6 )
فى الحلقة السابقة تناولنا أولئك الكتاب ( هولاء قالوا عن السراج ) الذين تناولوا سيرة الشاعر الطيب السراجى كما كان يحلو لهم أن يسموها حينذاك , حيث كتب عن السراج الأستاذ الأديب سعد ميخائيل فى كتابه ” شعراء السودان ” قائلا : ( لقد كان الشيخ الطيب السراجى شاعر من الشعراء المعددوين فى السودان , وكاتب فاضل قوى الذاكرة , سريع الخاطر فإنه يسرد عليك من المسائل اللغوية الدقيقة فى ساعة , ما يعجز على سردها غيره فى ساعات طوال وهو بديع النظم والنثر , تأخذ كتاباته على جميع انواعها بمجامع القلوب ..
وفى الحلقة هذه :
( السراج إمام اللغويين فى السودان )
كتبت صحيفة منبر الشرق بصفحة ” صيحة الأحرار ” صفحة السودان فى ( منبر الشرق ) ? يحررها السودانيون الأحرار فى مصر ? هكذا جاء فى صدر الصفحة ? تحت صورة الشيخ الطيب السراج , ما يلى : الأستاذ الطيب السراج , أديب ملء إهابه وهو فى مقدمة الرعيل الأول الذين دفعوا بالنهضة الأدبية فى السودان , إلى مدارج الإبانة والوضوح والقوة ? وكان بدء ظهوره كأديب معروف قبيل الثورة الوطنية السودانية فى خلال العهد الذهبى للمصريين فى السودان , قدمه على مسرح النادى المصرى بعطبرة المغفور له ” فاضل باشا ” قائد كتيبة السكة الحديد , وكان إذ ذاك شاعر الجيش وأديبه بعد حافظ .. والحديث عن السراج يطول فنكتفى بمناسبة نشر قصيدته هذه , التى يرد فيها على الجاحدين لفضل مصر فى السودان ? بالتنويه بمكانته فى اللغة والنصوص القديمة , مما يؤهله للترشيح لعضوية مجمع فؤاد الأول للغة العربية , زد على هذا إلمامه بالإنجليزية التى ينظم فيها نظمه فى العربية . ولايعيب الأستاذ إلا من شذوذ العبقريين فى ملبسه وشارته , حمل عليه بما يجيش فى صدره من حماسة جارفة للكلاسيكية العربية الإسلامية . ونحن نرى تمثيل السودان فى المجمع اللغوى بالقاهرة ضرورة لابد منها , سواء كان السودان فى وحدة , أو إتحاد أو إنفصال عن مصر . وجاءت قصيدة الطيب السراج ? مهد المعارف ? هكذا :
مهد المعارف فى القديم وحالا
” مصر العزيز ” ومهدها استقبالا
بلد حوى كل العلا , لكنه
سبق البلاد إلى العلا أجيالا
الله يعلم ما كذبت , وإنه
هو ذلكم عن عهده .. ماحالا
إلى أن يقول :
تألله لولا مصر لم يجرؤ إمرؤ
فى الشرق أقوالا ولا أفعالا
ولكان مثل بهيمة يستامها
وربما رجحت به أو شالا
والغرب لولا الشرق أمس كإسمه
غربا , وأمسى فى العلا أفالا
يا مصر هاك تحية من عاشق
لك , منذ كان يزامل الأطفالا
حتى غدا كهلا , يكافحه الهوى
ويكافح الأرزاء والأهوالا
ما زال يحفظ فى الهوى لك عهده
ويصون غيبك فى الهوى مازالا
لا أرعوى , لا ألتوى , لا أنثنى
لا أنتهى , لا أأتلى استرسالا
والأجمل ما فى القصبدة الطويلة :
حب الكمال من الكمال , وهكذا
إتى أرى حبى لمصر كمالا
إنى أرى حبى لمصر .. ديانة
يدعو لها سبحانه وتعالى
أو ليس من أولى الجميل محبب
ومحبب من زاد فيه ووالى
وإلى أن يصل بنا فى قصيدته :
مصر التى أهدت إلى السودان ما
أهدت عقود كواكب تتلالا
مصر التى أضحى بها السودان ما
أضحى تشارف كفه الآمالا
مصر وما أدراك ما مصر إذا
زادت بفاروق العهود جمالا
ملك تملك شعبه بخلائق
خلقت لأعلام الملوك مثالا
ملك علا كل الملوك شجاعة
ووراعة لله واستبسالا
ورجاحة وفصاحة وصباحة
وسجاحة وسماحة ونوالا
فى الحلقة القادمة : السراج وخضر حمد
والله يادكتور مهما حاولت فلن تحبب لنا المصريين .. أسأل الحولك وشوف نسبة من يحبهم من السودانيين ! ولعلمك السودانيين الشعراء والروائيين أقدر من المصريين وأكثر ولكن كان المصريين يمتلكون ( الأعلام ) والبوق العالى !
والله يادكتور مهما حاولت فلن تحبب لنا المصريين .. أسأل الحولك وشوف نسبة من يحبهم من السودانيين ! ولعلمك السودانيين الشعراء والروائيين أقدر من المصريين وأكثر ولكن كان المصريين يمتلكون ( الأعلام ) والبوق العالى !