أخبار السودان

حوار خاص مع القيادي بالحزب الشيوعي دكتور الشفيع خضر : رفع الدولة يدها عن الاقتصاد و(تركه للمضاربات) خلل كبير..

= ماتقدمه الانظمة هو البقاء في السلطة فقط…والمؤتمر الدستوري هو الحل..
= الحزب الشيوعي لايبشر بالاديان ولايعاديها..ولانسمح بتفتيش الضمير..
= نعم لانبادر في القضايا الوطنية….لانهم يتهمونا بالطابور الخامس…

أقر القيادي بالحزب الشيوعي دكتور الشفيع خضر بضعف القوى السياسية السودانية في حل الازمة السودانية وقال ان السبب الاساسي في ذلك هو ان كل القوى السياسية بعد الاستقلال لم تستطيع مخاطبة وحل القضايا الرئيسية المصيرية لدولة مستقلة حديثاً ، مشيراً الى ان الانظمة الحاكمة اغفلت بعض القضايا المتمثلة في تأسيس هيكل الدولة والمشاركة العادلة في السلطة والموارد، مؤكداً ان ماقدمته الانظمة المتعاقبة لم يخاطب جذور الازمة بل عملت على مايمكنها من البقاء في السلطة،وحمل خضر الانقاذ جرم تعميق الجراح بممارستها في اقصاء الاخر والتوجه بأيدلوجية وفكر حزب واحد يمسك بكل مفاصل البلاد، ودافع خضر في حواره مع (المشهد الان) عن تحالف حزبه مع الجبهة الثورية نافياً ان مايربطهم بالجبهة تحالفاً وقال هي حركة سياسية نرفض اقصاءها من اي عمل سياسي بالبلاد لانها تعبر عن مطالب لاناس لديهم ظلامات وقضية حقيقية..ماهو دور احزاب المعارضة في الازمة السياسية السودانية؟ كانت اجابة د/الشفيع خضر واضحة على هذا المحور محملاً كل القوى السياسية المسؤولية التأريخية لما يعانية السودان الان….التفاصيل ادناه

حوار: نفيسة محمد الحسن
تصوير: الطاهر ابراهيم

*في البدء كيف تقيم الازمة الاوطنية واخفاقات الاحزاب بالرغم من الحديث المتكرر عن ضرورة الترابط ووحدة الصف الداخلي؟
الازمة الوطنية عامة ليست سياسية فقط بل اجتماعية واقتصادية واخلاقية، وهي ليست جديدة بل منذ فجر الاستقلال ، صحيح انها استفحلت في الاونة الاخيرة ووصلت الى القمة واذدادت بممارسات الانقاذ، والسبب الاساسي فيها ان كل القوى السياسية بعد الاستقلال لم تستطيع مخاطبة وحل القضايا الرئيسية التي نسميها القضايا المصيرية لدولة مستقلة حديثاً، ولهذا ليس لدينا دستور دائم منذ الاستقلال الى يومنا هذا، ومايعلن يجد من يعارضه لانه يمثل الحكم فقط واصبحت تلك القضايا الان واضحة للناس ، اذن لابد ان يوضع مشروع قومي وطني لتأسيس دولة مابعد الاستقلال،والقضايا التي تمثل اوجه الازمة واغفلتها الانظمة الحاكمة تشمل شكل الحكم، بمعنى اي نظام يتؤام مع البلاد،وعلاقة الدين بالدولة، وكيفية ادارة الممارسة السياسية والبرلمانية ، والموارد وتوزيعها،وقضية الهوية،واذا اردنا اختصار تلك القضايا يمكن القول انها تتمثل في المشاركة العادلة في السلطة والتقسيم العادل للموارد، لكن الاهم من ذلك هو تأسيس هيكل الدولة ثم المشاركة العادلة في السلطة والثروة،هذه جوهراسباب الازمة السودانية وفي تقديري انها اذدادت لعدة عوامل منها عدم وجود حل ، وان ماتقدمه الانظمة الحاكمة لايخاطب جذور الازمة بل يخاطب مايمكنه من البقاء في السلطة، اضافة الى ان ممارساته يفاقم الازمة بدءً من عبود ونميري والديمقراطية الثالثة وفي ظل الانقاذ التي عمقت الجراح اكثر من السابق،لانها اتسمت بممارسة غير مسبوقة في اقصاء الاخر والتوجه بأيدلوجية وفكر حزب واحد يمسك بالبلاد،وهذا التوجه لحزب واحد يدعي ان لديه الحقيقة لارتباطه بالاسلام، جعل كل الممارسات التي ينتهجها ليس لديها علاقة بمشروع لبناء دولة لذلك اما يفرض الرأي اويحارب،بالتالي خسرنا ثلث البلاد ومازالت الحرب الاهلية مستمرة وكذلك الصراع والتدهور الاقتصادي ومازلنا نبحث عن المشروع القومي الذي يمكن ان يؤدي الى حل.
*هل تقصد انه لايوجد عمل ايجابي للقوى السياسية طيلة الحقب الوطنية منذ الاستقلال؟
هذا غير صحيح ..ومن الخطأ الحديث عن الازمة دون ذكر الجوانب الايجابية بغض النظر عن انها مازالت ضعيفة لكن على الاقل التوجه والنية الموجودة لدي القوى السياسية في حتمية التوحد حول مشروع قومي لانقاذ الوضع، وقناعات الشعب السوداني قبل عهد نميري وصلت الى ان عدم وجود حلول للازمة الوطنية الا بالتراضي وعبر المؤتمر الدستوري الذي طرحته المعارضة، فالفكرة ليست قائمة على ان المؤتمر يأتي دستوري بل يخاطب تفاصيل الازمة التي تحدثت عنها سابقاً ، ومازالت مطروحة لكن المشكلة هي العجز عن تنفيذها خاصة في عهود الديمقراطية.
*وهل يمكن ان تضمن المؤتمر الوطني لتلك الايجابيات؟
انا اتحدث عن الحركة السياسية التي نادت بضرورة التوافق حول المؤتمر الدستوري ولم يكن من ضمنها المؤتمر الوطني حتى الان، لانه يعتقد ان مشروعه الايدلوجي الخاص به والمرتبط بالقناعات هو الاوحد والوحيد وماعدا ذلك هي عبارة عن حركة سياسية جاهلة وليس لديها مشروع،وهذا ماادخل البلاد في متاهات،بل العكس كل القوى السياسية تتحدث عن ضرورة مشروع قومي دستوري وقبل ذلك وضع انتقالي يسمح بذلك،وفي كل الاتفاقات التي وقعت مع المؤتمر الوطني طرح هذا الامر حتي تخرج البلاد من ازماتها لكن المؤتمر الوطني يعترض على هذا ويعتقد انه قائد سفينة البلد بأمان ولايرى التمزق والحرب الاهلية المستمرة.
? لكن للمعارضة دور في ماوصلت اليه البلاد الان من ازمات ولاتقدم حلول ومعالجات مقنعة…كيف تنظر لذلك؟
نعم هذا صحيح…والبديل يتمثل في مشاركة الشعب في وضع السياسات وتقديم المقترحات.
? بماذا تقصد الشعب..ممثليه داخل الاحزاب ام ماذا ؟
اقصد الفئات المختلفة خاصة التي لديها امكانيات لتقديم اطروحات، ولتشارك يجب ان يكون الوضع ديمقراطي وليحدث ذلك يجب ان تلغى القوانين المقيدة للحريات ويمنع الاعتقال وتعطى الصحافة حريتها، وغير ذلك لايوجد مدخل مساعد لرفع المعاناة عن الناس، اضافة الى وجود الشفافية ومحاسبة المال العام والى اين يذهب،ووجود الخطط الواقعية التي تتماشى مع واقعنا لرفع المعاناة سواء كانت مواصلات او معيشة،نحن لسنا الشعب الوحيد الذي بدأ بازمة واستطاع حلها ومعالجتها، بل هناك اوضاع لبعض الشعوب شيئة جداً وكنا نقدم لهم المساعدات في السابق وتقدموا كثيراً لتوفر الارادة السياسية وتوافق وديمقراطية واتفاق على مشروع بين القوى السياسية المختلفة لايجاد مقومات دولة ، لكن نحن الان وللاسف لاتوجد مقومات دولة بل العكس، وقبل عدة ايام اشار المؤشر الدولي العالمي للدول الفاشلة وكان السودان (ثالث الطيش)،واعتقد وصولنا الى تلك المرحلة وضع خطير وان استمرت اوضاعنا سنحتل موقع (الطيش) بجدارة.
*القضية ليست في المؤشرات العالمية بل مايعيشه المواطن في السودان الان؟
صحيح…واي بديل سيأتي ان لم يكن همه الاول قضايا المعيشة سيستمر في دوامة الفشل.
*يواجه الحزب الاشيوعي بعدة إتهامات حيث كان يتحدث عن الطبقة العاملة…واصبح الان كل الشعب السوداني طبقاة عاملة..اين دور الحزب؟
يمكن ان يكون هناك تقلص في دور الحزب لكن هذا ليس برغبته بل نتيجة للظروف التي يعيشها الحزب فهو كان لفترة طويلة تحت الارض ومحاولة (خنقه) بمنع اي نشاط له،وقبل اسبوع كان يرغب في مخاطبة ندوة في بحري اعترضت الاجهزة الدعاية والملصقات التي تخص الندوة ومحاولات عديدة لاضعافه لكن لابد من البحث عن سبب ضعف نفوذه حتى يستعيد الماضي، وبالرغم من ذلك اعتقد ان الحزب الشيوعي موجود في وجدان كل سوداني، حتى سؤالك به نوع من الرغبة في عدم ضعف نفوذ الحزب وهذا شئ ايجابي، ولم تتلاشى فكرة الطبقة العاملة.
*للحزب اهتمامات اقتصادية…كيف تقيم الان الوضع الاقتصادي السوداني؟
اي حديث اتحدث به في هذا الامر يكون مجرد صياغة لمايعانيه المواطن،بمعنى انني لايمكن ان اقول ان هناك ذيادة متوقعة في الاسعاروالعلاج وانهيارالمستشفيات وارتفاع نسبة الوفيات خاصة وسط الامهات والاطفال وتدهور مريع في التعليم والمناهج ومستويات الطلاب كل ذلك يشعر به المواطن، وكل هذا يرجع الى الاسياسات الخاطئة للحكومة وان كل تلك القضايا ليست من اولوياتها،فالمواطن وصحته وتعليمه ليس من الاولويات بل العكس تتدخل الحكومة مع المواطن حول الاراضي التي ظلوا ملاكاً لها لمئات السنين،والمخرج من هذا الوضع هو توفيق الاوضاع وديمقراطية كاملة حتى نتمكن من المحاسبة على الخطأ والفساد، ويجب ان يوضع برنامج اقتصادي يتمثل في محورين الاول اسعافي سريع الهدف منه رفع المعاناة عن المواطن واسترجاع الاموال المنهوبة ووضع الخطط لتنمية اقتصادية شاملة، ونحن كحزب نقترح ان تتم بتوافق ومؤتمر اقتصادي لطرح الحلول ويتم تبنيه من الجميع على اساس ان هذا هو الخيار المتاح في الظروف الحالية،لكن هذا المؤتمر لايمكن ان يتم في ظل القمع والنظام الحالي،لان هناك فئة طفيلية نشأت في ظل هذا النظام استحوزت على كثير جداً من الموارد الاقتصادية في البلاد بل قامت بطرد المجموعات التقليدية من الرأسمالية السودانية من السوق وهذا وضع شاذ واذداد عليه الفساد والصرف البزخي، بالتالي اي علاج يبدأ من العكس لذلك نرى ان واحدة من الحلول التي نطرحها في اي وضع انتقالي قادم هو مؤتمر اقتصادي يكون الهدف الاول منه رفع المعاناة ثم وضع الخطط التي يمكن ان تؤمن استدامة لوضع اقتصادي قوى، لدينا موارد في البترول والذهب والمياه كلها عوامل يمكن ان يصل السودان الى برالامان اذا وضعت خطة سليمة تتماشى مع الواقع تهدف للمواطن فقط.
? اخرخطوة قامت بها الدولة هي رفع دعمها من بعض السلع؟
هذه خطوة خطيرة وخلل كبير، حتى في الدول المتقدمة سواء كانت الولايات المتحدة او اروبا تتدخل في بعض الاشياء،لكن لايمكن في بلد مثل السودان ترفع الدولة يدها تماماً عن ادارة الاقتصاد وتتركه للمضاربات ، فالدولة لديها دور في حماية المواطن خاصة في ظل ضعف البنية والقطاع الخاص وصعوبة استخراج المواد اضافة الى ان الاستثمار يحتاج الى تحكم لصالح المواطن،لذلك نرى ان يكون للدولة دور في ادارة الاقتصاد والتخطيط له دون التخطيط المركزي القابض الذي له اثار سلبية، والمخرج هو ائتلاف العقول الاقتصادية في مؤتمر اقتصادي يقدم حلول عاجلة وطويلة المدى للازمة الاقتصادية في السودان.
*يرى المختصون ان الحكومة ترفع يدها من السوق لتحقيق الوفرة للسلع في السوق؟
هذه سياسة غير صحيحة، بالرغم من ان الاقتصاد علم قائم بذاته لكن يوجد مقياس له سهل جداً مثله مثل الكثير من العلوم، العلوم الطبية نستطيع قياسها بصحة الانسان جيدة ام سيئة؟…والاقتصاد كذلك يقاس (الانسان عائش ام غير ذلك؟) انا اعتقد ان الانسان في السودان حالياً غير (عائش) مهما امتلأت (السوبرماركت) والمولات الكبيرة لكن من الذي بإستطاعته الشراء من تلك المواقع؟صحيح يوجد من يشتري من اصحاب العربات الفارهة لكن الكثير من الشعب يشتري بعينه فقط÷ هذا اذا نظرنا الى المناطق الحضية مثل الخرطوم او مدني لكن خارج المناطق الحضرية حدث ولاحرج…يوجد من لم يرى مياه نظيفة لفترات طويلة…اين الوفرة التي يتحدون عنها؟!
? لكن كانت للانقاذ نظرة اقتصادية ارادت تطبيقها ودللت على ذلك بارتفاع الدولار حينها…في تقديرك هل الوضع الان تغير؟
تغير للاسوأ… عندما جاء النظام قالوا ان الدولار وصل الى 4 جنيه وفي طريقه الى 12 جنيه لذلك يجب ان نسيطر عليه…لكن الدولار اصبح 7000بلغة الارقام (بالقديم)، وان كان النظام يعتقد ان الوفرة موجودة نقول لهم صحيح موجودة لكن للفئة التي تعبر عنها واماكن كبيرة للتسوق، وبناء للعمارات والبنايات الضخمة للمسؤولين،والتفاح المستورد والعنب والفراولة يباع لاصحاب العربات الكبيرة، هذا لايحتاجه المواطن العادي يحتاج لبروتين…اوقل بروتين حتى لااستفز الناس بالحديث عن اللحوم ،الان يوجد من لم تدخل بيته لحمة لشهور عديدة، والفول الذي كنا نطلق عليه حبيب الشعب بدلالة على استطاعة كل شخص في شراءه وتناوله اصبح الان في غلاء مبالغ فيه واصبحنا نأكل(موية الفول)،مع كل هذه الاوضاع من يتحدث عن الوفرة لايندرج حديثه الا بعبارات استفزازية، وهذا يصب في لغة جيدة للنظام اقرب للعنصرية بالحديث عن وجود اصلاء وغير ذلك واهل الهامش كانهم ليسوا بشر.
*اقترحت في حوار سابق اجريته معك قبل عام عقد مؤتمر اقتصادي لحل الازمة…مر عام كامل على ذلك والشعب يعاني…ماهو دورك وانت قيادي بالحزب الشيوعي المعلوم عنه قربه من الشعب والعمال؟
نعم …هذه مسؤولية تأريخية لانني لم استطيع الاطاحة بهذا النظام لعقد المؤتمر الاقتصادي، ليس لدي مااقوله في هذا المحور، ومسؤوليتنا التأريخية يجب ان اتحملها مع كل الوان الطيف السياسي الاخرى.
? اصيبت الاحزاب السياسية السودانية بإختلال في توازنها الى درجة فقد الهوية واثر ذلك على الدفع السياسي…مثلاً اصبح كل من يتحدث من الشيوعيين يقول اصلي واصوم واقيم الليل؟
اذا اخذنا الحزب الشيوعي كمثال نجد انه ليس له تدخل في القضايا الشخصية للاعضاء، نحن لانبشر بالاديان ولانعاديها في نفس الوقت وهذا موضوع في نظامنا الداخلي بدستور الحزب، بل تعتقد ان العلاقة بين العبد وربه هي علاقة خاصة بالضمير، بالتالي الحزب حريص بعدم السماح بتفتيش الضمير، بمعنى انني لااسألك انت بتصومي وبتصلي؟لان هذا مسؤولة منه انت امام ربك، بالتالي الحزب يرفض هذه الدعوة وليس لدينا من المعايير ان العضو الجيد هو الذي لايقيم الليل او لايصلي، فهذا (تغبيش) يحدث ضد الحزب الشيوعي،ومن يقيم الليل لايتعارض مع مناضلته من اجل العدالة والكادحين وكل مايتعلق بخط الحزب،نحن كحزب لانفرض مثل تلك القضايا الدينية ولانفرض عكسها، نحن حزب سياسي والسياسة في الارض وعلاقات بين الناس في الارض وقضايا ومشاكل في تتعلق بالارض بالتالي حل تلك المشاكل بتوجهنا الارض .
*تحالف الحزب الشيوعي مع الجبهة الثورية بتوقيع وثيقة، هل لازلتم متمسكون بهذا التحالف بالرغم من الاعتداءات التي تقوم بها الجبهة على المواطنين؟
يجب ان نبدأ من الاول دون التشكيك في الحديث من اين اتى الحديث عن ان الجبهة مارست اعتداء على المواطن في ابوكرشولا سمعنا بذلك لكن استمعت وقرأت عدد من البيانات للجبهة الثورية تنفي اتهامها بالاعتداء بل تتهم الحكومة بممارسة العنف،وسمعنا بعدد من الجرائم في دارفور من اهلها، لذلك اعتقد ان هذا الموضوع لايقتصر على انت مع العنف او غير ذلك؟!نحن في حالة حرب وهي كريهة ومرفوضة بكل سلوكياتها بالتالي محاولة الحديث عن ان الانتهاك من طرف واحد غير منطقي وغير موضوعي، ان كان الامر كذلك لماذا لانعتد جهات للتحقيق حول هذه الانتهاكات،وان ارتكبت الجبهة الثورية مجزرة وانتهاك في اي منطقة بالسودان نحن اول من ندينها وان الحكومة ارتكبت نفس الشئ ندينها.
? هذا يعني انكم متمسكون بتحالفكم مع الجبهة؟
ليس لدينا تحالف مع الجبهة بل حديث يروج له اخرين.
*اذن ماهو شكل العلاقة التي تربطكم ؟
الجبهة حركة سياسية ونحن كذلك لكنها حملت السلاح وهذا امر يخصها في معارضتها مع الحكومة، ونحن ضد اقصاءها من اي عملية سياسية لانها تعبر عن مطالب لاناس لديهم ظلامات وقضية حقيقية ، ونحن مستعدون نمد ايدينا لهم حتى الوصول الى برالامان عبر تسوية سياسية ، هذا جوهر علاقتنا مع الجبهة الثورية، وكانت تربطنا مع الحركة الشعبية مثل تلك العلاقة، والنظام يذهب ويجلس معها في التفاوض ونحن موجودون هنا.
*الاحزاب السودانية لاتبادر في تحسين العلاقة مع دولة الجنوب و تقف في مربع الانتقاد فقط لما تقوم به الحكومة الى ماذا تعزي ذلك؟
هذا صحيح …من المفترض ان يكون لنا دور ومبادرات ملموسة في تحسين العلاقة مع الجنوب وفي كل القضايا الوطنية، لكن قضية العلاقة مع الجنوب لانها اصبحت قضية بلدين يجب ان تكون السلطة جزء من تلك المبادرات لانها هي التي ستنفذ ليس نحن، لكن توجد مجالات اخرى يمكن العمل بها مثلاً العلاقة بين الشعبين بمحاولة علاج(الجروح) التي تفتقت بين الشعبين ومحاولة عدم السماح بإنقطاع اواصل الاخاء بين الشعبين، هذا على المستوى الجماهيري والشعبي ومبادرات للاحزاب لكن الملاحظ ان القوى السياسية يسلط عليها سيف انها طابور خامس تتعامل مع العدو، لكن بالرغم من ذلك اوفقك الرأي في العمل بمبادرات حتى وان اتهمنا باننا نتآمر مع العدو.
? هل حدد موعد انعقادالمؤتمر العام السادس للحزب؟
الموعد الاساسي للمؤتمر كان نتيجة للمؤتمر الخامس الذي عقد في يناير 2009م وحسب دستور الحزب ان المؤتمر يعقد كل 4 اعوام بالتالي كان من المفترض ان يعقد في يناير 2013م، ونحن نعلم ان هناك اشياء تعد في الدساتير والقوانين لكن تواجهها المشاكل في التنفيذ،كونا لجنة تحضيرية لتحضير التقارير التي ستقدم في المؤتمر بدأت عملها لكنها اصطدمت بصعوبات لعوامل موضوعية ليس بها (نية) تأخير الموعد ولم تنتهي الا من وثيقة واحدة تمت اجازتها قبل ايام وتتمثل في مراجعة برنامج الحزب،تبقت ثلاث وثائق تتمثل في مراجعة الدستور والتقرير السياسي ثم العمل التنظيمي.
? لكن كيف تدار امور الحزب وكيف تطرح سياسته لفترة طويلة؟
قمنا بإجتماعات استثنائية تعقد كل شهر بدلاً من 3 اشهر حتى نستطيع اجازة العمل ، لكن هذا الموضوع يمر بعدد من المراحل منها مناقشة في اللجنة التحضيرية واجازة وطباعة اولى تأتي الى اللجنة المركزية ثم المراجعة والتعديل ثم تستمر اللجنة التحضيرية في عملها طباعة ومراجعة وتعديل،لذلك كل من يحدد تأريخ محدد للمؤتمر قبل انتهاء تلك التقارير واجازتها،لانه بعد الانتهاء منها بالدستور بند يلزم اطلاع اي عضو في الحزب على هذه التقارير قبل 4 اشهر من موعد المؤتمر،وتواجهنا مشكلة كبيرة هي التمويل والدعم المالي فحزبنا ليس بحزب لديه علاقات استراتيجية مع دول خارجية.
? لكن للحزب الشيوعي كوادر كبيرة في الدول الغربية ..وفي حديث سابق لقيادي بالمؤتمر الوطني بشر الاحزاب بإمكانية جلب دعم من كوادر الاحزاب في الخارج؟
كوادر المؤتمر الوطني موجودة داخل البلاد ليس بالخارج ومتحكمون في كل الاموال،وكوادرنا في الخرج ذهبت لانهم فصلوها من العمل فذهبت للبحث عن عمل هناك وبالرغم من ذلك هم من يساعدونا كثير خاصة بفرق سعر الدولار لكن مابحوزتهم لايرقى الى مستوى عقد مؤتمر او بناء دار للحزب.

تعليق واحد

  1. الزميل العزيز/ د. الشفيع

    كم يؤلمني رضوخكم لإبتزاز ودعايات المتأسلمين التي جعلتكم تتوجسون من التحالف مع الجبهة الثورية- نصير المُهمشين والمسحوقين والبروليتاريا.

    تمعنوا في علاقة الحزب الشيوعي في جنوب إفريقيا مع حزب المؤتمر الوطني (وجناحه العسكري – رمح الأُمة- الذي كان مانديلا من مؤسسيه وقائده قبل دخوله سجن روبن آيلاند).

    كم اتطلع إلى مثل هذا التحالف الطبيعي والضروري.

    ما هي الرافعة التي تحول الحزب الشيوعي من حزب نخبوي/طليعي إلى حزب جماهيري شعبي؟!
    أتمنى أن أراك قريباً في بريتوريا، ولكم حُسن العزاء في شقيقكم خضر وكُل سنوة وأنت والأسرة بخير

    مهدي

  2. “عيال اكلهم موية الفول بموية الجبنة بزيت الفول (البوش) عايزين منهم كاس افريقيا كمان”؟؟ كانت عبارة رمى بها احد الحاضرين لمبارة الفريق القومي اما احد الفرق الافريقية في كأس امم افريقيا قبل كم سنة وقد اخذ البطولة فريق مصر وخرج الفريق القومي السوداني من الدورة في الدور الأول ولم يحرز اي هدف في جميع المباريات التي خاضها فعاد يجرجر الذيال الخيبة فقالوا كسبنا التجربة وخسرنا الدورة كاملة……..

    حكي لي صديق فضل عدم الاغتراب وآثر المرابطة في ارض الوطن لعله يفي بشئ مما قدمه له الوطن وبعد عام واحد من السنين الاولى لثورة الانقاذ قال لي صديقي وهو رجل ساخر “والله بقينا نحسد الغنم” فقلت له كيف قال: الغنم تقوم مع الصباح تسرح فتاكل كرتون وبلاستيك ودلاقين وورق وترجع مليانة باللبن فنشرب نحن وعيالنا ونخرج نحن من الصباح فنرجع في المساء بخفي حنين ومصارينا تكركر!!!

    كان السودان اجمل بلد في الدنيا لا يضاهيه اي بلد آخر من حيث الموارد المتعددة وعلى رأسها اكثر من 15 نهر تنساب في اراضيه من الجنوب الى الشمال في سهول منبسطة كلها صحالحة للزراعة بما فيها الصحراء الكبرى فهي صحراء يمكن استصلاحها وزراعتها كما يفعل المصريون.. كما ان مناخاتنا المتعددة تكفل لنا زراعة جميع محاصيل الدنيا واخيرا انعم الله علينا بالبترول وقد تمت الناقصة بأكبر النعم… ارضنا كلها صالحة للزارعة كما ان الانسان السوداني نفسه كان اطيب واصدق انسان على وجه البسيطة وبساطته تلك كانت سببا له في تعدد مصادر الرزق من حيث يحتسب ولا يحتسب.. تسلط علينا الجراد والطاعون الاسود فدمر بلادنا وأهدر جميع مواردنا في حروبات عبثية اكلت الاخضر واليابس ثم اخيرا فصل نصف الدولة لاسباب واهية……..

    السياسيون لدينا ليس بسياسيين حقيقيين فهم دائما يتعلمون الحلاقة في رؤوس اليتامى وكلهم اما سياسيين بالوراثة او بوضع اليد أو عساكر خريجي ثانويات بنسب نجاح مدنية دعموها بثلاثة سنوات في الكلية حربية والتخصص في القتل وما بين ليلة وضحاها يجد احدهم نفسه جالساً في القصر الجمهوري كرئيس للدولة وتعال يا عفس ودفس…السودان يحكمه وجع القلب فلا غرابة ان ضاعت البوصلة وفقد اتجاه المستقبل……

  3. الله علي الظالم الشعب السوداني انتهى لان حكم بني كوز انهك قوى الشعب لمدة 24 عام شبع فيها الشعب من القتل والاحتقال والتعذيب والتجويع وسحق تماما ولم تكن له اراده ولا حرية تعبير انتهى التعليم والاقتصاد والصحة والحياة الاجتماعية افتقر الشعب الي ابسط مقومات الحياة وهنالك قوى وطنية تزر الرماد في عيون الشعب بانها ضد النظام وهي كاذبة ومضللة للشعب كيف تكون انت ضد النظام وابنك مستشار للرئيس النظام شوف الشعب المصري شعر من قبل فوات الاوان بالمتاسلمين ومدي خطورتهم علي البلاد والشعب فاقتلعهم من الحكم لكن الشعب السوداني سرى المخدر الديني الذي يتدثرون به المنافقين وامهلهم 24 عام كان الحصاد منها خفي حتين حروب وفصل الجنوب وحرب في جنوب كردفان والنيل الازرق وقتل وتقتيل وفساد ودمار اقتصادي واخلاقي والان الاوان بان نسلك مسلك الشعب المصري ونقتلع المنافقين والفاسدين من جزورهم ونسترد الشرعية الحقيقية التي سرقوها بواسطة انقلاب عسكري مشؤوم فالينظر الجيش السوداني الي الجيش المصري ويتعلم منه القومية والحياد

  4. النظام الخاكم قال لكم يا معارضة سلمية. :”العاوز يغيرنا يشيل سلاح. “. فهل تذوبوا أحزاب وجماهير داخل الكيان الجامع لكل السودانين الاصلاء وهم الجبهة الثورية ؟ لا اعتقد أنكم فاعلون. ولكن لن يهز الثوار المسلحون الشجرة لتأكلوا الثمرة. كما تعودتم !!! فالماضي لن يعود. والفجر الجديد قادم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..