ناجي مصطفى وكيكل .. تباعد حسابات الحقل والبيدر

معمر حسن محمد نور
والبيدر كلمة ارامية اخذت طريقها الى العربية. وتقابل في عاميتنا (التقاه وجمعها تقيان). فما اكثر ان يكون الحقل مبشرا والحصيد قليلا.
قبل فترة ليست بقصيرة ، خرج علينا ناجي مصطفى بمقطع مصور يبلغنا بحديث هدنة يؤجل دخول مدني. وعلق يومها بانه إذا لم يتم دخول مدني في الايام تلك ، فلن يتم دخولها. يومها ، حملت حديثه في اتجاه دوره الذي عين فيه في شأن الاستنفار ثم المقاومة الشعبية ، وتداخل المشروعان وهو يتجول من معسكر تدريب الى آخر ومحور الى غيره ، ليس مباهيا بانتصار تحقق فقط، بل مفاخرا بمظاهر انتصار في طيات الخسائر كما في ود النورة وسنحة. ما تقع معركة الا وهوحيث وقعت متحدثا في مسجد المنطقة ، لذا كثرت مقاطعه المصورة متشابهة الغرض. حتى ظهر بالامس في مقطع ناقد ان ام يقل ناقم. يتحدث فيه عن جدوى دعم قادة الجيش لميليشيا قبلية ، ومستنكرا (وهو محق في ذلك) جلوس قائد ميليشيا لم يدرس بالكلية الحربية الى يسار القائد العام . وضباط الجيش من الرتب التي تستغرق سنوات من التأهيل في الصف الخلفي. ومن الواضح انه كان يعني كيكل وقوات درع البطانة. فهذا يسحب منه ما تمتع به من أضواء. يسجلون حركاته وسكناته وينشرون مقاطعها المصورة واحاديثه ويجلس الضباط صامتين وهو يتحدث عن اتهامات بالطوابير يستجليها امام الكاميرات عنهم ومنهم. وهذا عرش يهتز. صحيح ، ما زال مصور تلفزيوني يقوم بتصويره وينشر مقاطعه لكن كيكل اصبح له كذلك. ما لم يسأله ناجي مصطفى لنفسه هو لماذا تداخل الاستنفار مع المقاومة الشعبية والتجييش القبلي. الاجابة ببساطة انه لو حقق الاول غرضه المرجو بصفة مرضية لما كان الثاني ولا الثالث. فمرحلة درع السودان هي مرحلة التجييش الاثني والقبلي ، والقرب من طرح دولة البحر والنهر واستبعاد الحركات الدارفورية الي دارفورهم. فقد كالوا لهم اتهام في كل خسارة معركة بفتح الصندوق.، ولم يتوقف الامر عند عمسيب فقد طابقته سناء حمد. ولئن كان سهلا في الكسل الذهني رمي المستنفرين والمقاومة الشعبية والحركات بفتح الصندوق القتالي فلن يكون كذلك في درع البطانة رغم تلقي خسارتين في ام القرى وميجر 5 حبث انسحب اليها في المرة السابقة .. لذا انبرى نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي والكتاب من الشكرية بالتصدي لقول ناجي. مفاخرين بالقبيلة وفرسانها، ووو.
ولو تدبروا لاكتشفوا ان العلة في كل الاحوال واحدة. وهي انك تزج بمن تدربوا لفترة قصيرة في مواجهة حبش كان بعد موازيا للجيش من انشاء قانونها دعك مما قبل ذلك .. وهو امر يعتمد على مغالطة تقول ان القوة الصلبة للدعم السريع وهم الذين قاتلوا لفترة طويلة قد تمت ابادتها في المعارك. وهو قول مردود ببساطة لان المستنفرين والمقاومة الشعبية ودرع البطانة في الاصل ليست لهم قوة صلبة كونها قليلة التدريب. لذا ، فينطبق عليهم قولنا في كرة القدم على التصويب الضعيف نحو مرمى الخصم بأنه تدريب للحارس ليس الا. فلا تدربوا الحارس وتبحثوا عن نصر.