أخبار السودان

الشرعية التي أسقطت شرعية قلم عووضة !

محمد عبد الله برقاوي..

إذا كنت تعرف تاريخاً أسوداً للصٍ ما..و أتتك الرياح لتنثر في وجهه ماضيه القبيح..فلا تضمن دائماً أن يكون متسامحاً معك ..ويرد عليك بأن الله غفورٌ رحيم..لاسيما إذا كان ذلك اللص قد سرق وطناً بحاله وبدده في طاولة قمار جماعته ..ثم تظاهر بالتوبة !

الزميل العزيز الأستاذ صلاح عووضة يبدو أن ضربة قلمه الأخيرة كانت بالكوع على خاصرة النظام ، فلم يحتملها في لحظتها ولم ينتظر أمُنه حتى تبرد ..فكان رد فعله متشنجاً تجاه شرعية قلم الكاتب المحترم التي لا تسقط في دول تحكمها الشرعية الحقيقية الا بحكم قضائي يدين ذلك القلم وتشاركه الصحيفة ذات المسئؤلية ولا يكون ظهره الى الحائط وحيداً !
لم يكن صلاح في مقاله الطاعن في الفيل .كعادته وليس الظل.وحسب إعتقادي المتواضع معنياً كثيراً بالشأن المصري في حد ذاته بقدرما أنه قصد فضح حرج وفصام مواقف حكومتنا ..
( الشرعية جداً)
التي قالت إنها تعتبر ما حدث في الشقيقة مصر شأناً داخلياً يقرر فيه المصريون وحدهم.. !
بينما جندت قوات شرطتها الإحتياطية لحماية مظاهرات الإحتجاج الهزيلة التي جمعت نقائض أثافي الإسلاميين الثلاث تحت حلة الديمقراطية النيئة الطبخة ..الوطني ….والشعبي و منبر السلام..بعد أن ظننا ألا..تلاقيا !
و صاحبتها و صولاً بالسلامة الى السفارة المصرية حاملة أعلام مصر، ولافتات ملونة مطالبة بإعادة شرعية مرسي ..وهي تفتقدها بدءاً فوق التراب التي تطأه أقدامها المغبّرة بحرية التعبير فقط لمن يطيش سهمه بعيداً عن كبد الحقائق المزرية على أرض الواقع الداخلي !
وهي ذات القوات التي كانت تغلق الميادين في وجه مظاهرات الشباب السلمية قبل أن تخرج منذ أيام قاطعة الطريق عليها حتى لاتصل الى وجهتها !

تقول الطرفة القديمة ..بأن زائراً أجنبياً لاحظ أثناء تجواله في برلين الشرقية قبل سقوط الجدار ، أن تمثالاً للزعيم الشيوعي الأممي فلاديمير إليتش لينين .. بُنى هناك ولكن بدون أرجل ..
فسأل مرافقه الشيوعي عن السر..فقال له الرجل ..خشينا أن يهرب الى برلين الغربية !
والحمد لله أن تمثال حريتنا النصفي وسط أبوجنزير قد صارت له أرجل وحذاء رياضي كيزاني يقفز بهما فوق الحدود مناصراً لفريق مرسي اللاعب في ميدان رابعة العدوية ضد فريق ميدان التحرير بتاع هناك ..
وكما يقال أول الغيث قطرة !
فميادين مصر ذات نفسها صاحبة الحدث لازالت مكتظة بمن هم مع النظام الجديد ومن لا زالوا يطالبون بعودة مرسي على حدٍ سواء.. !
فهل ستجروء شرعية حكومتنا الراسخة التي قالت للسيسي نحن السابقون وأنتم اللاحقون..وتمنحها التصديق الرسمي .. وتسمح لأية تظاهرة أخرى بالخروج تعبيراً عن رأيها من قبيل ذات الموازنة التي توفرها حكومة مصر الحالية غير الشرعية لكل الأطراف والتي لا تعاديها حكومتنا الشرعية وفقاً لما بدأ في ظاهر موقفها المُعلن حالياً على الأقل .. هذا طبعاً..

لو طالبت مجموعة مهووسة بوفرة مشروعية حق التظاهر السلمي مثل أختها أعلاه ..فقط الفرق أنها وهذا حقها تعتقد فرضاً في إمكانية عودة الشرعية الى مصر وفي وجود مرسي وجماعته لاحقاً.. ولكّن بعد شك اللعبة من جديد وتوزيعها على أسس المبادي الدستورية الوطنية وليس هوى التنظيم العالمي للإخوان نحو التمكين المنفرد العزف.. !
فأخونا صلاح سُلبت حرية قلمه وفق تسلط شرعية الحرامي الذي على رأسه ريشة ..تحسسها حينما أشاراليها عووضة بجرأته المعهودة ..رغماً عن يقينه و فهمه الصحيح لمساحة وسقف الحرية المفصّلة على مقاس حساسية جسد النظام حيال شكات الأقلام التي تعيده الى ماضي الذكريات ..فينسى في تلك اللحظة ..الرد بأن الله غفورٌ رحيم ..وأن قليل ديمقراطيته يمكن حسب فهم المتفائلين أن يجّب كثير لصوصيته السالفة..ولكّنه عوضاً عن ذلك النهج.. يعود لأصله ويتشبث.. بشرعية..
( أم دلدوم )
..التي تؤمن فقط بأن الله شديد العقاب !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. مقال الاستاذ صلاح فضح الكذب والزيف والكيل بالمكاييل العديدة،، وحقيقية الاستحوا ماتوا ،،،،

  2. الاستاذين صلاح عووضة وعبدالله برقاوي من جيل الصحفيين القديم أصحاب المبادئ والعقول وسوف تكون لهم مكانة كبيرة في سودان ما بعد الانقاذ إذاربنا مد في أعمارنا ان شاء الله،،،

  3. Men never do evil so completely and cheerfully as when they do it from a religious conviction.

    Now I know the full power of evil. It makes ugliness seem beautiful and goodness seem ugly and weak.

    AUGUST STRINDBERG

  4. رغم عدم معرفتي للكاتب الملتزم عووضة الا من خلال كتاباته التي لا يمكنك المرور بالراكوبة دون ان تعرج اليها .
    كان لا يخالجني شك في ان السلطات (تحدر) لكتاباته في الظلام الدامس حتى ولو لم يكن يعنيها. لانها تعرف نوع هذا القلم العصي على التطويع والبيع والشراء والمساومة.

  5. صحبك الله برضائه استاذنا برقاوي
    والله يا استاذ يكاد القارئ لمقالاتك أن يتزوق طعم حلاوة التناسق التي ربما تكون مفطرة في نهار رمضان.
    قد يقول قائل لماذا كل المعلقين متفقون مع استاذ برقاوي ، وانا ارد عليه بأن الذي يتفق الناس على جماله فهو جمييييل غصبا عنك .
    من المؤكد اخي برقاوي أن الكيزان يفصلون كل شيء حسب مقاساتهم وما زاد عليه يجزونه جزا .إن المواقف المستفزة التي تخرج الكاتب بل وحتى المواطن العادي من حالة الاستكانة اصبحت كثيرة جدا وابرزها تناقضات النظام الكيزاني السمج . ولا شك أن الاستاذ عووضه لم يستطيع صبرا فعبر عن ما بداخلنا جميعا وهو بالتأكيد يعلم أن مثل هذه الحقائق الموجعة لا يحتملها الحرامي ويقول بأن الله غفور رحيم

  6. عووضة الآن أكثر مصداقية وشعبية وشجاعة مما كان قبل أن يوقفه جهاز أمن الكيزان عن الكتابة بينما أصبح جهاز أمن الكيزان أقل مصداقية ومكروهاً أكثر وأكثر جبناً هو ومن وراءه من كيزان يعفون عنك إن قمت بمحاولة انقلابية عليهم ولا يسامحوك إن أظهرت لهم عيوبهم بمقال في صحيفة…هلا استمعوا بكل نفاقهم إلى قول عمر (رحم الله من أهدى لي عيوبي)!!! 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..